أقصر الطرق للمريخ
كل الطرق ستؤدي للمريخ لكن أقصر الطرق هي التي ستتبع توفيرا للوقت والمال ولاسيما وأن السياسيين الأمريكان مازالوا يعارضون إرسال بشر لهذا الكوكب الأحمر . لكن التجارب والتدريبات علي قدم وساق لتحقيق هذه الخطوة الغير مسبوقة في تاريخ البشرية . وهذا يجعلنا نسلط الضوء علي هذه الإستعدادات ولاسيما وأن هذه الرحلة مزمع قيامها خلال الربع الأول من هذا القرن .
ففي سباق الحرب الباردة لغزو الفضاء خلال النصف الثاني من القرن الماضي بين السوفيت والأمريكان. أعلن الرئيس الأمريكي الراحل جون كيندي عام 1961أن أمريكا سترسل أول إنسان للقمر . وكان هذا في أعقاب غزو السوفيت للفضاء بإرسال يوري جاجارين الذي كان أول إنسان يدور حول الأرض بالفضاء . وفي عام 1969هبطت مركبة أبوللو 11الأمريكية حيث نزل نيل أرمسترونج وبوز أندرين ومايكل كولينـز منذ 33سنة فوق سطح القمر لأول مرة في تاريخ البشرية . وكان هذا حدثا مثيرا .
وفي الذكري العشرين لهذا الحدث العالمي وقف الرئيس الأمريكي جورج بوش الأب منتشيا قائلا : سوف تكون رحلة الغد القادمة لكوكب ثان وهو المريخ . وقدرت التكلفة وقتها 500 بليون دولار . وأخذت الإستعدادات والدراسات تتتابع لهذه الرحلة المزمع قيامها للكوكب الأحمر ليضع الرواد العلم الأمريكي والعلم المريخي بلونيه الأحمر والأخضر فوق المستعمرة المريخية هناك وأخذ بعض الصور عن كثب والعودة للأرض .
ورغم أن وكالة الفضاء الأمريكية تلقي معارضة سياسية محمومة لإرسال بشر للمريخ إلا أن هناك شخصا يحاول تحقيق هذا الحلم وهو العالم (روبرت زوبرين) الذي أصبح علي رأس فريق من معاونيه والرواد للتوصل إلي أقصر الطرق لبلوغ المريخ مباشرة بأقل تكلفة وتوفير الوقود والإقلال من الحمولات .
وبعد كل هذا .. هل سيصل الإنسان للمريخ ويسبر أغواره ومكنوناته ؟. فالآن يتدرب طاقمان علي هذه الرحلة وكل طاقم يضم ستة رواد .و يعيشون حاليا في منطقة نائية قطبية بجزيرة (ديفون)وهي أكبر جزيرة في العالم حيث البيئة هناك أرضية إلا أنها تشبه بيئة المريخ لحد كبير . فمنطقة التدريب فوق فوهة (هوجتون) التي خلفها مذنب قد ضرب الأرض منذ 23مليون سنة . وسعتها 13 ميل مربع . والهدف التعرف علي أسلوب المعيشة والعمل فوق الكوكب الأحمر . وهذه الفوهة تبعد نصف ميل من محطة (فلاش لاين) لأبحاث القطب المريخي .
وهناك يقيم العالم زوبرين رئيس جمعية المريخ ومعه فريق الرواد . وكانت الجمعية قد قامت بالصيف الماضي ببناء بيئة ثانية في الصحراء جنوبي غرب الجزيرة علي شكل إسطواني أشبه ما أقامته وكالة (ناسا) لرواد الكواكب الأخرى . وسوف يقيمون بهذا المبني ليحسوا أنهم يعيشون فوق المريخ . ولم يتركوه سوي لإجراء اكتشافات للمنطقة حولهم وهم يرتدون ملابس رجال الفضاء . ودائما ما يتصلون بمركز التوجيه بدينفر بعد عشر دقائق وهذه المدة تعادل وصول الإشارات الراديوهية من المريخ للأرض .
وجزيرة (ديفون) لأبحاث رواد المريخ تبعد 900 ميل من القطب الشمالي وتعتبر مكانا يشبه سطح المريخ فوق الأرض ويشبه المكان الذي حطت فوقه مركبة المريخ (فايكنج) وهو المكان المزمع هبوط رواد المريخ فوقه في رحلاتهم القادمة . وحاليا يرأس (زوبرين) فريقا معاونا له يضم 4000عضو يعملون بقاعدة دينفر ويطلق عليهم رجال الفضاء الرواد .
والجزيرة تتسم بندرة النباتات والحيوانات ودرجة حرارتها بالنهار تعادل درجة حرارة النهار فوق خط الإستواء المريخي والتي تقدر بـ 5 درجات مئوية أو أكثر . إلا أن جوها أكثر سماكة من جو المريخ طبعا . وكان بداية إستكشاف الجزيرة عام 1997عندما كان العالم (لي) يقود برنامجا بحثيا منفصلا أطلق عليه مشروع (هوجتون ) للمريخ وهو مشروع ملحق ببرنامج وكالة الفضاء( ناسا ) ومعهد (سيتي) لدراسة جيولوجيا وبيولوجيا جزيرة (ديفون) والقيام بالإختبارات التكنولوجية والإستراتيجية لمدة 4سنوات تمهيدا للتوصل لبيئة تشبه بيئة المريخ فوق الأرض .
فلقد كان من بين الأسباب التي اختيرت من أجلها هذه الجزيرة النائية .. أن مذنبا ضربها منذ 23مليون سنة وخلف حفرة (هوجتون) . ومن شدة حرارة الارتطام تبخر جسم المذنب وخلف وراء فوهة بالصحراء القطبية . ومخلفاته إختلطت بالجليد مما جعلها أقرب تشابها بتربة المريخ فوق الأرض . لهذا اختار العالم (لي ) هذه المنطقة لإنشاء محطة تدريب رواد المريخ فوق هذه الجزيرة النائية .
وكان (لي) قد تقابل مع (زوبرين ) في اجتماع ضم المتحمسين من وكالة (ناسا) لفكرة التوجه للمريخ . وأسسوا جمعية المريخ رأسها (زوبرين ) واعتبروها مؤسسة لا تهدف للربحية . وهدفها إرسال بشر للمريخ . وقال (لي) لزوبرين بأن لديه موقعا بالمنطقة القطبية الشمالية للبدء منها بالدراسات التي تؤهلهم لإرسال بشر للمريخ حيث البيئة تشبه بيئته. واقترح إقامة مستوطنة هناك تقوم جمعية المريخ بتمويلها من التبرعات وإشتراكات الأعضاء . فعلق زوبرين قائلا : هذا شيء له صلة بالاكتشافات البشرية ويمكن تمويلها بسرعة بأموال تقل عن تكلفة إرسال مسبر فضائي به إنسان آلي . وكان الباحثون قد اختاروا منطقة فوهة هجتون لأن حافة ومركز الفوهة بهما بقايا قديمة لخزانات مياه حرارية . فالفوهة مكان بحيرة قديمة . لهذا كان التفتيش علي مكان كنموذج يشبه تقريبا سطح منطقة الهبوط والبحث فوق المريخ. وهذا ما ركز عليه الباحثون للمنطقة في جزيرة ديفون . فلقد درس شبكة الوديان حول منطقة الفوهة لأنها تشبه وديان المريخ بقنواتها المائية الجافة الضيقة والغير عميقة حيث لم تغذها روافد حسب الصور التي إلتقطت للمريخ من قبل .وهذه الوديان المريخية قد تكونت بسبب إذابة الملاءات الجليدية القديمة بالمريخ أو بسبب الأمطار أو تفجر ينابيع المياه.
فإذا كان هذا قد حدث فوق المريخ ؟ . فهذا معناه أن الرحلة ستجيب علي أسئلة قد ضللت علماء المناخ . ومن بينها .. كيف كان المريخ دافئا لدرجة ظهرت فيها هذه المياه السائلة مع أن جوه كان رقيقا مما يجعل الشمس تهبط أشعتها فوقه بكميات أكبر عما عليه الآن ؟.
ويقال أيضا .. أن المريخ كان مغطي قديما بملاءات جليدية كانت تحتجز حرارة البراكين المتفجرة فوقه أو بسبب الحرارة التي كانت تحدثها إرتطامات المذنبات والأجسام الفضائية لسطحه . لكن العالم (لي) قال : أن المريخ كان كوكبا باردا طوال تاريخه.ورغم أن هذه المعلومات حدسية ولم تتأكد بعد إلا أن علماء الكواكب يعتبرونها مؤشرات لدراسة البيئة القاسية فوق جزيرة ديفون الأرضية .
وكانت جمعية المريخ قد بدأت في تمويل مشروع (لي) منذ عام 1999لإنشاء مستوطنة شمال غربي فوهة (هوجتون) علي بعد نصف ميل من معسكر قاعدة مشروع (ناسا - سيتي). وفي مطلع عام 2000قامت شركة بيوت جاهزة تصنعها من ألواح الألياف الزجاجية بصنع ألواح المستوطنة المريخية المحاكية . فأسهمت في نفقاتها شركة (فلاش لاين)للكومبيوتر بـ175 ألف دولار لكنها تكلفت مليون دولار . وكانت الشركة المنتجة تجد صعوبة في صنع هذه الألواح وإرسالها للمنطقة القطبية في الوقت المناسب .
وهذه المستوطنة يعتبر إنجاز إقامتها معجزة إنشائية ولاسيما وأنها ستزود بأحدث التكنولوجيا . ناهينا عن السلوك النفسي وأساليب الطواريء ولو أنهما يعتبران جزءا صغيرا بالنسبة للدراسة التخطيطية لفريق (فلاش لاين) عندما سيكون في شرنقته في زي بدل رجال الفضاء أو في عرباتهم التجريبية ومعهم الإنس الآلي للتعرف علي كيفية التصرف وهم فوق سطح المريخ مستقبلا .
وكانت ألواح التجارب قد وافقت جمعية المريخ علي دفع نفقاتها الباهظة ليتدرب الفريق علي تركيبها في غضون 11ساعة . وفي المحاولات علي إسقاط هذه الألواح من الجو . وكان بعضها يتناثر بعيدا عن موقع إنشاء المستعمرة المريخية المزمع إقامتها . لكن في المحاولة السابعة والأخيرة حطت فوق الأرض بنجاح كبير . وانفصلت عن المظلات الهابطة من علي ارتفاع 35 كيلو متر بالجو .
وكان مشروع إنشاء المحطة التجريبية قد تعرض للخطر عندما إستأجر زوبرين طقما محترفا في إقامة المساكن الجاهزة لإقامتها. لكن رئيس العمال رفض العمل بدون روافع أو عربات نقل .وترك المعسكر وانصرف مع العمال .لكن زوبرين لم يكف عن المحاولة . فاستعان بشخص آخر خبيرا حيث قام بوضع بعض عروق الخشب وسقالات وعربات حمل الحقائب بالمطارات . وقاموا بتجميع الألواح لإقامتها ورفعها . وكل لوح ثخانته 6بوصة . وعرف زوبرين وفريقه كيفية تجميع هذه الألواح ونقلها لمدة 3 أيام في جو ممطر وقارس البرد وهو أشبه بجو المريخ .
لكن الفريق حاول رفع هذه الألواح وإقامة المستعمرة بدون الإستعانة بالروافع والسقالات بتديل بسيط في الخطة .وكان شوبرت أحد أعضاء الفريق قد رأي هذه الألواح ملقاة علي بعد فوق الأرض . وأخذ يفكر لعدة ساعات قائلا: هذا مستحيل . فإذا كنا نفكر في الذهاب للمريخ وهذا يبدو لنا مستحيلا إلا أن المحاولة مطلوبة .
وحالفه الحظ بعد 31سنة من هبوط الإنسان فوق القمر و24سنة من هبوط المركبة الفضائية فوق المريخ . وكان الطقس في جزيرة ديفون قد إنقلب فجأة وتحسن وأشرقت الشمس وتوقفت الرياح . وهذا التحول جعل الفريق يستغله لرفع لوح بواسطة قضيب من الصلب إلا أن اللوح الثاني رفع بصعوبة . وهذا ما أصاب العاملين بالذهول لأنهم قاموا بالنجاح بعدما أتموا هذا العمل .و البعض كان متحفظا في قبوله هذه الخطة إلا أنهم واصلوا العمل وأقاموا بقية الألواح كجدران للمستعمرة . ثم أقاموا فوقها القبة من 12لوحا وتزن حوالي 165كيلوجرام ورفع فوقها علم المريخ بألوانه الخضراء والحمراء . لتكون أول قاعدة مريخية فوق الأرض. واحتفل الرواد بهذه المناسبة الفريدة . وقام زوبرين بتدشينها ورفع العلم المريخي . ثم أقام مع زميله (لي) ليلتهم الأولي داخل المحطة .
وكان كارول ستوكر قد أتم تجميع الإنسان الآلي في معامل وكالة (ناسا)وأقام أربعة أيام داخل المحطة لتجربته ومحاكاة مهمته فوق المريخ قبل انتهاء موسم عمل الفريق في جزيرة ديفون .لكنهم تعلموا دروسا من بينها أن ثمة أخطاء قد حدثت وهم مازالوا قابعين فوق الأرض. وكان زوبرين رئيس الفريق حريصا علي القيام بالعمل وإتمامه بكفاءة في التجارب فوق الأرض وقبل الصعود للمريخ لتلافي أي أخطاء غير متوقعة والرواد في الفضاء أو فوق المريخ حتي لاتحدث كارثة قاتلة تودي بحياتهم هناك.
وكان زوبرين قد استعان بمدرب محترف لكلاب الصيد للإستعانة به في التجول بكلبه ليحميا الرواد في تجوالهم من الدببة التي تداهم المنطقة لتفتش علي الز بالة . ولما كان أعضاء الفريق ينتظرون الطائرة لعودتهم بعد إغلاق المعسكر حاول الكلب (برونو) اصطياد دب داهمه بحثا عن الغذاء والفضلات . فانصرف الدب لحال سبيله .
هذا فوق الأرص إلا أنه لاتوجد طبعا دببة في المريخ . لكن الرواد ضمن تدريباتهم سوف يعيشون مدة عام داخل القاعدة المحاكية التجريبية . وسوف يخرجون منها ليتجولوا بالمنطقة لعدة أيام يجمعون فيها العينات بالجزيرة ويتدربون علي تحليلها مع القيام بالأبحاث العلمية للمنطقة حولهم . كما أنهم سيتجولون بعرباتهم التي تحاكي العربات المريخية ليتعرفوا علي أحسن الطرق ليسلكوها فوق المريخ وكيفية الإستعانة بالإنس الآلي معهم والتدريب علي استعمال الأجهزة والمهمات .
وضمن خطة التدريب كان تدريبهم علي السير بهذه العربات لمسافات طويلة والوقوف المتقطع علي الطريق المسلوك .وإستعمال عربة مكيفة الهواء وضبط الضغط الجوي بها كأنهم فوق المريخ . وهذ العربة تعتبر قارب نجاة لهم في حالة الطواريء وهم علي الطريق . لهذا فالإستعانة بكلاب الصيد ضرورة أثناء التدريب لحماية الرواد من مداهمة الدببة لهم أثناء التدريب فوق جزيرة ديفون .كما سيتدربون علي كيفية توافق عمل الإنسان الآلي مع المكتشفين البشر . وكل إنسان آلي طوله 2قدم وسرعة سيره 8ميل في الساعة وله قدرة علي تعديل مساره بالريموت كونترول الذي يعمل بموجات الراديو ليسهل السيطرة عليه .كما يتدرب الرواد علي تحديد كمية المياه التي ستستخدم في الرحلة المزمع القيام بها عام 2019.
ويحاول العلماء الوصول إلي اكتشاف الميكروبات داخل صخور المذنبات المشقوقة التي ضربت الأرض منذ ملايين السنين . مما سيجعلهم يتعرفون عليها مستقبلا فوق ثنايا صخور المريخ . وهذا ما جعل طاقم (فلاش لاين) يضم جيولوجيين وعلماء فيزياء ومهندسين ورجال الفضاء الذين يتدربون .
والفريق في رحلته القادمة للمريخ سوف يستعين بعربة عبارة عن إنسان آلي يطلق عليها (هيبريون) أي أبو الشمس . وهي عبارة عن لوح شمسي مساحته 3متر مربع وبه خلايا كهروضوئية وتتبع اتجاه الشمس وتعمل 24 ساعة . واللوح يحمل فوقه كاميرا تصوير . وهذا الإنسان الآلي سيقوم باكتشاف أشياء بمفرده . لأن الإنس الآلي عادة قادرون علي اكتشاف المريخ والكواكب الأخرى .
وستتبع العربة هيبريون الشمس من خلال ساعة وخريطة إلكترونية مبرمجة لتحديد موقع الشمس في أي وقت من نهار المريخ . والطاقة المخزونة بها ستجعلها تعمل و تسير في الظل ويمكنها توجيه اتجاه أجهزتها لتكون دائما في مواجهة الشمس بالقطب الشمالي حتي بعدما تغرب و تختفي هناك .
ولو أن هذه العربة تجرب حاليا فوق الأرض وقد تجد صعوبة أثناء دوران الأرض بسرعة إلا أنها متوقع لها العمل بكفاءة فوق كواكب أقل سرعة ككوكب عطارد الذي يومه يعادل 56 يوما من أيام الأرض . لأنه يدور حول نفسه مرة كل هذه المدة الزمنية بينما الأرض تدور حول نفسها مرة كل 24ساعة .
و تأمل جمعية المريخ في إقامة محطتين تجريبيتين باستراليا وأيسلاندة للتدريب فيهما هناك إستعدادا لرحلة السفر للمريخ والتي ستقطع 18 شهرا للمكوث فوقه وهذه مدة كافية لوضع العلم الأمريكي وأخذ الصور التذكارية هناك قبل الهبوط للأرض .
وكانت خطة السفر تدعو إلي إقامة السفينة الفضائية الأم لتدور حول المريخ وتظل بالفضاء من حوله. ثم يهبط منها طاقم صغير من الرواد فوق سطحه ليؤدي مهمته ثم يعود للمركبة الأم ثانية لتعود للأرض. لكن زوبرين يقترح إرسال قمرتين إحداهما للذهاب في رحلة السفر لمدة 6شهوربالخارج و الأخرى للعودة بها للأرض. ويؤيده علماء فضاء كثيرون في هذه الفكرة .ويقول : من تجربتنا مع المركبة الفضائية الروسية مير وجدنا أن البشر يمكنهم تحمل هذه الرحلة لو حفزوا إليها ولم نعد محتاجين لبناء سفينة فضاء كبيرة للوصول للمريخ . وبهذا سيمكن توفير كميات ضخمة من الوقود وتقليل حجم المركبة ووزنها وتكلفة الرحلة . وستبدأ هذه الرحلة عندما يكون المريخ في أقرب نقطة من الأرض وفي نفس الاتجاه من الشمس. وهذا الوضع يحدث عادة كل عامين ليكون أقصر طريق للمريخ .
ويطلق (زوبرين) علي مركبته (آريز) التي ستعمل بقوة الصواريخ المخزنة في مخازن (الناسا) حاليا وخزان الوقود الكبير سيؤخذ من مكوك فضاء ليوضع في إسطوانة وستزود بأربع ماكينات مكوك كوسادات بالقاعدة تعمل بالوقود السائل وتغذي من الخزان الكبير. ثم يوضع صاروخان صلبان عل الجانبين أشبه بما يوضع في مكوك فضاء عادي . ومركبة (آيرز) تبني حاليا لتحمل 130 طن من معدات الفضاء . لهذه الصواريخ أقل 10 طن وزنا من صواريخ ساترن التي حملت مركبات الفضاء (أبوللو)للقمر. وهذه كافية لرحلة المر يخ المزمعة .
وكان زوبرين علي وشك قبول فكرة تجميع كل أجزاء المركبة (آيرز) في مدار الأرض .إلا أنه في محاولة أخرى للإقلال من الوزن والحمولة قد طور التقنية لإستغلال مصادر المريخ المتاحة . فقد تستخدم قمرة العودة جوه كوقود مما يجعل الرواد يستغنون عن إسقاط وقود من المريخ فوق سطحه حتي لايتعرض الفريق لفقدان بضعة آلاف الاأمتار المكعبة من السائل الوقودي لو هبطوا بعيدا عن هذه الكمية . . وهذه الفكرة ستقلل 100طن من حمولة المركبة . لهذا العلماء يفكرون في إرسال وحدة وقود للمريخ ضمن الرحلة والتأكد من تشغيلها . ففكر زوبرين في إرسال العربة (ERV ) الجوالة فارغة قبل إرسال الطقم . واستبدال محتواها من الطعام والأكسجين اللذان كانا سيتعملانهما الطقم بأجزاء هذه الوحدة لتوليد الوقود فوق المريخ ليضخ في خزانات مؤمنة لتخزينها ولتزود بها مركبة العودة .
وسترسل مركبة (ERV ) ثانية في نفس وقت إرسال القمرة التي ستحمل الرواد إلا أنها ستصل بعد وصول الطاقم لسطح المريخ بزمن وجيز . ويمكن له إرسال رسالة لها لتأتي علي مقربة منهم لاستخدامها في الطواريء. و لو سارت الأمور علي خير مايرام فإن الطاقم سيعود بالمركبة الجوالة الأولي ليترك العربة الثانية في مكانها حتي يأتي فريق لاحق آخر في رحلة أخرى .لهذا خطط زوبرين لتحمل كل رحلة مركبة لتظل هناك مركبة احتياطي تنتظرهم للهروب بها في حالة الطواريء .
وسوف يرحل الطقم في رحلة للمريخ تستغرق 6شهور في قمرتهم السكنية وهي تشبه الطبلة الكبيرة . فطولها 5متر وقطرها 8متر ويمكنها حمل أربعة أشخاص و حمل وقود كاف لملامسة سطح المريخ ومعهم طعامهم لكن لن يكون معهم وقود للعودة . لكنهم سيتجولون بأمان لحين العثور علي العربة المتجولة الأولي .
وكل رحلة سوف تحمل وحدة سكنية ستترك بعد العودة من هناك . لتجمع مع السالفة وهكذا . لتكوين قاعدة سكنية مريخية بعد عدة رحلات . وهذه القاعدة ستدار بالكهرباء وتسير فوق مركبات (روفر) .
فالرحلة القادمة كما خطط لها ستكون بلا تجمع فضائي معقد وبلا توقف في الفضاء متبعة تقنية بسيطة وبدون السفينة الأم الكبيرة المعقدة رغم احتمال وضع سفينة أم مصغرة بلا طقم أثناء العمل فوق المريخ . وهذه الأفكار خفضت تكاليف الرحلة لعشر ماقدرته وكالة (ناسا) .
وأخيرا هذه هي الخطة الكاملة للإستعداد لغزو الإنسان للمريخ للوصول إليه من أقصر الطرق ==
كتاب أمراض شائعة وعلاجها
ملحوظة لا يمكن تعاطي اي علاج الا بوصف طبيب مختص وعلي مسؤليته
محتويات 1 كتاب أمراض شائعة وعلاجها
2 مرض السكر
3 إكتشاف مذهل 3.1 آلية الإنسولين
4 ماذا نأكل؟
5 أنواع مرض السكر 5.1 النوع الأول:المعتمد علي تعاطي الإنسولين
5.2 النوع الثاني: الغير معتمد علي الإنسولين 5.2.1 مرض سكر الكلي
5.2.2 غيبوبة السكر
6 علاج السكر 6.1 الأقراص المخفضة للسكر
6.2 الإنسولين
7 تحليل السكر
8 مضاعفات المرض
كتاب أمراض شائعة وعلاجها
بقلم د أحمد محمد عوف
- مرض السكر - الالتهاب الكبدي - الربو والحساسية - البدانة - التدخين - الروماتيزم والآلام – السل -الملاريا -الصداع - الإنفلونزا -الشيخوخة
مرض السكر
قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم): بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه. وقال: نحن قوم لا نأكل حتي نجوع وإذا أكلنا لا نشبع. وهذا منهاج لو إتبعه مريض السكر لتفادي المرض ومضاعفاته. ومرض السكر يتطلب في المقام الأول طبيبا متمرسا ليكون ملما بتفاصيل العلاج وأسباب ظهور المرض والإحتمالات وأبعاد المرض ومضاعفاته ونوعه. لأن ألية ظهور هذا المرض لا تنحصر في قلة إفراز الأنسولين بالدم أو القصور في إفرازه من البنكرياس فقط . فقد يكون سبب هذا المرض عدة أمراض وأعراض أخرى تؤثر علي نسبة السكر بالدم. فلقد كان لتطور العلاج وأساليبه وتنوع التحاليل الطبية والفحوصات التشخيصية أثرها في إطالة أعمار مرضي السكر. لهذا الثقافة الطبية حول هذا المرض المزمن مطلوبة للتعرف علي المرض وكيفية التعامل معه. لأن للمريض دوره الأساسي والفعال في علاجه وتفادي مضاعفاته. وهذا ما جعلني أكتب هذا المقال ولاسيما وأن 20% منا مصابون بهذا المرض أو معرضون للإصابة به. فلقد أصبح مرض السكر وباء عالميا علي الخريطة الصحية لمنظمة الصحة العالمية حيث يصيب شخصا من بين كل6 أشخاص.فمرض السكر لا شفاء منه لأنه يلازم المريض به بقية عمره. فهو الرفيق قبل أن يكون الصديق. وكان المرض معروفا قديما. وكان ابن سينا قد شخصه منذ عشرة قرون حيث كان يبخر البول السكري ليتحول إلي مادة شرابية لزجة أو يتحول لسكر أبيض . وكان مريض السكر حتي مطلع هذا القرن يعتبر الحي الميت وأنه قد حلت به لعنته بعدما حكم المرض عليه بالموت المبكر. لأن علاجه لم يكن معروفا. وكان الأطفال والمراهقون عندما يصابون به تذوي أجسامهم ليموتوا بعد عدة شهور .وحتي عام 1920 لم يكن الأطباء يستطيعون التفريق بين مرض البول السكري الحلو المذاق وبين مرض السكر الكاذب الذي لا طعم للبول فيه . إلا أن المرضين يتشابهان في العطش الشديد و كثرة البول . ولهذا كان يصعب علي الأطباء التفريق بينهما قبل ظهور التحاليل الطبية .ومرض البول السكري مرتبط بهورمون الإنسولين الذي تفرزه غدة البنكرياس الذي يعتبر سائل الحياة بالنسبة لنا وبسكر الجلوكوز ونسبته في الدم . عكس مرض السكر الكاذب ( الزائف) فلا علاقة له بنسبة السكر بالدم ولكن أسبابه مرتبطة بهورمونات الغدة النخامية بالمخ وهورمونات الكلي . ويطلق علي هذا النوع من المرض مرض البول المائي .وكان الأطباء يفرقون بينهما بغمس أصابعهم في بول المريض ويتذوقون حلاوته. فإن كان حلو المذاق فهو بول سكري وإن لم يكن فهو بول مائي .وظل هذا متبعا حتي إكتشف محلول (فهلنج) الذي كان يسخن فيه البول فيعطي راسبا أحمر وحسب شدة الحمرة يكون تركيز السكر بالبول .وكان العلاج قبل اكتشاف الأنسولين عام 1921 تنظيم طعام المريض والإقلال من تناول السكريات والنشويات التي تتكسر بالجسم وتتحول لسكر جلوكوز.
إكتشاف مذهل
لاحظ العالم (بوشاردت) عام 1815 أن ثمة علاقة وثيقة بين مرض السكر وعدم كفاءة غدة البنكرياس علي إفراز هورمون الإنسولين. ولقد قام العالمان (مينوكوفسكي و جوزيف فون) لتأكيد هذه العلاقة عندما أجريا تجاربهما علي الكلاب بعد تخديرها وإستئصال بنكرياساتها. وبعد عدة ساعات من إجراء هذه العمليات ظهرت أعراض السكر عليها . فكان الكلب المريض يفرز حوالي أوقيتين سكر في بوله يوميا . كما لاحظا ارتفاعا حادا في السكر بدمائها .وقد قام العالم (مينوكوفسكي) بتقطيع بنكرياس لقطع . وأخذ قطعا منها وزرعها تحت جلد الكلاب التي إنتزعت منها بنكرياساتهم . فوجدها تعيش بصورة عادية. ولم تظهر عليها أعراض السكر. كما وجد أن عصارة البنكرياس التي تفرز في الجهاز الهضمي لا تؤثر علي نسبة السكر في الدم. فاكتشف بهذا أن البنكرياس يفرز موادا أخرى مباشرة بالدم. وبهذا أكتشف هورمون الإنسولين. وقام العالم لانجرهانز عام 1893 بوضع شرائح من البنكرياس تحت الميكروسكوب فلاحظ نوعين من الخلايا. أحدها أشبه بعناقيد العنب وبها جزر أطلق عليها جزيرات لانجرهانز. ووجد أنها تفرز موادا لها أهميتها بالنسبة للسكر في الدم. وعندما فحص بنكرياسات موتي كانوا مصابين بالسكر وجد أن بعضها غير طبيعي. وهذا ما أكد أن البنكرياس يقوم بوظيفتين هما إفراز عصارات هاضمة بالأمعاء الصغري وهورمون الإنسولين بالدم للقيام بإستغلال السكر به.
قام العالم (باتنج) عام 1921 بإستخلاص الأنسولين من بنكرياسات الكلاب حيث قطعها لقطع وخلطها بالرماد والماء الملح ثم رشح الخليط. وأخذ المحلول وحقن به كلاب إستئوصلت بنكرياساتها. فلاحظ أن معدل السكر بدمها قد إنخفض ولم يصبح البول سكريا والتئمت جروحها واستعادت عافيتها وعاشت مددا أطول مما يتوقع. وبهذا أمكن تحضير سائل الأنسولين ولاسيما من بنكرياسات الأبقار والخنازير ليصبح منقذا للحياة لملايين البشر في العالم. ويعتبر جاليا خط الدفاع الأول والأخير ضد مرض السكر. فالبنكرياس عبارة عن غدة رمادية اللون ويقع في شمال التجويف البطني ويزن 60 جراما وطوله 12–15 سم. ويفرز الأنسولين الذي ينظم كمية سكر الجلوكوز بالدم لتحويله لطاقة داخل الخلايا بالأنسجة والعضلات. ويوجد بجسم الإنسان حوالي 2 ملعقة صغيرة من الأنسولين وتظل هذه النسبة ثابتة. فلو قلت إلي نصف ملعقة أو تضاعفت إلي 4 ملاعق صغيرة يصاب الشخص بغيبوبة ويتعرض للموت.
آلية الإنسولين
تفرز خلايا( بيتا) بالبنكرياس الإنسولين .وتعريفنا لمرض السكر نجده هو ارتفاع دائم للسكر في الدم ودرجة ارتفاعه ترتبط مباشرة بقصور في إفراز الإنسولين من البنكرياس أو القصور في فاعليته. وعندما يصل هذا القصور إلي حد شديد وحرج. فإن ثمة أعراضا تظهر ومن بينها كثرة التبول ولاسيما باللبل والعطش الشديد مع فقدان في الوزن والشعور بالإعياء مع بقاء الشهية للطعام . ولو كان القصور في إفراز الإنسولين متوسط فإن هذه الأعراض قد لا تظهر. وإذا زاد معدل السكر بالدم لدي الشخص العادي .فإن خلايا (بيتا) التي تفرز الإنسولين تزيد من كمياته لإستهلاك السكر. وعندما يستهلك ويهبط معدله بالدم تتوقف خلاي (بيتا) عن الإفراز.
وإذا زادت كمية الإنسولين عن الحاجة فهذا معناه إستهلاك كميات كبيرة من السكر بالدم فيجوع المخ والأعصاب التي تتغذي خلاياهما عليه ويتعرضان للتلف والمريض قد يتعرض لغيبوبة نقص سكر حاد تفضي إلي موته. وعندما يكون تركيز الإنسولين منخفضا بسبب عدم كفاءة البنكرياس أو أن تركيزه عال ولا يقوي علي إستهلاك السكر فيرتفع معدل سكر الجلوكوز بالدم. فيقوم برفع قدرة الدم علي اجتذاب الماء من الأنسجة لتخفيفه وعلي الكلي إفراز الماء والسكر أولا بأول. وهذا قد يعرض المريض إلي غيبوبة قد تفضي بموته. وإمتصاص خلايا الجسم للجلوكوز ليس مهمة سهلة كما تبدو. لأنه يعتمد علي جزيئات ناقلة تنقله من الدم لداخل أغشيتها لإمدادها بالطاقة ولهذا يقوم الأنسولين بهذه العملية الحيوية. وهذه النواقل للجلوكوز توجد في خلايا الدم الحمراء ويقوم الإنسولين بتحريكها تجاه أغشية الخلايا. فعندما ينخفض معدل الإنسولين أو معدل الجلوكوز بالدم فهذه النواقل تغير اتجاهها بالدم.
ولا يعتبر الطعام المتهم الوحيد في ظهور مرض السكر. فهناك عدة عوامل من بينها قلة أو عدم إفراز الإنسولين والعوامل النفسية والعاطفية والقلق والخوف والغضب والحزن والأسي. فهذه عوامل تساهم في ظهوره. وفي هذه الحالة لا يكفي الطعام وإعطاء الإنسولين في التغلب علي المرض. وقد يكون سببه زيادة إفراز هورمون النمو. لهذا يظهر بسبب العلاج بهورمون (ACTH) أو في المراحل النشطة لظاهرة العملقة والبدينيون أو الشبان الذين يعانون من مرض السكر الكيتوني .. فرغم وجود الإنسولين بدمائهم إلا أنهم يعانون من حالة تضاد ضد مفعول الإنسولين. فكلما إرتفع معدل الجلوكوز لديهم كلما أفرز البنكرياس كميات كبيرة للتغلب علي هذا الارتفاع في السكر دون طائل مما يجهد البنكرياس وقد يتوقف عن الإفراز للإنسولين.
إلا أن البدينين بعد التخسيس يمكنهم الإستفادة بالإنسولين الطبيعي في دمائهم بشكل ملحوظ . لأن هناك علاقة وثيقة بين الجلوكوز والأحماض الدهنية بالدم . لأن زيادتها تتدخل في عمل الإنسولين . فهناك أنسجة مقاومة للإنسولين وهذه مرتبطة بالبدانة وارتفاع ضغط الدم .وقد يعاني مريض السكر بخلل في التمثيل الغذائي داخل الجسم . فلعدم إفراز الإنسولين بكميات كافية لإستهلاك السكر ولعدم إستغلاله ينزل الجلوكوز بالبول مما يجعل الجسم يلجأ الي بروتينات العضلات فيكسرها للحصول منها علي الجلوكوز والطاقة . لهذا ترتفع نسبة (اليوريا) بالدم والبول ويظهر علي المريض النقرس. وهناك بعض العقاقير ترفع السكر بالدم كالكورتيزونات والكافيين (بالشاي والقهوة والشيكولاته والكولا) ومدرات البول والهورمونات الأنثوية في أقراص منع الحمل.
كما توجد أدوية تخفض السكر بالدم غير الأدوية المخفضة للسكر ومنها الأسبرين والسلفا بكافة أنواعها والباربيتيورات. كما أن الصيام والتمارين الرياضية والمشي كلها تخفض السكر بالدم . ووجد أن مادة الكافايين في البن تتدخل في طريقة تغامل الجسم مع السكريات في الدم ولاسيما مرضي السكر من النوع 2حيث يقل إفراز الإنسولين الذي يحول السكر بالدم لطاقة اولايستطيع الإنسولين العمل بالجسم .فيدون الإنسولين لايمكن للسكر من دخول الخلايا. فلقد وجدت علاقة قوية بين الكافايين الذي نتناوله أثناء الوجبات وارتفاع السكر ومستوي الإنسولين لأنه يقلل حساسية الخلايا له. لهذا ينصح مريض السكر بالإقلاع عن إحتساء القهوة او المشروبات التي بها كافايين كالشاي والكاكاو ومشروبات الكولا.
ماذا نأكل؟
الطعام يتكون من كربوهيدرات (نشويات وسكريات) وبروتينات ودهون وفيتامينات وأملاح وماء ونفايات لا قيمة غذائية لها. وهذه مواد أساسية. ولابد من وجودها في الطعام بنسب صحيحة للحصول علي تغذية سليمة. وتوفر السكريات في الدم يجعل الجسم ليس في حاجة للدهون والبروتينات الزائدتين عن حاجته لتوليد الطاقة. فالدهون تخزن به والبروتينات الزائدة تتحول إلي (يوريا) تفرز في البول أو تخزن بالجسم علي هيئة دهون. فالكربوهيدرات تتكسر بالجسم لتتحول إلي سكر جلوكوز وفركتوز وتمد الجسم بالطاقة والحرارة. والبروتينات تتكسر إلي أحماض أمينية وتمد الجسم بالطاقة والحرارة أيضا. وتخل في تكوين بروتينات الدم والجسم. والدهون تمد الجسم بالطاقة والحرارة كما تقوم بتثبيت الأعضاء به كوسائد للكلي والقلب والعينين والطحال . كما تغلف الأعصاب وعزلها كهربائيا عن بعضها أو عن الأنسجة الموجودة بها كما تدخل في صنع الكولسترول. والفيتامينات مركبات كيماوية لا تغنينا عن تناول الطعام إلا أنها تقوم بدور أساسي في عملية التمثيل الغذائي . كما تساهم في تحويل الدهون والبروتينات إلي طاقة بالجسم. كما تساعد في تكوين العظام والأنسجة. وتعتبر أحد الخطوط الدفاعية الرئيسية للوقاية من أعراض ومضاعفات السكر مع الحفاظ علي حيوية الخلايا والأنسجة وأجهزة الجسم الحيوية. وتعتبر الأملاح والعناصر كالحديد والكالسيوم والبوتاسيوم واليود والفوسفور عناصر أساسية بالجسم وتدخل في العمليات الحيوية به. وكلها توجد في الأطعمة. كما يعتبر الماء سائل الحياة لكل الكائنات الحية ونسبته في الجسم 50-60% من حجمه. وله أهميته في تنظيم حرارته ونقل المواد الغذائية به وإفراز العرق والبول ليخلصه من النفايات . ويرطب الطعام ليسهل بلعه أو الرئة لإذابة الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في حالة التنفس. والجسم يحصل علي الماء من الشرب أو نتيجة التمثيل الغذائي بالجسم.
أنواع مرض السكر
النوع الأول:المعتمد علي تعاطي الإنسولين
وسببه عدم إفراز البنكرياس للإنسولين وقد يظهر في أي عمر و1% من المواليد مصابون به. ولا علاج له سوي تعاطي حقن الإنسولين. وقد يكون سبب ظهور هذا المرض المناعة الذاتية لوجود أجسام مضادة تتلف خلايا (بيتا) بالبنكرياس فلا تفرز الإنسولين. أو يكون بسبب العدوي بالفيروسات كما في الغدة النكفية حيث تتولد أجسام مضادة تتلف خلايا (بيتا) أو بسبب تلف بالكلي أو البنكرياس أو لوجود أمراض مزمنة بالكبد أو بسبب اختلال جهاز المناعة. فتهاجم الخلايا الليمفاوية التائية خلايا (بيتا) وتعتبرها أجساما غريبة كالبكتريا والفيروسات فتهاجمها باستمرار وتولد أجساما مضادة لها وقد تهاجم البنكرياس نفسه أو الإنسولين عند إفرازه.
وهذه الحالة يمكن علاجها في مراحلها المبكرة بإدوية لتثبيط جهاز المناعة. وقد تصاب خلايا البنكرياس بالشيخوخة المبكرة أو بسبب أدوية السرطان والمبيدات الحشرية. أو بسبب كثرة حث البنكرياس بأدوية تخفيض السكر ليفرز الإنسولين. ففي نهاية المطاف يلجأ المريض للإنسولين . وهذا النوع يمكن التعرف عليه بسهولة لعدم الإستجابة للأقراص المخفضة للسكر أو الإصابة بغيبوبة فجائية لارتفاع السكر بالدم رغم تعاطي هذه الأقراص بانتظام . ومرضي هذا النوع الأول أغلبهم تحت سن الثلاثين وهم نحاف وتتأخر لديهم فترة البلوغ وعلاماته المميزة. وهذا النوع وراثي. لهذا يظهر بين 50% من المصابين به من التوائم المتشابهة.
النوع الثاني: الغير معتمد علي الإنسولين
وهذا النوع أكثر إنتشارا ويمثل 90% من المصابين بمرض السكر. ومعظم مرضاه بدينون. ويظهر عادة في مراحل متأخرة من العمر ولاسيما فوق سن 40سنة. وسببه أن البنكرياس يفرز كميات قليلة من الإنسولين لا تكفي بإستهلاك الجلوكوز في الدم ويعيده لمعدله الطبيعي. وغالبا ما يكتشف بالصدفة عند إجراء تحليل دوري. ويظهر بين البدينين المكرشين وصدورهم ممتلئة وليس لهم خصور. وقد ينتج البنكرياس لديهم كميات كبيرة من الإنسولين إلا أن خلايا الجسم تقاومه فيرتفع السكر بالدم وهذه الحالة قد تكون وراثية بين بعض الأسر. وهذا النوع قد يشفي منه المريض بعد التخسيس وتناول أطعمة متوازنة. وقد يلجأ المريض للأقراص المخفضة للسكر والتي تحث البنكرياس علي إفراز الإنسولين. لكن مع مرور الوقت قد يكف البنكرياس عن إفرازه ويصبح المريض محتاجا لحقن الإنسولين بعدما يتحول للنوع الأول.
مرض سكر الكلي
يعتبر كثرة وجود سكر الجلوكوز بالدم مدرا للبول. لهذا كثرة التبول أحد مظاهر مرض السكر لأن الكلي لها قدرة علي احتجاز الجلوكوز عند حد أقصي لتعيده ثانية للدم . ويعتبر الشخص مريضا بالسكر لو أن كميته بالدم ما بين 9 –10 مول /لتر (164 –180 مجم /مل) .ويظهر السكر بالبول لدي 3% من الحوامل بسبب قلة إعادة امتصاص الجلوكوز بالكلي . وقد يظهر مرض السكر بسبب خلل في وظائف الكلي . فتحتفظ به عند الحد الطبيعي وما زاد تتخلص منه أولا بأول ويطلق علي هذه الحالة سكر البول أو السكر الزائف (غير السكر الكاذب ).فيظهر ارتفاعا في السكر بالبول والدم سكره طبيعي. وهناك مرض السكر المؤقت أو السكر الثانوي وسببه خلل في وظائف الغدد كالغدة فوق كلوية أو الغدة النخامية بالمخ حيث يفرزان هورمونات مضادة للإنسولين. فيرتفع السكر بالدم . ومرض السكر البرونزي ويمكن تشخيصه عن طريق صبغ خلايا الجلد بأملاح الحديد وسببه وجود مرض بالبنكرياس أو الكبد لهذا يرسب الحديد به وبالأحشاء كما يصيب الكبد بالتلف.
غيبوبة السكر
قد يكون نقص السكر بالدم عن المعدل الطبيعي سببه زيادة جرعة الإنسولين أو تناول جرعات أكبر من أدوية السكر وقلة تناول الطعام وأعراضه العرق الزائد والشعور بألم الجوع مع اضطراب في الأعصاب واضطراب في الكلام أو الشلل النصفي ورعشة وزغللة في العين وتشنجات وقد تفضي الحالة للغيبوبة والموت. بعدما يصبح معدل السكر أقل من 50 مجم مل. فنجد أن السكر ينقص كثيرا في المخ والأعصاب. ويمكن التغلب علي هذه الحالة بإعطاء المريض سكريات وحقن هورمون جلوكاجون . لهذا علي المسنين تقليل جرعة الإنسولين وأدوية السكر. وقد يكون ارتفاع السكر بالدم سببه عدم تناول المريض جرعات دواء السكر أو أنه لا يستجيب أصلا للعلاج. وفي ارتفاع السكر بالدم تصبح رائحة فم المريض كرائحة الثوم (الأسيتون) والشعور بالغثيان والقيء والإمساك وكثرة التبول وعدم القدرة علي الحركة وقد يدخل المريض في غيبوبة تفضي للموت. وقبل الدخول في الغيبوبة يكون كلام المريض ثقيلا وبطيئا مع الشعور بالصداع الشديد والترنح كالسكاري ويزرق الوجه والقدمان.
علاج السكر
يعتبر علاج مرض السكر علاجا معقدا . وهناك العلاج بحقن الإنسولين والأقراص المخفضة للسكر . كما توجد تقنية زراعة البنكرياس وقد نجحت لدي 70 –90% ليصل معدل السكر الطبيعي خلال سنة من زراعته . وتعتبر عملية جذرية لعلاج المرض. وهناك زراعة الخلايا (بيتا) أو البنكرياس الصناعي وهو عبارة عن مضخة آلية تضخ الإنسولين في الغشاء البريتوني بالبطن.
الأقراص المخفضة للسكرسلفونيل يوريا: كالدايميكرون والدوانيل تزيد معدل الإنسولين بالدم وتعطي للمرضي الذين ليس لديهم أجسام كيتونية بالبول. وقد يصاحبها زيادة في الوزن . ولا تفيد مع مرضي السكر من النوع الأول . ولا تستعمل مع الأطفال أو في حالة الارتفاع الشديد في السكر أو في حالة غيبوبة السكر . ويفضل أقراص جليكيدون للذين لديهم مشاكل في الكلي لأنها لا تفرز عن طريقها . ومن تأثيراتها الجانبية ولاسيما في حالة الصيام خفض معدل السكر والشعور بالإهتزاز والعرق والإرهاق والجوع والاضطرابات وقد تظهر بعض الحساسية والهرش فلا يوقف الدواء .
أقراص ميتوفورمين:(سيدوفاج ). ويفضل إستعمالها بواسطة مرضي السكر البدينين بعد فشل رجيم الغذاء والرياضة في التخسيس . وتعمل علي إقلال مقاومة الخلايا للإنسولين ولا تقلل إفراز الإنسولين من البنكرياس ولا يسبب ظهور غيبوبة نقص السكر ويقلل الدهون بالدم كما يقلل انطلاق الجلوكوز من الكبد أو امتصاصه من الأمعاء. وآثارهالجانبية فقدان الشهية والشعور بطعم معدني بالفم والغثيان والقيء وآلام بالبطن والإسهال . وهذه الآثار تقل مع الوقت.
ثيازوليدنونات: منها أقراص تروجليتازون التي تزيد من حساسية الإنسولين . فتساعد الأنسجة والعضلات علي أخذ الجلوكوز من الدم . وتقلل كمية الجلوكوز التي يصنعها الكبد من الجليكوجين ويحسن مقاومة الخلايت لإنسولين . وآثاره الجانبية ظهور انخفاض في السكر . لهذا تقلل جرعة سلفوتيل يوريا أقراص أو الإنسولين .
ألفاجلوكوزيداز: كأقراص (أكاربوز). وتقلل تأثير عمل الإنزيم المسئول عن تكسير السكر والنشويات أثناء الهضم وتحويلها إلي جلوكوز بمتص بالأمعاء. لهذا يؤخذ قبل الأكل مباشرة ليقلل امتصاص السكر من الأمعاء. ولهذا تقلل جرعات أدوية السكر. ويقل مفعول دواء الأكاربوز مع تناول مدرات البول والكورتيزونات والإستيرويدات والفينوباربيتيورات وأدوية الغدة الدرقية والإستيروجينات الأنثوية في حبوب منع الحمل ودواء أيزونازيد لعلاج الدرن. ودواء أكازبوز لا يمتص من الأمعاء ويسبب تخمرا للسكريات في الجهاز الهضمي لبطيء هضمها ... وفي حالة انخفاض السكر بالدم مع تناول هذا الدواء يفضل إعطاء المريض حقن جلوكوز.
وبصفة عامة لا تستعمل الأدوية المخفضة للسكر أثناء الحمل أو الرضاعة أو إدمان الخمور وفي حالات الأمراض المعدية والعمليات الجراحية أو الحساسية ضد السلفا ومشتقاتها كما في أقراص السلفونيل يوريا أو مع تناول الكورتيزونات أو الإستيرويدات .
الإنسولين
يعتبر فقر الإنسولين أو عوزه بالدم سببا مباشرا في ظهور مرض السكر. لأن وظيفته الأساسية إدخال السكر بالخلايا و الأنسجة والعضلات والمخ والأعصاب. ويستهلك عادة السكر الزائد بالدم عن المعدل الطبيعي خلال ساعتين. والإنسولين لا يؤخذ بالفم (حاليا يوجد إستنشاق) ولكنه يؤخذ كحقن. ويوجد منه إنسولين قصير أو متوسط أو طويل أو ممتد المفعول، وأحسن مكان يمتص منه الإنسولين الحقن في البطن. لأن حقنه بالذراع أو الفخذين مع الحركة يمتص بسرعة. وعند أخذ الإنسولين يؤخذ الإنسولين العادي (الرائق) في المحقن (السرنجة) أو ثم يخلط بالإنسولين المعكر (طويل المفعول) في نفس المحقن . والعكس يحول الإنسولين العادي السريع مفعول إلي إنسولين طويل المفعول. وهناك حقن إنسولين عليها أرقام 20 أو40 أو 100 وحدة. وهذا معناه أن كل سنتيمتر مكعب (مل) من السائل به 20 أو 40 أو 100وحدة. وبعض الزجاجات عليها 30/70. وهذا الرقم معناه أن الزجاجة تتكون من نسبة30% إنسولين عادي و70 % إنسولين طويل المفعول. والإنسولين عبواته 10 مل (سنتيمتر مكعب). ويظل مفعول سائل الإنسولين لمدة شهر في درجة الحرارة العادية (25درجة مئوية) . لهذا يخزن في الثلاجات ولا يخزن في الفريزر حتي لا يفقد مفعوله. وعند أخذ الجرعة لا ترج الزجاجة بل تدار بين راحتي اليد. ويوجد الإنسولين الحيواني والبشري المهندس وراثيا. ويفضل الإنسولين البشري لأنه لا يسبب حساسية أو أجساما مضادة تقلل مفعول الإنسولين عكس ما يسببه الإنسولين الحيواني.
تحليل السكر
تحليل البول بعد القيام من النوم صباحا ليس مؤشرا علي تركيز السكر بالدم ويفضل تحليل الدم . والمرضي الذين يعالجون بالإنسولين يحلل البول بصفة منتظمة للتعرف علي الأجسام الكيتونية به . لأنها مؤشر ارتفاع السكر وعدم إستغلاله مما يجعل الجسم يقبل علي إستهلاك الدهون المخزونة به وأن جرعات الإنسولين غير كافية أو أنه لا يعمل داخل الجسم. لهذا تظهر هذه الأجسام الكيتونية أثناء الصيام الطويل أو القيء المستمر . ويجري تحليل السكر قبل الفطار (صائم) أو بعد العشاء بحوالي 12 ساعة. ويأخذ المريض علاجه قبل الفطار مباشرة ثم يحلل الدم بعد تناول الطعام بساعتين للتعرف علي مفعول الدواء. ومن الأخطاء الشائعة تحليل البول بالشرائط . لأنها قد تعطينا نتائج زائفة ولاسيما لو تناول الشخص العصائر أو الفواكه أو الكورتيزونات أو فيتامين (ج) أو الأسبرين. فقد يظهر سكر في البول رغم عدم وجوده أصلا. وإذا ظهر السكر بالبول ولم يظهر بالدم فهذا أمر طبيعي وليس معناه وجود مرض السكر.
مضاعفات المرض
تعتبر مضاعفات مرض السكر النتيجة الحتمية لهذا المرض ولاسيما لو أهمل علاجه. ومرض السكر ليس مرضا معديا ولكنه قد يكون وراثيا. ولأن مريض السكر يتبول كثيرا ويعطش بشدة فيقل حجم الماء في الدم بجسمه لهذا تقل الدورة الدموية بالأطراف مع زيادة الأزوت (اليوريا) مما قد يؤدي للفشل الكلوي والمضاعفات المرضية لمرض السكر كالجلطات حتي ولو كان يعالج منه بالإنسولين أو الأدوية المخفضة للسكر. وعلي المريض مراقبة وزن الجسم وفحص قاع العين وتحليل البول كل 24ساعة للتعرف علي الزلال به وبصفة دورية يقوم بتحليل الكرياتنين ويوريا الدم وإجراء مزرعة للبول وقياس ضغط الدم والكشف عن التهاب الأعصاب الطرفية سواء بالقدمين والساقين والذراعين. كما يجري له اختبار (دوبللر) للكشف علي الأوعية الدموية بالساقين والرقبة. ويفحص القلب والأذن واللثة والصدر والكولسترول وفحص القدمين جيدا حتي لا يصابا بعدوي بكتيرية قد تسبب الغرغرينا. وأهم مضاعفات مرض السكر التهاب الأطراف ولاسيما بالقدمين حيث يشعر المريض بعد عدة سنوات من المرض بحرقان بهما. كماأن كثيرين من المرضي لا يميزون الألوان وتصاب عدسة العين بالعتمة ولاسيما لدي المسنين. وقد تصاب الشبكية بالعين بالإنفصال والنزيف الدموي بعد 5-6 سنوات من المرض. و30% يعانون من ارتفاع ضغط الدم وظهور العجز الجنسي. وأخيرا .. يتطلب مرض السكر تعاون المريض مع نفسه ولاسيما في الدواء وممارسة الرياضة والمشي والطعام. مع الكشف والتحليل الدوري. وبهذا نخفف غائلة المرض.
وبلا مواربة نقول .. إن الإنسولين البشري الذي نتكالب عليه وسط أزمته المستحكمة حاليا لم يعد الاختيار الأول لعلاج مرض السكر في عدة بلدان كبري ككندا وأمريكا وإنجلترا وألمانيا والنرويج بعد اكتشاف تأثيراته الجانبية ولاسيما تسببه في حالات مميتة من (موت الفراش) مما جعل السلطات الصحية هناك تعلن المحاذير علي تعاطيه. كما أن العلماء مع كل أسف لايعرفون حتي الآن أبعاد تأثيره علي المرضي. لأنه أول دواء صناعي 100%. صنع بتقنية جينية عكس الإنسولين الحيواني فهو طبيعي لأنه خلاصة من بنكرياسات المواشي وهي علي قفا من يذبح. وهذا النوع من الإنسولين يحضر حاليا بتقنية بسيطة وبنقاوة عالية مما جعل تأثيره الجانبي لايذكر بعدما كان يسبب الحساسية المفرطة ونشوء أجسام مضادة له . ويتميز علي الإنسولين البشري أن مفعوله أبطأ. وهذا ما يجعله دواء آمنا . لأن الإنسولين البشري المعدل وراثيا سريع المفعول مما يجعله يخفض السكر بالدم والمخ بسرعة. مما يعرض المريض لغيبوبة خفض السكر بالدم أوالموت ولاسيما أثناء النوم. فلقد ثبتوا من خلال التقارير العلمية المؤكدة أن الإنسولين البشري له تأثير علي شبكية العين وزيادة الدهون بالجسم والتفاعل مع جلد المريض ولاسيما بمكان الحقن وظهور هرش وطفح جلدي وإحتباس عنصر الصوديوم مما يتعارض مع مريض القلب وارتفاع ضغط الدم . ولم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق