تاريخ الفلك/حزام كايبر /« كتاب تاريخ الفلك//حزام كايبر »//بلوتو.. الكوكب الغامض
خريطة
للأجسام المعروفة في حزام كايبر حالياً، حيث تظهر هذه الأجسام باللون
الأخضر، بينما تظهر أجسام القرص المبعثر باللون البرتقالي.
حزام
كايبر (Kuiper Belt) هو عبارة عن مجموعة من الأجسام المتجمدة التي تمتد من
خلف مدار كوكب نبتون إلى ما وراء كوكب بلوتو القزم، ومحيطات هذه الأجسام
تجعل الحزام يبدو كقرص، والأجسام الصغيرة تبدو كمذنبات. أمكن اكتشاف نحو
1,000 جسم بالحزام حن عام 2010، ويتوقع الفلكيون وجود 100 ألف جسم بالحزام
ذات قطر أكبر من 50 كم، علاوة على بلايين المذنبات التي تدور هناك. وقد
قُدِّرَت كتلة الحزام بعشر كتلة الأرض، والحزام يتكون من حزام داخلي تدور
داخله بانتظامٍ الأجسام الجليدية على بعد 35 إلى 55 وحدة فلكية من الشمس،
وبه حزام ثانٍ أجسامه مبعثرة على بعد 100 وحدة فلكية. وأكبر هذه الأجسام
المعروفة بالحزام قطرها 3,000 كم، وأطلق عليه الكوكب العاشر إيريس، ويدور
حول الشمس مرة كل 560 سنة أرضية في مدار بيضاوي أشبه بمدار كوكب بلوتو،
وأقصى بعدٍ له عن الشمس 97,5 وحدة فلكية، وسيصل إلى أقرب نفطة من الشمس عام
2257، على بعد 38 وحدة فلكية من الشمس، وفي مدار بلوتو، وسطحه مغطى بجليد
الميثان. وحزام كايبر تكون مبكراً عندما نشأ النظام الشمسي، ويتوقع العلماء
أن أجسام الحزام تتكون من جليد الماء والصخور وبعض المواد العضوية
المعقدة، ولونها يتدرج من الرمادي إلى الأحمر، وأسطحها غامقة تماماً وتعكس
من 3 إلى 25% من كمية الضوء الذي يقع عليها. ودرجة حرارة الحزام -220ْ
مئوية، ولا تتعدى الصفر المطلق. والارتطامات في حزام كايبر أوجدت فوهات في
أسطح الأجسام به وقلَّلت من كتلتها لتفتيتها، ولا سيما الأجسام الصغيرة،
وبعض أجرام حزام كايبر لها أقمار، وقد اكتشفت بعضها بين عامي 2001 و2002،
وحتى عام 2005 عرفت أقمار 20 جسماً به. ويقال أن 10 – 20 من هذه الأجسام
لها أقمار تابعة.
والجسم الكبير الثاني أطلق عليه
سدنا (Sedna)، وقطره أكبر من نصف قطر بلوتو. وقد اكتشفه مؤخراً فريق من
الباحثين في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا برئاسة الفلكي مايكل براون، عند
حافة النظام الشمسي، وقد سمي "سدنا" (Sedna) نسبةً لإلهة البحر في بعض
أساطير السكان الأصليين لأمريكا الشمالية. ويعتبر سدنا من أبعد الأجرام
التي تم اكتشافها، وهو يتحرك في مدار مغلق حول الشمس. ويقع سدنا على بعد 13
بليون كيلومتر أو 86 وحدة فلكية عن الشمس، مقارنة بـ39.5 وحدة فلكية هي
متوسط بعد بلوتو عن الشمس. وتدلُّ الأرصاد الأولية لحركة سدنا المدارية في
نوفمبر 2003 بأن مداره قد يصل إلى بعد 135 بليون كيلومتر عن الشمس (نحو 900
وحدة فلكية)، أي أنه مدار إهليلجي للغاية. ويتميز سدنا بلون أكثر حمرة من
بقية أجسام حزام كايبر التي رصدت حتى الآن، وتقدر درجة الحرارة السطحية
لسدنا بنحو -240ْ تحت الصفر المئوي، أي أنه أبرد الأجرام المعروفة حتى الآن
في النظام الشمسي نظراً لتعرضه للقئيل جداً من الأشعة الشمسية الساخنة،
ولقلة الارتطامات التي تعرض لها في ذلك المكان المنعزل من النظام الشمسي.
======
تاريخ الفلك/بلوتو.. الكوكب الغامض
تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
بلوتو.. الكوكب الغامض »
رسالة من وراء الشمس!! حزام كايبر
تنبيه:
قد تكون بعض المعلومات الواردة قديمة، فهذا الكتاب كتب عام 2004، وعلم
الفلك علم سريع التطور والتغير. بلوتو لم يعد يُصنَّف كوكباً الآن، بل تغير
تصنيفه إلى كوكب قزم، كما أن عدة أقمارٍ جديدة اكتشفت له غير شارون
رسم تخيليٌّ للكوكب الجليدي القزم بلوتو.
كلمة
بلوتو (Pluto) في أساطير الفلك كانت اسماً يُطلَق علي الإله الذي يذهب
إليه البشر، وكان الرومان يعتقدون أنه إله العالم السفلي، لهذا كان الإغريق
يسمونه "Hades". ويذكر أن كوكب بلوتو اكتشف في عام 1930، خلال عملية
استكشاف للأجرام السماوية، وظلَّ هذا الكوكب مصدراً للغموض منذ ذلك الحين،
لدرجة أن التلسكوب الفضائي العملاق هابل لم يتمكن إلا من رصد تفاصيل قليلةٍ
للغاية عن سطحه الجليدي. فهل فكرت كيف يكون وزنك فوق بلوتو؟ فبلوتو صغيرٌ
جداً، لهذا سيكون وزنك خفيفاً عليه. فلو كان وزنك 70 كلجم فوق الأرض فسيكون
7 كلجم فوق الكوكب بلوتو. ويلوتو أصغر حجماً من سبعة أقمارٍ موجودة
بالمجموعة الشمسية، لهذا فإن الكثير من العلماء لا يعتبرونه كوكباً بالمرة.
ففي سنة 1999، كانت مجموعة من العلماء قد اعتبرته مذنباً أو كويكباً. لأن
بلوتو يعتير الكوكب الوحيد الذي لم تزره مركبة فضائية من قبل، لذا
فالمعلومات عنه ضئيلة ومعظمها محض تخمينات. والكوكب قطره 2,390 كم، ويبعد
عن الشمس 5914,18 مليون كم، وكتلته 0,03 من كتلة الأرض وسنته (مدة الدوران
حول الشمس) تعادل 247,7 سنة أرضية، سرعة دورانه حول الشمس 4,75 كم/الثانية
ويومه (مدة دورانه المحورية) تعادل 6,4 أيام أرضية، وأما درجة حرارته
فتتراوح من - 239 إلى - 215 درجة مئوية. ومكونات غلافه الجوي هي: غاز
الميثان وغاز النيتروجين، ويعتبر غلافه غلافاً جوياً رقيقاً، ويعتبر بلوتو
جزءاً من أكبر حزام من الأجرام الصغيرة الواقعة وراء مدار كوكب نبتون، يطلق
عليها حزام كايبر (Kuiper Belt). وهذه المنطفة تتكون من آلاف العوالم
الجليدية التي لا يتعدى قطر الجسم الواحد منها الألف كم، والتي تعتبر مصدر
المذنبات (comets) والأجسام الفضائية في النظام الشمسي. وبالرغم من أن كوكب
بلوتو اكتشف عام 1930، إلا أن المعلومات ما زلت شحيحةً عن هذا الكوكب
النائي، وظل لليوم الكوكب الوحيد في المجموعة الشمسية الذي لم تزره أي
مركبة فضائية، لهذا فإن المعلومات عنه ما زالت مطويَّة عنا. فهو أصغر كوكب
في المنظومة الشمسية، وقطره أصغر من قطر قمر الأرض بـ1086 كم، وهو أبعد
كوكب في المجموعة الشمسية (مع أنه يدخل في مسار مدار نبتون ثم يبتعد من
جديد، مما جعل العلماء يعتقدون أنه وقمره مجرد قمرين للكوكب نبتون).
أول رحلة
انطلق
مسبار نيوهوريزونز (New Horizones) (أي "الآفاق الجديدة") ليكون أول مبعوث
يتجه إلى أبعد الكواكب الشمسية. فلم يسبق أن وصلته رسالة من الأرض أو
وطأته مركبة فضائية، ويعتبر بلوتو أبرد وأصغر وأبعد كوكب بالمجموعة
الشمسية. في يناير الماضي، انطلقت مركبة الفضاء نيوهوريزونز من قاعدة كيب
كارنيفال في الولايات المتحدة إلة كوكب بلوتو، لتصله عام 2015. وهو الكوكب
التاسع في المجموعة الشمسية وأصغر الكواكب حجماً وأقصاها بعداً، والكوكب
يدور حول الشمس مرة كل 247,9 سنة أرضية على مسافة 5880 مليون كم. ومدار هذا
الكوكب غير مركزي (بيضاوي) وغير دائري لدرجة أنه أثناء دورانه حول الشمس
يقترب منها في بعض النقاط ويكون أكثر قرباً منها ممَّا يكون عليه كوكب
نبتون. وبلوتو قطره 2360 كم، وهذا تقريباً يعادل ثلثي حجم قمر الأرض. ولعدة
سنوات كانت كل المعلومات عن هذا الكوكب مستمدة من خلال معطيات التلسكوبات
العملاقة، وتعتبر معلوماتٍ قليلة نسبياً. لكن في سنة 1978 اكتشف الفلكيون
قمراً كبيراً نسبياً تابعاً لكوكب بلوتو ويدور حوله على مسافة 19,600 كم،
وأطلقوا عليه القمر شارون (Charon)، ومنذ فترة قصيرةٍ بدأ الكلام عن بلوتو
وهويته، هل هو حقيقة كوكب أم مذنب؟ وبما أن بلوتو يختلف تماماً عن الكواكب
الأخرى، فتستغرق رحلة المسبار 10 سنوات عندما يصل لمدار المشتري، حيث
سيكتسب سرعة زائدة من جاذبيته تعادل 4 كم في الثانية، ليبتعد عن الشمس
وليتجه مباشرة لبلوتو ليصل إليه في يوليو 2015، وعليه 7 أجهزة لرسم سطحه
وتحديد مكوناته وتكوين جوه هو وقمره. وسيزور المسبار جسمين من أجسام حزام
كايبر قطر كلٍّ منهما 50 كم.
سطح بلوتو
رسم تخيلي لسطح كوكب بلوتو الجليدي.
في
عام 1988 اكتشف العلماء أنَّ بلوتو جوُّه رقيقٌ ومكون أساساً من
النينروجين وقليلٍ من الميثان وأول أكسيد الكربون. وأن ضغطه الجوي أقل من
ضغط أرضنا 100 ألف مرة، ويعتقد أن سطحه يتجمَّد معظم سنته عندما يبعد عن
الشمس، وفي سنة 1994 بين تلسكوب هبل الفضائي أن 85% من سطح الكوكب قلنسوة
جليدية، ويظهر تضارباً لونياً بين مساحات فاتحة اللون يُعتَقد أنها جليد
نظيف ومساحات غامقة اللون من الجليد القذر. وبلوتو يستقبل واحداً على ألف
من الكمية التي تستقبلها الأرض من أشعة الشمس، لهذا يعتبر كوكباً متجمداً،
وكثافته ضعف كثافة الماء، لهذا وجد أن به نسبة من الصخور أكبر ممَّا في
الكواكب العملاقة بالنظام الشمسي الخارجي، وربما كان هذا سببه التفاعلات
الكيماوية التي تمَّت أثناء تكون الكوكب تحت برودة الحرارة والضغط
المنخفضين بجوه. وكثير من الفلكيين يظنون أن كوكب بلوتو كان ينمو بسرعة
ليكون كوكباً أكبر، بينما كان ثأثير جاذبية الكوكب نبتون يقع بالمنطقة التي
يدور بلوتو فيها والمعروفة بحزام كايبر، مما أوقف تكوين الكواكب هناك.
وهذا الحزام عبارةٌ عن حلقة من مواد تدور حول الشمس فيما وراء الكوكب
نبتون، والتي بها ملايين الأجسام الجليدية والصخرية التي تشبه كوكب بلوتو.
وقمره شارون أصله تراكمات مواد خفيفة نتجت من ارتطام بين بلوتو وجسم آخر
كبير من حزام كايبر. لهذا كان اهتمام العلماء ببلوتو والأجسام الفضائية
بحزام كايبر، لأنهم يمثلون المادة الأولية التي تكون منها النظام الشمسي.
وكان اعتراض العلماء على اعتبار كوكب بلوتو كوكباً، لأنه صغير ومرتبطٌ
بحزام كايبر، ولأنه قزم جليدي بشكل واضح ومختلف عن بقية الكواكب بالمجموعة
الشمسية. لكن الكثيرين كانوا يعتبرونه كوكباً لأن له جاذبية ويضم أقماراً،
وظلوا يطلقون عليه كوكب بلوتو لأكثر من 75 سنة وحتى الآن. وهو كوكب مظلم، و
يوحي بأنه كرة جليدية صخرية مع غلاف جوي من الميثان والنيتروجين
المتجمدين، ومع هذا فهو أعلى كثافة من الكواكب العمالقة الغازية، ممَّا
يرجح أن يكون له لب صخري ضخم مغطى بوشاح جليدي يتجمد كلَّما تحرك بلوتو
بعيداً عن الشمس.
يبعد بلوتو عن الشمس مسافة 40
وحدة فلكية (الوحدة الفلكية هي متوسط المسافة ما بين الأرض والشمس، وتساوي
150 مليون كم)، ويدور حولها في مدار لا يشبه المدارات الكوكبية الأخرى، إذ
إن مداره مختلف المركز، ومساره حول الشمس ممتد الطول على شكل قطع ناقص.
ويضمُّ داخله مدار نبتون لمدة عشرين عاماً من زمن دورته البالغة 248 عاماً.
ومحيط بلوتو لا مركزي، لهذا نجده تارةً قريباً من الشمس وأقرب إليها من
قرب كوكب نبتون (Neptune) منها، كما كان عليه منذ يناير 1979 وحتى فبراير
1999، ولن يرجع لهذا الوضع إلا في سبتمبر عام 2226. ويدور بلوتو حول نفسه
في فترة تساوي 604 أيام من أيام الأرض، وله القمر "شارون" ويعتبر كبيراً
بالنسبة للكوكب نفسه، ويبدو أنهما يدوران حول بعضهما بوجهٍ واحد كما هي
الحال بالنسبة للأرض وقمرها. وبعض الفلكيين يصنفون بلوتو علي أنه نيزك كبير
أو مذتب أو جسم كبير من الأجسام الفضائية في حزام كايبر، ويدور في الاتجاه
المضاد لدوران معظم الكواكب الأخرى، ومداره أطول 15 مرة من مدار نبتون.
وقد يبدو أنه يقطع مدار نبتون، لكن لن يحدث وأن يتصادما أبداً. وبلوتو يشبه
كوكب أورانوس في أن مستوى خط استوائه يتعامد مع محيط دورانه بزاوية قائمة،
كما أن درجة حرارة سطح بلوتو تتراوح بين -235 و–210ْ مئوية، أي ما يعادل
38 إلى 63 كلفن. وتكوين بلوتو غير معروف، لكن كثافته 2 جم/سم مكعب، أي ضعف
كثافة الماء. وهذا يدل أنه قد يكون مكوَّناً بنسبة 70% من الصخور و30% من
جليد الماء، والمناطق الفاتحة علي سطحه تبدو أنها مغطاة بجليد النيتروجين
وكميات صغيرة صلبة من الميثان والإيثان وأول أكسيد الكربون، أما المناطق
الغامقة فغير معروفة. ولا يعرف إلا القليل عن غلافه الجوي, لكن من المحتمل
أنه مكوَّن من النيتروجين وبعض الميثان وأول أكسيد الكربون. وفي معظم أوقات
سنته الطويلة يبقى متجمداً، لهذا رحلة مركبة ناسا "نيوهوريزونز" هدفها
الوصول لكوكب بلوتو قبل أن يتجمد، لأنه سيكون أقرب ما يكون من الشمس عام
2015.
القمر شارون
رسم تخيلي لبلوتو مع قمره شارون وقمريه المكتشفين عام 2012 هيدرا ونيكس، بنسب الأحجام الطبيعية نسبة إلى بعضهم البعض.
يعتبر
القمر شارون أكبر قمر لبلوتو، حيث يدور في محيطه على بعد 19,640 كم من
بلوتو وقطره 1,212 كم. وقد أطلق عليه شارون، وهو اسم أسطوري بمعنى المعدية
للأموات عبر نهر آكرون (River Acheron) في العالم السفلي. وكان شارون قد
اكتشف عام 1978، وهو في نصف حجم بلوتو، وهما يتّخذان سلوك "كوكب مزدوج"
كالأرض والقمر. وهما قريبان جداً كل من الآخر، لدرجة أن قوة جاذبية كل
منهما ترفع نتوءات "مدية جزرية" على الآخر. وهذه النتوءات تعمل عمل
الكابحات، فتبطئ الاثنين في دورانهما حول محوريهما، وهما الآن متشابكان كل
منهما مواجه الآخر. بلوتو يدور حول محوره مرة في 64 يوماً أرضياً، وشارون
يأخذ الزمن نفسه ليكمل دورة حول بلوتو، والملاحظ أن اتجاه دورانهما عكس
اتجاه دوران الكواكب الأخرى.
وبلوتو أبعد كواكب
المجموعة الشمسية من الشمس وفي مداره يكون تارةً على بعد 30 وحدة فلكية من
الشمس وتارةً أخرى يكون على بعد 50 وحدة فلكية. والشمس تبدو كنجمٍ ساطعٍ من
فوق سطح الكوكب، ولأن جوه رقيق فإنه يتجمد كلَّما بَعُدَ الكوكب عن الشمس
في دورانه حولها. لهذا أرسلت ناسا المركبة الفضائية بلوتو إكسبريس (Pluto
Express) عام 2001 ليدرس العلماء الكوكب قبل أن يتجمد. والضغط الجوي فوق
سطح بلوتو يعادل 1\100000 من الضغط الجوي على الأرض، وقد التقط تلسكوب هبل
صورة الكوكب بلوتو وقمره شارون معاً عام 1994، وكان الكوكب على بعد 4,4
بليون كم من الأرض، وقد شاهد التلسكوب الجسمين كقرصين منفصلين واضحين، وهذا
ما مكَّن علماء الفلك من قياس قطريهما مباشرة، فوجدوا قطر بلوتو 2,320 كم،
وقطر قمره شارون 1,270 كم. وبعض الفلكيين لا يعتبرون بلوتو كوكباً
حقيقياً، ويصنّفونه جسماً صغيراً من بين الأجسام الجليدية التي تشكّل حزام
كايبر (Kuiper Belt) والتي تقع خلف كوكب نبتون، وتنتشر في مسافةٍ تعادل 30
إلى 50 مرة المسافة بين الأرض والشمس، ويبعد بلوتو عن الشمس مسافة 40 وحدة
فلكية (الوحدة الفلكية هي المسافة المتوسطة ما بين الأرض والشمس، وتساوي
150 مليون كم)، ويدور بلوتو حول الشمس في 248 سنة أرضية، ومداره شديد
التفلطح أكثر من كل الكواكب الأخرى، ولذلك فإنه يكون أقرب من نبتون عندما
يكون في أقرب نقطة من الشمس في مداره، وفي الحقيقة فإن بلوتو يعد الكوكب
الأول من حيث البعد منذ العام 1969 وحتى شهر مارس 1999، فبلوتو يدور حول
نفسه في فترة تساوي 604 أيام من أيام الأرض، وله قمر واحد يسمى "شارون"
يعتبر كبيراً بالنسبة للكوكب نفسه، ويبدو أنهما يدوران حول بعضهما بوجه
واحد كما هو الحال بالنسبة للأرض وقمرها. مدارات بلوتو وقمره شارون جعلتهما
يمرُّان بالتناوب كلٌّ أمام الآخر، كما شوهدا من الأرض ما بين سنتي 1985
و1990، ممَّا مكَّن الفلكيين من تحديد حجمهما بدقة. فقمر شارون قطره 1,200
كم، ممَّا يجعله يقارب حجم كوكب بلوتو نفسه، ولهذا يطلق العلماء عليهما
الكوكب المزدوج.
وبلوتو في دورانه حول الشمس يقطع
الدورة في 247,7 سنة أرضية يقطع خلالها 5,9 مليار كم. والمدار غير دائري
بل بيضاوي، وبهذا كان في بعض النقاط يكون أقرب للشمس من قربه لنبتون. ولا
توجد فرصة للارتطام لأنه يتحاشى عبور مدار نبتون. يبعد بلوتو عن الشمس
مسافة 40 وحدة فلكية، ويدور بلوتو حول الشمس في 248 سنة أرضية لبلوتو مدار
لا يشبه المدارات الكوكبية إلى حدٍّ بعيد، فمداره مختلف المركز. ومساره حول
الشمس ممتد الطول جداً، أو على شكل قطع ناقص، ويضم داخله مدار نبتون لمدة
عشرين عاماً من زمن دورته البالغة 248 عاماً. وعلى خلاف الكواكب الأخرى
التي تقع مداراتها في حدود بضع درجات من مستوى معيَّن، فإن مدار بلوتو يميل
بزاوية 17.5ْ عن هذا المستوى، ولهذا يكون أقرب من نبتون عندما يكون في
أقرب نقطة من الشمس في مداره. ومحيط بلوتو لا مركزي، لهذا نجده تارةً
قريباً من الشمس وأقرب إلينا من كوكب نبتون (Neptune) منها، كما كان عليه
منذ يناير 1979 وحتى فبراير 1999، ولن يرجع لهذا الوضع حتى سبتمبر عام
2226، ويدور في الاتجاه المضاد لدوران معظم الكواكب الأخرى. ومداره أطول 15
مرة من مدار نبتون، وقد يبدو أنه يقطع مدار نبتون لكنه لا يحدث، ولن
يصطدما أبداً.
حدثت في عام 2002 تغيرات غير
متوقعة على سطح كوكب بلوتو نتيجة وقوع ظاهرة كونية نادرة، عندما عبر بلوتو
أمام نجمين خافتين خبا ضوآهما بسبب مرور بلوتو بينهما. وهذا يدل على أن
غلاف بلوتو الجوي الرقيق أصبح أكثر كثافة في الأربعة عشر عاماً الماضية،
منذ تاريخ آخر مرة تم فيها رصد تلك الظاهرة. ولن يتم تحديد ما الذي يحدث
على كوكب بلوتو بالضبط إلا بوصول مركبة "بلوتو-كايبر إكسبريس"، التي سيتم
إطلاقها في عام 2006 لتصل إلى بلوتو بعد عشر أعوام (ملاحظة: ألغي مشروع
بلوتو إكسبرس فيما بعد بسبب تكاليفه العالية، لكنه استبدل بمشروع
نيوهوريزونز الشبيه جداً به). ويتوقع الباحثون أن ينكمش الغلاف الجوي
لبلوتو تماماً في عام 2015 تقريباً. وأدت حاجة الوصول إلى الكوكب والقيام
بحساباتٍ وقياساتٍ مختلفة قبل أن ينهار الغلاف الجوي إلى جعل مهمة المركبة
"بلوتو-كايبر إكسبريس" أمراً ملحّاً، وربما تصل المركبة في الوقت المناسب
أو تتأخر في الوصول. انطلق مسبار "نيو هورايزونز" في رحلة سيقطع خلالها
مسافة 4.8 مليارات كيلومتر باتجاه كوكب بلوتو، ليدرس هذا الكوكب الوحيد ضمن
المجموعة الشمسية الذي ما زال مجهولاً، ولا سيما المنطقة الجليدية منه
التي يكتنفها الغموض. وسرعة المسبار تصل إلى نحو 58 ألف كيلومتر في الساعة،
لتستغرق الرحلة تسع سنوات ونصفاً للوصول إلى بلوتو والمنطقة الجليدية التي
لا تصل إليها أشعة الشمس، لتصوير سطحي الكوكب بلوتو والقمر الكبير الذي
يدور في فلكه، ثم تحليل طبيعة الجو السائد في بلوتو. والمسبار يحمل بقايا
رماد عالم الفلك كلايد تومبو، أول من اكتشف الكوكب بلوتو عام 1930. ويعتبر
بلوتو أبعد كوكب في المجموعة الشمسية وألمع جسم سماوي في منطقة تعرف بحزام
كايبر، التي تتكون من آلاف الأجسام الصخرية الجليدية بما في ذلك كويكبات لم
تتطور إلى وضع كواكب لأسباب ما زال العلماء يجهلونها حتى الآن. ودراسة هذه
الكويكبات تساعد على معرفة كيفية تشكل الكواكب. وسيستخدم نيو هورايزونز
جاذبية كوكب المشتري لاكتساب سرعة كبيرة، وسيؤدي ذلك إلى زيادة سرعة
المسبار بعيداً عن الشمس بما يقرب من أربعة كيلومترات في الساعة، ممَّا
سيسمح له بالوصول إلى الكوكب التاسع بحلول يوليو عام 2015. ويعتقد البعض أن
بلوتو يشكل "كوكبا مزدوجاً" مع قمره الوحيد المعروف "شارون" الذي اكتشف
عام 1978. وسوف يقترب نيو هورايزونز من بلوتو وتشارون في نفس اليوم ليقوم
برسم خريطة مفصَّلة لملامح سطح بلوتو وتكوينه ومناخه.
ووجد
العلماء أن كوكب بلوتو أبرد ممَّا كانوا يعتقدون أو يتصورون، وكان يُعتَقد
أن انخفاض درجة حرارة الكوكب هي نتيجة التفاعلات بين سطح الكوكب المكوَّن
من النيتروجين المتجمد وبين جوه النيتروجيني الرقيق. فكلَّما ابتعد عن
الشمس تكثف غاز النيتروجين على سطح الكوكب وتجمد، وكلما اقتراب من الشمس
تسامى الجليد مكوِّناً غاز النيتروجين. وقمره شارون مختلف لأنه بلا جو،
لهذا درجة حرارته تعتمد على تكوينه الجيولوجي وانعكاسية الضوء. وبلوتو يقع
على مسافة أبعد 30 مرة من المسافة بين الشمس والأرض، كما أن درجة حرارته
تعتمد على قربه أو بعده من الشمس في مداره البيضاوي. فبينما الأرض وكوكب
الزهرة يعانيان طبيعياً من تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري حيث يمتصُّ
سطحاهما طاقة الشمس التي تسخنهما، لكن العكس يحدث فوق كوكب بلوتو. فبدلاً
من أن تُمتَصَّ طاقة الشمس وتدفِّئ الكوكب، يتحول جليد النيتروجين فوق سطحه
إلى غاز.. فيبرد.
=====
تاريخ الفلك/التقويم
تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
التقويم »
مقدمة تاريخية التنجيم
حجر تقويم الأزتك العملاق الذي يزن 22 طناً، في متحف علم الإنسان والتاريخ بالمكسيك.
كان
وجه القمر أول ميقاتٍ عرفه البشر منذ عصر ما قبل التاريخ. وقد كانت بداية
ظهور التقويم في العصر الحجري الحديث. النباتات تنمو حسب دورات الشمس
وفصولها السنوية وليست حسب دوارات القمر، وكان قدماء المصريين قد ربطوا
تقويمهم بفيضان النيل والزراعة، وكانت توجد أجندة دينية لدى الأزتك مكونة
من 260 يوماً عليها هذه المعلومات. وكانت للأيام المقدَّسة لتكريم الآلهة
أجندة للتقويم الشمسي، مكونة من 365 يوماً. وهذا التقويم كان متبعاً لدى
الأولمك والمايا والزابوتك في أمريكا الوسطى، ومن أشهر تماثيل الأزتك حجر
التقويم الذي يزن 22 طناً وقطره 3,7 أمتار، وهو يمثل الكون والعالم بالنسبة
للأزتك القدماء. ففي وسط الحجر نقشت صورة وجه الشمس تحيط بها دوائر مصممة
لترمز للأيام والسموات. وكان للأزتك تقويمهم الخاص، إذ كان تقويماً دينياً
وفلكياً، وكان يتكون من السنة المقدسة والسنة المدنية، وكانت الستة المقدسة
تتكون من 200 يوم، والسنة المدنية كانت مكونة من 360 بوماً، لأنها مرتبطة
بالسنة الشمسية، وكان بضم بعدها 5أيام لكل سنة مدنية. وكانت هذه الأيام
الخمسة تُخصَّص للأغراض الدينية. وكلا السنتين كانتا مقسَّمتين لشهور
وأسابيع، فكان الشهر 20 يوماً والأسبوع 13 يوماً. وكان تقويم المايا
مرتبطاً بالزراعة، ويعتمد على الأرصاد الفلكية، وكان يصحح مرة كل 52 سنة.
وكان
فلكيو المايا يقومون بعمليات حسابية صعبة من بينها تحديد اليوم والأسبوع
من التاريخ التقويمي لأي سنة منذ آلاف السنين في الماضي أو المستقبل.
وكانوا يستخدمون مفهوماً للصفر رغم عدم وجود الحساب والكسور العشرية.
وعَرَفَت حضارة المايا الكتابة الرمزية (الهيروغليفية)، كما عرفت التقويم
عام 613ٌم. وتتألف السنة الماياوية من 18 شهراً، كل شهر 20 يوماً. وكان
تضاف للسنة 5 أيام نسيء، تُمَارَس فيها الطقوس الدينية. وعرف المايا كذلك
الحساب، وكان متطوراً عندهم، فالوحدة نقطة والخمس وحدات قضيب والعشرون
هلال. وكانوا يتخذون أشكال الإنسان والحيوان كوحدات عددية. وكان الفلكيون
القدماء لديهم قد لاحظوا حركات الشمس والقمر والكواكب، وصنعوا تقويمهم من
خلال حساباتهم وملاحظاتهم الفلكية لهذه الأجرام السماوية. وكانت أرصاد
الفلكيين تتنبأ لتبشّرهم بالأحداث والساعات السعيدة في كل أنشطتهم
الحياتية، ولا سيما في الزراعة أو الحرب. وحسب الفلكيون سنة كوكب الزهرة
583,92 يوماً (584 يوم)، وكانت الأيام حسب الرقم 20 أساس الحساب الماياوي.
وقد وجدت تواريخ منقوشة على حجر الأزتك الكبير.
=========
تاريخ الفلك/حجارة ستونهنج
< تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
حجارة ستونهنج »
دوائر الحجر المنظومة الشمسية
دائرة حجارة ستونهنج في بريطانيا.
ستونهنج
(Stonehenge) هو أثر حجريٌّ يرجع إلى عصر ما قبل التاريخ يقع في سهل
ساليسبري بجنوب غرب إنجلترا، ويرجع تاريخه لأواخر العصر الحجري وأوائل عصر
البرونز (3000 – 1000 ق.م). وهذا الأثر - رغم شهرته حالياً - أصبح أطلالاً،
ويتكون من مجموعة دائرية من أحجار كبيرة قائمة محاطة بتل ترابي دائري.
ويعتبر ستونهنج من أكثر الآثار الحجرية شهرة وأفضلها حفظاً بين الآثار
الحجرية في أوروبا. وحتى الآن ليس معروفاً ما يرمز إليه هذا الأثر، لكن
البعض يخمِّن أنه كان مركزاً احتفالياً أو دينياً، وحالياً يُعتَقد أنَّ
شعب الجزر البريطانية قد بدأ بتشييد هذا الأثر منذ 5,000 سنة. وقد بيَّنت
الحفريات أن موقع ستونهنج قد بني على ثلاث مراحل رئيسية، المرحلة الأولى
تمت عام 2900 ق.م، وكانت عبارة عن خندق دائري قطره 110 أمتار وعمقه متر
واحد ونصف متر، وعلى حافة الخندق الداخلية بني سد به تجاويف عددها 56
تجويفاً، ويُقَال أنها كانت لحمل أعمدة خشبية. وفي المرحلة الثانية للبناء
التي استمرت من سنة 2900 – 2500 ق.م أقيمت مبانٍ خشبية بالمكان، حيث بنيت
أعمدة خشبية جديدة قائمة في الأرض المستوية داخل مركز الخندق الدائري، كما
نُصِبَت أعمدة في منطقة منزوية شمالي شرق الخندق حيث مدخل الموقع. وقد
نُقِلَت في المرحلة الثالثة للبناء التي استمرت حوالي 2550 – 1600 ق.م،
وتتكون من 80 عموداً من صخور بركانية زرقاء، وهذه الأعمدة نصبت قرب مركز
الموقع علي شكل دائرتين متداخلتين (انظر: دوائر الحجر)، وكل صخرة تزن أربعة
أطنان مترية. وأثناء هذه المرحلة كانت الحجارة الزرقاء بالدائرتين يُعَاد
تفكيكها وترتيبها بطريقة معقدة، وكانت حجارة رملية كبيرة قد جلبت يطلق
عليها "السارسين" قد نصبت على شكل دائرة قطرها 33 متراً وتتكون من 30
عموداً حجرياً على بعد 40 كم شمال الموقع، ويُطلَق عليها نصب دائرة سارسين،
وكل عمودٍ بها ارتفاعه 4 أمتار. وفوق قمم الحجارة الثلاثين دائرة منتظمة
من حجارة سارسين يطلق عليها العتبات، مثبَّتة بطريقة عاشق ومعشوق (لسان في
تجويف بالنقر)، ولم يبق من البناء سوى 17 عموداً قائماً وفوقها 6 عتبات
ممتدة.
حجارة ستونهنج.
وداخل
دائرة سارسين كان هناك بناء منصوبٌ على شكل حدوة الحصان، وكانت تفتح لشمال
شرق النصب باتجاه مدخله. وكان نصب الحدوة مبنياً من خمسة أزواج حجارة
قائمة وعملاقة من أحجار سارسين، فكل حجرٍ كان يزن 40 طناً مترياً أو أكثر،
وارتفاعه 7 أمتار فوق الأرض، لكن لم تبق منها سوى ثلاثة أزواج. وهناك أشكال
أخرى ما زال معظمها باقياً، ورغم وجود حوالي 1,000 دائرة حجرية بالجزر
البريطانية إلا أنَّ نصب ستونهنج يعتبر أعظمها وأكبرها. ويقال أن محور حدوة
الحصان والمدخل بستونهنج يشير لاتجاه الشمس بمنتصف الصيف, ويُقَال أنه كان
يستعمل في التقويم وتحديد الاعتدالين الربيعي والحريفي. و"أفيبري" هو أحد
الأبنية الاحتفالية، حيث يقع على بعد 8 كم من تل سليوري بمقاطعة مارلبورو
بإنجلترا، وهذا البناء الذي يرجع للعصر البرونزي يرمز لأحد المعابد
المكشوفة الكبرى في أوروبا، حيث به دائرة من الحجارة، وتعتبر أكبر دائرة
حجرية عُرِفَت حتى الآن، وتقع بداخلها قرية أفيبري. وتتكون من 100 حجر
قائم، بينها أربع مداخل باتجاه الجهات الأربعة الأصلية: الشرق والغرب
والشمال والجنوب. وحولها خندق كبير بعرض 12,5 متراً وعمق 9 أمتار. وداخل
نطاق الدائرة الكبرى دائرتان أصغر من الأحجار القائمة بداخل الدائرة
الشمالية، في مركزها 3 أحجار قائمة، والدائرة الثانية بها حجر قائم واحد.
وهذه الدوائر أكبر مساحة من دوائر ستونهنج، وهذا النصب التذكاري له طريق
طويل بعرض 15 متراً، وطريقان طويلان يؤدّيان إليه. وقد صُفَّت على جوانبهما
حجارة قائمة بارتفاع 1,5 –7,5 أمتار، وهذه الحجارة القائمة مثبتة بعروق من
الخشب.
=====
تاريخ الفلك/دوائر الحجر
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
دوائر الحجر »
علم الفلك حجارة ستونهنج
دائرة سوينسايد الحجرية في مقاطعة البحيرة بإنكلترا.
دوائر
الحجر (The stone circles) في الفلك هي دوائر حجارةٍ وضعها القدماء لدراسة
الظواهر الفلكية المختلفة. نجد أن قدماء المصريين قد أقاموا أقدم مرصد في
العالم وقبل عصر بناء الأهرامات بفترة زمنية معتمدين على الشمس والنجوم،
حيث أقاموا الشواهد الحجرية بالميجوليثات، وهي عبارة عن دائرة من الحجر
أقيمت منذ 7,000 سنة قي جنوب الصحراء الغربية بمصر، قبل مواقع الميجوليثات
بإنجلترا وبريطانيا وأوروبا بألف سنة، وهي تشبه موقع ستونهنج الشهير. وقد
اكتشف موقع نبتة كذلك منذ عدة سنوات، ويتكون من دائرة حجرية صغيرة، وبه
عظام ماشية وخمس خطوط من الحجارة المائلة والبلاطات الحجربة التي كشف عنها
على بعد ميل من الموقع، وبعضها بارتفاع 3 أمتار، وكل بلاطة مدفونةٌ بالتربة
وهي فوق صخرة منبسطة. وهذا الموقع يتجه للجهات الأصلية الأربعة، ويحدد
الاعتدال الشمسي. وبالموقع دائرة حجرية صغيرة بها عظام الماشية وخمسة خطوط
من مبجوليثات مائلة، وكان هذا الموقع قد بني علي شاطئ بحيرة تجمَّع بها ماء
المطر بالصيف وقتها، حيث دانت قطعان المواشي تنهال لنبتة في العصر الحجري
الحديث منذ 10 آلاف سنة. وكان البدو الرعاة يفدون إليها كل موسم أمطار حتى
منذ 4,800 سنة، حيث انحسرت الرياح الموسمية باتجاه جنوب غلاب لتصبح المنطقة
جرداء، وكانت هذه الدائرة الصغيرة قطرها أربعة أمتار تضم أربع مجموعات من
البلاطات القائمة، حيث يمكن رؤية الأفق. وكانت مجموعتان منها تتجهان ناحية
الشمال والجنوب، والمجموعتان الأخريان تتجهان ناحية أفق الاعتدال الصيفي.
ومن الميجليثات معبدأبو سمبل، وهو موقع أثري يوجد ببطن الجبل جنوبي أسوان،
ويتكون من معبدين كبيرين نُحِتَا في الصخر، وقد بناه الملك رمسيس الثاني
عام 1250 ق.م. وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة، تُمثِّل الملك
بارتفاع 20 متراً وباب يفضي إلى حجرات طولها 60 متراً. وقد أنقذت هذه
الآثار من الغرق لبناء السد العالي، فتم رفعها عام 1965.
====
تاريخ الفلك/رسالة من وراء الشمس!!
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
رسالة من وراء الشمس!! »
كواكب فيما وراء الشمس بلوتو.. الكوكب الغامض
إطلاق مسبار فويجر 2 إلى الفضاء، أبعد مركبة صنعها الإنسان على الإطلاق.
في
القرن الماضي دخلنا عصر الكواكب والهبوط فوق القمر، وهذا القرن، هل سندخل
عصر النجوم؟ وفي البداية.. هذا تنويهٌ واجب، لأن هذا المقال انطباع كاتبٍ
مزج فيه الخيال بالواقع. والخيال العلمي كان أهمَّ أداة تصورية في متاهة
لغز الكون، وقد تحقق من الخيال واقعنا الفضائي وتصورنا الفلكي، بل والعلمي.
فالمقال هو نتاج كاتبٍ وليس نتاج عالمٍ متخصّص. إن النبوغ تفوق تخصصي،
والعبقرية سمة موسوعية تفكيرية تعتمد علي رؤية مبتكرة ومنطقية، لأن المنطق
أقصر الطرق للحقائق. فالنابغة تطبيقي والعبقري تنظيري، وكلاهما يلتقيان عند
الحقيقة المؤكدة، لأنَّ المنطق منطق والمعقول معقول. واللامنطق لامنطق
واللامعقول لامعقول.
ففجأة وبلا مقدّمات انفجرت المركبة الفضائية فويجر
بعدما ألقت بثقلها في محيط الكون وغاصت في فضائه، فرأت ما لم يره بشر ولا
جان... ووصلت ما لم يصله إنسان والله أعلم.. واتصلت فويجر تليفونياً من
حافة محيط الشمس لتودع مجموعتنا وتدخل أغوار اللا منظور، وتودّعنا للأبد
وبلا رجعة فضائية. وهذا يعتبر عملاً رائداً، حيث وصلت لبعد لم تصله ولا
مركبة فضائبة من قبل، بعدما فُكَّ أسرها من سجن الشمس وفلتت من جاذبيتها
بالتحايل تارة وبالقوة نارة أخرى. ومن خلال سيرها الثعباني لتفادي العوائق
والجواذب لم تر فيه ليلاً أو نهاراً، لكنها كانت ترى الكواكب الشمسية
كمواحق أشبه بمحاق القمر أو كأهلَّة أو بدور. فليس مثل فويجر شيء في
منظومتنا الشمسية، لأن سيرها متباعداً نطوي فيه الفضاء في خط طولي لا يمكن
أن يُقَال عنه مع أو ضد عقارب الساعة، لأن كل الكواكب في فلك يسبحون في
حركة إهليليجة بيضاوية حول الشمس وهم أسراها التسعة داخل إطار جاذبيتها.
لكن فويجر تخطَّت هذه الحواجز في ماراثون يبلغ مداه بلايين الأميال التي لا
تنتهي. وقد حكمت على نفسها بمدّ المدة التي كانت محددة بخمس سنوات نتيجة
خطأ الحسابات أو السهو عن التوقعات أو لفقدان السيطرة عليها، مما حعل
العلماء يعمهون وفي قلق على مصيرها، لأنها دخلت في المجهول والمحظور،
ودخولها من باب ما وراء الشمس يسرّع من خطاها بعدما كانت تطاردها أشباح
الجاذبية الشمسية. فهل ستتلقَّفها الجاذبية الكونية في المنطقة البينية بين
مجال محيط الشمس الخارجي ومحيط أقرب النجوم المتاحة من جيرانها المقربين؟
أو ستظل تدور كأول قمر صناعي في المنطقة البينية؟ أو تدفعها بقايا الرياح
الشمسية علي الحافة الشمسية؟ أو تصدها الرياح النجمية المجاورة فتكون ككرة
البنج بونج بالفضاء أو كاليويو تشد كالوتر وترد عندما يزول أثر الشد عليها؟
لكن اللعب مع الكبار خطر لأن هيئة المركبة ستقع تحت قوة شد ستجعلها غباراً
تذروه رياح شمسية أو نجمية ولا يبقى لها أثر. وفويجر بوصولها حالياً إلى
حافة الشمس قد تصلح جرماً صناعياً يدور مع حركة دوران محيط المجموعة
الشمسية ككل في فلكها العام، فتصبح المركبة نقطة متناهية الصغر فوق السطح
الخارجي للمجموعة الشمسية، أشبه بجسيم ذرة خفي. وهذا المنظور التوقعي قد
يكون نهاية حتمية لفويجر وهي علي بداية السلم الكوني. فلو تخطت هذه العقبة
ستنطلق بلا هدى وتودع الشمس الوداع الأخير. فهل ستفقد النطق والاتصال
بالأرض؟ فدخولها مجال ما وراء الشمس يعتبر أول غزو أرضي لهذه المجاهيل
الفضائية، ولا يُعرَف مداها أو كنهها، ورغم هذه الحرية الانطلاقية ظلَّت
فويجر أسيرة في سفاري المحموعة الشمسية. وحانت لحظة طلاق سراحها هذه الأيام
(المفترجة) على العلماء والفلك.
صورة للكوكب الأزرق نبتون، هي أول صورةٍ تلتقط للكوكب عن قرب، أرسلتها فويجر 2 إلى الأرض عام 1989م.
بعد
خدمتها بالفضاء 12 سنة عاشتها أسيرة مجموعتنا الشمسية.. فهي الآن على آخر
نقطة حدود شمسية، لتدخل في مرحلة الصدمة النهائية. وبعد انتهاء خدمتها جمحت
فويجر وأخذت تنطلق بينما الأرض من خلفها والفضاء أمامها، وكانت هذه
المركبة عند إطلاقها للفضاء مُقدَّراً لها أن تستمر خمس سنوات، إلا أنها
تجاوزت العمر الافتراضي وأصبحت مركبة طائشة تتوغل في أعماق الفضاء
المترامي، لتعبر مجال كوكب شمسي لكوكب آخر. وكلما سارت كانت ترسل صورها
النادرة وتكشف عن أسرارها وأقمارها. وهذا السلوك الفضائي غير المسبوق كان
مدعاة لعلماء الفضاء القابعبن في معاملهم وخلف تلسكوباتهم العملاقة التي
تعتبر رؤيتها رؤية معتمة بالنسبة لمدى رؤية تلسكوبات فويجر، حيث الفضاء
أمام ناظريها يتميز بالتناسق والرؤية الواضحة، لأن الفضاء أمامها بانوراما
فضائية واضحة نسبياً. وهذا ما جعل مسيرة فويجر مسيرة تاريخية لم يسبقها
فيها إنس ولا مسير، فهذه المركبة زوِّدت بأحدث ما في جعبة علماء الفضاء من
أجهزة ومعدات وتلسكوبات مصورة ترسل صورها أولاً بأول، ممَّا يجعل هذه
الرحلة فتحاً جديداً في علوم الفضاء، ستعيد فيها البشرية صياغة المعلومات
عن الكواكب والنجوم والمجرات والسدم والثقوب السوداء والغبار الكوني
والأشعة الكونية والأشعة الخلفية للكون. وهذ المهمة ستقوم بها هذه المركبة
الأسطورية التي ستشكل الكون من حولنا من منظور فلكي جديد، وستلقي بأسئلة
ستشغل عقول العلماء بل وستشغلهم طوال هذا القرن، وسيكون فلك القرن الماضي
فكراً وعلوماً تراثيَّة قاصرة في عالم اليوم.. بعدما كانت تسود عصرها في
عصر ما قبل فويجر الذي يطالعنا حالياً، والذي سيكون عصر الفتوحات الفضائية
الحديثة.
فكثير من الفرضيات ستصحّحها فويجر أو تؤكدها من خلال معطياتها
البصرية والاستشعارية، وعلى رأي القول يوضع سرّه في فويجر. ففويجر تقتحم
الفضاء إلى أن تقف أو تتوه فيه.. وهذا التيه الفضائي قد يدخلها عوالم لم
نسمع عنها أو لم نرها من قبل، أو حتى نتصورها أو نتخيلها. لكن الكارثة هي
لو كفَّت عن العمل وإرسال الصور والبيانات إلينا، فسيصبح بعدها وجودها كعدم
وجودها، لأنها وقتها ستحال إلى الضياع القسري. لكن بعد عقودٍ قد يُعثَر
عليها في منطقة بينية في منطقة الصفر الجاذبية بينها أو مرتطمة بجرم فضائي
وقد تهشمَّت في صمت بعيداً عن مدى رؤيتنا البصرية أو التلسكوبية أو
الاستشعارية، أو تبعثر حطامها كانتحارٍ قسري، فتبدَّدت هباراً منثوراً، ولم
يبقَ منها أثر بعد عين. وهذه النظرة التوقعية تتسم بالاحتمالية المستقبلية
لفويجر الحاضرة في الفضاء والغائبة عن ناظرينا على بعد بلايين الأميال فوق
العتبة الأولى من الدرب الكوني السحيق، وهناك احتمالية قائمةٌ وواردة أن
تنحرف عن مسارها العشوائي حالياً لتدور حول فلك جرم قد يشدُّها بجاذبيته في
حلقة جاذبية مغلقة، فيدور معها وحولها لتصبح قمراً صناعياً متناهي الصغر.
وفي هذه الحالة لن تحتاج إلى طاقة لتسييرها، لأنها ستدور بالقصور الذاتي
الجاذبي، ولن تتعدى محيط دورانها، لأنها ستكون ضمن منظومة هذا الجرم،
وسيكون مصيرها مرهوناً بمصيره، لتكون أول كوكب صناعي دوار خارج الأرض بل
خارج مجموعتنا الشمسية. ففويجر صانعة تاريخها بعد تمرُّدها عن خط السير
الذي رسمه علماء الفضاء لها، لكن ملفها يتسم بحسن السير والسلوك رعم
سلوكها، لأنها تدور في الفضاء بغير هدى، ورغم هذا ما زالت حتى اليوم
مرتبطةً بالأرض الأم. فرحلتا مركبتي الفضاء فويجر 1 وفويجر 2 استعراضٌ لقوة
العقل البشري الفعَّال الذي زجَّ بهما في أتون أكبر ملحمة واقعية سجلت في
وقائع تاريخ الإنسان.
===
تاريخ الفلك/علم الفلك
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
علم الفلك »
التنجيم دوائر الحجر
يهتم علم الفلك بدراسة الأجرام السماوية وظواهرها المختلفة.
علم
الفلك من أوائل العلوم التي نشأت في فجر البشرية، وهو علم يهتم بمراقبة
ودراسة الأحداث التي تقع خارج الكرة الأرضية وغلافها الجوي، والتنبؤ
بالظواهر الفلكية. يدرس علم الفلك بدايات الأجسام التي يمكن مراقبتها في
السماء (خارج الأرض)، وتطورها وخصائصها الفيزيائية والكيميائية، والأحداث
المرافقة لها. كان يُلقَّن علم الفلك على أيدي الكهنة بالمعابد، وكان لكل
من قدماء المصريين والبابليين فلكهم الخاص بهم. فلقد عُثِرَ على تقاويم فوق
أغطية التوابيت الفرعونية ترجع لسنة 2000-1600 ق.م، ووجد أن أسقف مقابر
المملكة الحديثة قد زُيِّنت بصور النجوم التي كانت تُرَى بالسماء، وأطلقت
عليها أسماؤها. كما وجدت في بلاد ما بين النهرين تشكيلات لصور النجوم. وكان
البابليون يتنبؤن بدقة بالخسوف والكسوف للشمس والقمر. وتاريخ الفلك يبدأ
منذ عصر ما قبل التاريخ، حيث كان الإنسان الأول قد شغل تفكيره بالحركة
الظاهرية المتكررة للشمس والقمر وتتابع الليل، حيث يظهر الظلام وتظهر
النجوم، وحيث يتبعه النهار لتتوارى في نوره. وكان يُعزَى هذا للقوى الخارقة
لكثير من الآلهة. فالسومريون كانوا بعتقدون أن الأرض هضبة تعلوها القبة
السماوية، وتقوم فوق جدار مرتفع علي أطرافها البعيدة، واعتبروا الأرض
بانثيون هائل تسكن فوق جبل شاهق. والبابليون اعتقدوا أن المحيطات تسند
الأرض والسماء، وأن الأرض جوفاء تطفو فوق مياهها، ومركزها به مملكة
الأموات. لهذا أُلِّهت الشمس والقمر، وتصوَّرت الحضارات القديمة أنهما
يعبران قية السماء فوق عربات تدخل من بوابة مشرق الشمس وتخرج من بوابة مغرب
الشمس. وبنيت على أساس هذه المفاهيم اتجاهات المعابد الجنائزية
.
رمز إله الشمس المصري رع في عقيدة الفراعنة قديماالمزعوم وهو اشراك بالله
كان
قدماء المصريين يعتقدون أن الأرض مستطيلة طويلة يتوسطها نهر النيل الذي
ينبع من نهر أعظم يجري حولها، تسبح فوقه النجوم الآلهة، والسماء ترتكز على
جبال بأركان الكون الأربعة، وتتدلى منها هذه النجوم. لهذا كان الإله رع
يسير حول الأرض باستمرار. ليواجه الثعبان أبوبي (رمز قوى الظلام الشريرة)
حتى يصبحا خلف الجبال جهة الغرب والتي ترفع السماء، وهناك يُهزَم رع ويسقط،
فيحل الظلام. وفي الصباح ينتصر رع على هذه القوى الشريرة، ويستيقظ من جهة
الشرق. بينما حورس إله القمر يسير بقاربه ليطوف حول العالم. وكان القمر
يعتبر إحدى عينيه، ويلاحقه أعداؤه لفقئ هذه العين بإلقائها في النيل،
وينجحون مجتمعين في هذه المهمة فيظلم الفمر. لكن الإله رع يهب لنجدة عين
حورس (القمر)، ويعيدها لحورس. وكان الصينيون يعتبرون الأرض عربة ضخمة في
أركانها أعمدة ترفع مظلة (السماء)، وبلاد الصين تقع في وسط هذه العربة،
ويجري النهر السماوي (النهر الأصفر) من خلال عجلات العربة، ويقوم السيد
الأعلى المهيمن على أقدار السماء والأرض بملازمة النجم القطبي بالشمال،
بينما التنينات تفترس الشمس والقمر. لكن في القرن الثاني ق.م وضع الفلكي
الصيني هياهونج نظرية السماء الكروية، حيث قال أن الكون بيضة والأرض
صفارهاوقبة السماء الزرقاء بياضها.
و في القرن الرابع عشر اكتشف العالم
السعودي أحمد ان الدورة القمرية هي 27 يوماو الدورة الشمسية تكون 365 يوما
وربع يوم وهكذا هي الدورة القمرية والشمسية
====
تاريخ الفلك/الكواكب التسعة
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
الكواكب التسعة »
كتاب تاريخ الفلك/ كتاب تاريخ الفلك/
عطارد
(Mercury): أقرب الكواكب للشمس. يظهر سريعاً في سماء الصباح ويختفي سريعاً
في سماء المساء، ولا يُرَى من الأرض لأنه يظهر لعدة أيام في السنة فحسب،
حيث لا يشرق فوق الأفق. ولو سافرت إلى عطارد مثلاً فإن وزنك لن يزيد عن
وزنك على الأرض، ليس هذا بسبب مدة الرحلة التي ستقطعها فوق مركبة الفضاء،
ولكن لأن عطارد حجمه أقل من حجم الأرض، لهذا جاذبيته أقل من جاذبية الأرض.
فلو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً ففوق عطارد سيكون 27 كيلوجراماً.
ولقربه الشديد من الشمس فإن الشخص فوقه سيحترق ليموت، ولأنه يدور حول نفسه
ببطء شديد فإنه يصبح بالليل بارداً جداً لدرجة التجمد. وبسطحه ندبات وفوهات
براكين ووديان. وليست لعطارد أية أقمار تابعة له. وهو قريب جداً من الشمس،
لهذا فإن غلافه الجوي صغير جداً، وقد بددته الرياح الشمسية التي تهبّ عليه
منذ زمن بعيد، وهذا يبين أنه لا يوجد هواءٌ فوق هذا الكوكب الصغير. درجة
حرارته العليا: 465ْ مئوية، والصغرى: -184ْ. جوه به غازات الهيدروجين
والهليوم.
الزهرة (Venus): مكان غير مستحب، به رياح شديدة ومرتفع
الحرارة. وكوكب الزهرة في مثل حجم الأرض تقريباً، لهذا يُطلَق عليه أخت
الأرض، حيث أنهما متقاربان جداً بوزنهما، فلو كان وزنك 70 كيلوجراماً على
الأرض سيكون هناك 63 كيلوجراماً. وتغطيه سحب كثيفة تخفي سطحه عن الرؤية،
وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس داخله. ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب
المجموعة الشمسية. وهذا الكوكب يشبه الأرض في البراكين والزلازل البركانية
النشطة والجبال والوديان، والاختلاف الأساسي بينهما أن جوه حارٌّ جداً بحيث
لا يسمح بوجود الحياة فوقه، كما أنه لا يوجد له قمر تابع كما للأرض. متوسط
حرارته: 449ْ مئوية. جوه به ثاني أكسيد الكربون والنيتروجين.
الأرض
(Earth): يُطلَق عليها بالإغريقية "Geia"، وتعتبر الأرض أكبر الكواكب
الأرضية الأربعة في المجموعة الشمسبة الداخلية. وهي الكوكب الوحيد الذي
يظهر به كسوف الشمس، ولها قمر واحد، وفوقها حياة وماء. وتعتبر أرضنا واحة
الحياة حتى الآن، حيث تعيش وحيدةً في الكون المهجور. وحرارة الأرض ومناخها
وجوها المحيط وغيرهم قد جعلتنا نعيش فوقها. وللأرض قمر واحد يطلق عليه
القمر (Luna) بالإغيرقية وبالإنجليزية هي (
the moon). متوسط درجة
حرارتها: 15 مئوية. جوها به أكسجين ونينروجين وأرجون. المريخ (Mars):
يُطلَق عليه الكوكب الأحمر. أقلُّ من الأرض حجماً، ولو كان وزنك فوقها 70
كيلوجراماً سيصبح وزنك فوق المريخ 27 كيلوجراماً، وتدل الشواهد أنه كانت
توجد بالمريخ أنهار وقنوات وبحيرات وحتى محيطات مائية. وتسرُّب مياه المريخ
سببه أنها ظلَّت تتبخر بصفة دائمة، واليوم المياه الموجودة، إما مياه
متجمدة في قلنسوتي القطبين بكوكب المريخ أو تحت سطحه. وللمريخ قمران، هما
ديموس وفوبوس، وبه جبال أعلى من جبال الأرض ووديان ممتدة، وبه أكبر بركان
في المجموعة الشمسية، يطلق عليه أوليمبس مونز. درجة حرارته العليا: 36ْ
مئوية، ودرجة حرارته الصغرى: -123ْ مئوية. يتكون جوه المحيط به من ثاني
أكسيد الكربون والنيتروجين والأرجون.
المشتري (Jupiter): أكبر الكواكب،
فحجمه 1,300 ضعف حجم الأرض، وله 62 قمراً، ويُطلَق عليه بالإغريقية زيوس
ملك الآلهة. ولو كنتَ فوق المشتري فسيصبح وزنك ثقيلاً جداً، فلو كان وزنك
فوق الأرض 70 كيلوجراماً فسيكون فوق كوكب المشتري 185 كيلوجراماً. وتظهر
على سطحه بقعة حمراء كبيرة، هي عبارة عن عاصفة هوجاء عنيفة تهب منذ 300 سنة
وتجتاح منطقة أكبر من مساحة الأرض. ويتميَّز سطح المشتري بأنه سائل مكونٌ
من محيط سائل من الماء والهيدروجين، وغلافه الجويّ كلما اقترب من الكوكب
زادت كثافته حتي يصبح جزءاً من سطحه، لهذا لا يعتبر أن للمشتري سطحاً يمكن
أن يطفو قاربٌ فوقه. وللمشتري 28 قمراً، من أشهرها أوروبا وآيو وجانيميد
وكاليستو
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%88_(%D9%82%D9%85%D8%B1).
والمشتري سريع الدوران حول نفسه، لهذا يتتابع ليله مع نهاره كل 10 ساعات،
ولهذا السبب فإن وسطه ممطوطٌ وليس مستديراً. والكوكب يبدو قصيراً وسميناً،
وهذا أشبه بعمل شريحة من الفطير عندما يفردها بسرعة الفطاطري. يبلغ متوسط
حرارته: –153ْ مئوية. يتكون جوه من الهبدروجين والهيليوم والميثان.
زحل
(Saturn): يُرَى كوكب زحل من الأرض وحوله حلقات كبيرة من الثلوج والتراب
والأقمار الصغيرة. ولأن هذا الكوكب أكبر من الأرض فإن وزنك لو كان 70
كيلوجلراماً فوقها فإنه يصبح 82 كيلوجراماً فوق زحل. ومنظر زحل جميلٌ عندما
يُرَى من الأرض، حيث تزيِّنه حلقاته التي حوله والتي تسع 169,800 ميل.
والكوكب يشبه المشتري، ولكنه أصغر حجماً منه. وتحت سحب غازي الميثان
والهيليوم تصبح السماء في زحل سائلاً حتي تتحول إلى محيطٍ هائلٍ من السائل
الكيماوي. وحول الكوكب أكثر من 30 قمراً يرافقه، وهو ثاني أكبر عدد في
المجموعة الشمسية بعد المشتري. وأشهر هذه الأقمار تيتان
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86_(%D9%82%D9%85%D8%B1)
و ريا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D9%8A%D8%A7_(%D9%82%D9%85%D8%B1) و
إنسيلاوس
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D9%86%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF%D9%88%D8%B3
.
وحول زحل عدة مئات من الحلقات، وليس هو الوحيد الذي يمتلك هذه الحلقات،
إذ توجد أيضاً حول المشتري وأورانوس ونبتون. متوسط درجة حراته 184ْ- مئوية.
جوه مكون من الهيدروجين والهليوم والميثان.
أورانوس (Uranus): كوكب
عملاق يتكون من الغاز، حوله حلقات خافتة، وهو الكوكب الوحيد الذي يميل على
جانبه وليس معتدلاً. وكلمة أورانوس في الإغريقية معناها ملك السموات أو ملك
الآلهة وزوج الأرض حتى خلعه ابنه زحل (ساترن). ولو سافرنا في صاروخ فإنه
يستغرق سنوات للوصول لكوكب أورانوس. ولأن أورانوس أكبر من الأرض، فلو كان
وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً ففوق أورانوس سيصبح وزنك 82 كيلوجراماً.
ويعتبر كوكب أورانوس كوكباً شاذاً ومختلفاً عن بقية كواكب ومعظم أقمار
المجموعة الشمسية، لأنه يدور مغزلياً على جانبه. وقد يكون به محيط من الماء
تحت سحبه، وقلبه كبير وصخري. ولوجود ضغط عليه يرجح وجود ترليونات من كتل
ماس كبيرة فيه. ويشبه أورانوس الكوكب نبتون، وله 21 قمراً خمسة منها كبيرة،
وأهمها أوبيرون
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%88%D9%86_(%D9%82%D9%85%D8%B1)
و أومبريل
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%88%D9%85%D8%A8%D8%B1%D9%8A%D9%84_(%D9%82%D9%85%D8%B1)
و
أرييلhttps://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%B1%D9%8A%D9%8A%D9%84_(%D9%82%D9%85%D8%B1)وتيتانيا
https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D9%8A%D8%AA%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7_(%D9%82%D9%85%D8%B1)
وغيرها. درجة حرارته الوسطى: -216 مئوية. جوه به هيدروجين وهيليوم وميثان.
نبتون
(Neptune): نبتون معناها بالإغريقية إله الماء، ويُطلَق عليه الكوكب
الأزرق. ولو كان وزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً سيصبح فوق نبتون 84
كيلوجراماً. وتجتاح نبتون عاصفةٌ هوجاء أشبه بالعاصفة التي تجتاح كوكب
المشتري، ويطلق عليها البقعة المظلمة العظميمة، وليس معروفاً منذ متى بدأت
لأنها بعيدة ولا تُرَى من الأرض، وقد اكتشفتها مؤخراً المسابير الفضائية
الاستكشافية. وحول نبتون ست حلقات تدور حوله، وله أقمار أهمها ترايتون الذي
تنبعث فوقه ينابيع حرارية هائلة. وحتى الآن أمكن التعرف على 8 أقمار تابعة
له، وأشهرها قمر كاليبان وسيكوراكس ويروسبير وستيبوس وغيرها. ويظن العلماء
أنه يوجد تحت سحب نبتون محيطٌ من الماء أشبه بمحيط أورانوس. متوسط حرارته:
– 214 مئوية. جوه مكون من الهيدروجين والهيليوم والميثان.
بلوتو
(Pluto): أبعد الكواكب من الشمس لدرجة أنها ترى بالكاد من فوقه. له عدة
أقمارٍ، أكبرها شارون الذي يزيد عن حجم بلوتو تقريباً. وكان الرومان
يعتقدون أن الإله بلوتو هو إله العالم السفلي. ولو كنت فرضاً فوق بلوتو
ووزنك فوق الأرض 70 كيلوجراماً فسيصبح وزنك 4 كيلوجرامات. ويصغر حجم بلوتو
أحجام سبعة أقمار في المجموعة الشمسية، ومن شدة صغره فإن كثيراً من علماء
الفلك رفضوا اعتباره من الكواكب، وانتهى الأمر بإعادة تصنيفه ككوكب قزم.
وبلوتو هو الكوكب الذي عنه المعلومات ضبابية وقليلة نسبياً، ولا توجد له
صور واضحة المعالم كبقية الكواكب، ولا سبيل أمام العلماء سوى التخمينات
حوله وتخيله أو تصويره عن بعد. متوسط درجة حرارته: –234ْ مئوية. جوه مكون
من الميثان والنيتروجين.
الصف العلوي: المريخ وعطارد؛ الصف الأسفل: القمر والكوكبان القزمان بلوتو وهوميا.
قد
تتبادر لأذهاننا عدة أسئلة وهي: هل توجد كواكب حول النجوم الأخرى كما هو
حادث حول نجم الشمس؟ وهل هناك كواكب بها حياة كما على كوكب الأرض؟ اكتشفت
حتى الآن مئات عدَّة من الكواكب الواقعة خارج المجموعة الشمسية، لكن
العلماء يتوقعون بأنه من الناحية النظرية توجد آلاف الكواكب التي تشبه
الأرض في مجرة درب التبانة التي يقع بها كوكبنا، إلا أن اكتشاف عدد أكبر
منها يتطلب مزيداً من الوقت. وقد اعتمد العلماء في تخمينهم هذا على معطيات
الحاسب وفق المعلومات والحسابات الرياضية التي أظهرت أن بعض نماذج الأنظمة
الشمسية النائية داخل مجرتنا التي اكتشفت مؤخراً، قد تحتوي كواكب صغيرة
تشبه كوكب الأرض. فلقد اكتشف مئة كوكب يدور حول نجوم بعيدة يطلق عليها
إكزوبلانيتود، وهي من النوع الذي لا يمكن العيش فوقه لضخامته واحتوائه على
غازات كما في كوكب المشتري. لكنهم يتوقعون وجود كواكب صغيرة لها نفس صفات
الأرض، ويُقَدِّرون عددها بمليون كوكب في مجرتنا يمكن ظهور الحياة فوقها،
ولا سيما بعد اكتشاف نظام شمسي حول نجم الدب الأكبر 47 يشبه النظام الشمسي
الذي نعيش فيه.
لماذا الكواكب مستديرة الشكل؟ لأن الحقل المغناطيسي بها
ينبع من مركز قلب الكوكب، فيشدُّ كل شيءٍ إليه. والطريقة الوحيدة لتقترب
كتلة الكوكب لمركز الجاذبية بقدر الإمكان هي تكوين شكلٍ كرويّ. هذا في
الكتل الكبيرة كالكواكب والنجوم، أما في الأجسام الصغيرة فجاذبيتها قليلة
وشدة سحبها للأشياء ضعيفة نسبياً، لهذا السبب لا تُكَوِّن هذه الأجسام
صغيرة الحجم - كالمذنبات - شكلاً كروياً أو مستديراً، وتبقى أشكالها غير
منتظمة.
لماذا تدور الكواكب والنجوم؟ تتكون الكواكب والنجوم بالحقيقة من
تجمعات مكثفة ومنكمشة من سحب هائلة من الغازات والغبار بين النجوم، وهذه
المواد في هذه السحب في حركة دائمة، حتى السحب نفسها في حركة لتدور، فتتجمع
وتتحول إلى مراكز للجاذبية. ونتيجةً لهذه الحركة تبدو السحابة عندما نراها
من نقطة قرب مركزها وهي تسير ببطء، وهذا الدوران يمكن وصفه بأنه عزم زاوي
(angular momentum)، وهو مقياس ثابت لحركة هذه الأجسام الفضائية لا يتغير.
وهذا الثبات في العزم الزاوي يشرح لنا كيف أن الراقصين على الجليد يدورون
بحركة سريعة مغزلية فوقه عندما يضم الراقص ذراعيه ليكونا على مقربة من محور
حركة دوران الجسم، وكلما اقتربت الذراعان زادت السرعة، مع الاحتفاظ بشدة
العزم الزاوي، وعندما يبسط الراقص ذراعيه تقل السرعة كنتيجة نهائية للحركة
المغزلية. وهذا نجده واضحاً في لعبة "دوخيني يالمونة" التي يلعبها الأطفال،
وهذا الدوران المغزلي لسحابة داخل مجموعة نجمية يجعلها تنكمش على ذاتها
وتحمل معها جزءاً من العزم الزاوي الأصلي، وهذه السحب الدوارة تنبسط
مكوِّنةً أقراصاً تتجمَّع أجسامها وتتكثف لتكون النجوم والكواكب الدوارة.
لاشك أنَّ لكل كوكب سنته ويومه، واليوم يحدد مدته الفترة التي يدور فيها
الكوكب حول نفسه، فالأرض تدور حول نفسها مرة كل 24 ساعة حتى هذا اليوم،
فيومها يعادل إذاً 24 ساعة. والسنة لكل كوكب تعادل عدد الأيام التي يدور
فيها الكوكب دورة كاملة في مداره حول الشمس، لهذا الأرض سنتها تعادل 365
يوماً وربع يوم.
لماذا مدارات الكواكب حول الشمس منتظمة؟ ولماذا تقع على
نفس المستوى؟ ولماذا تدور في نفس الاتجاه بمدارات شبه دائرية؟ كل هذا سببه
قوة جاذبية الشمس، وهي القوة السائدة في المجموعة الشمسية. وتعتبر الوحدة
الفلكية (AU) هي وحدة قياس المسافة بين الكوكب والشمس، والوحدة الفلكية
الواحدة (1AU) هي متوسط المسافة بين الأرض والشمس. فبينما كوكب عطارد يبعد
عن الشمس 0.39 AU، نجد كوكب بلوتو القزم يبعد عنها 39 AU. لهذا نجد سنة
عطارد تعادل 88 يوماً أرضياً لقربها من الشمس، وسنة كوكب بلوتو تعادل 248
سنة أرضية يدوران فيها دورة كاملة حول الشمس. وبينما نجد الأرض تدور في
محورها حول نفسها دورة كاملة كل 24 ساعة، نجد كوكب المشتري يدور حول نفسه
في أقل من 10 ساعات أرضية، بينما كوكب الزهرة يدور حول نفسه مرة كل 243
يوماً أرضياً، حيث يدور من الشرق للغرب.
وأخيراً.. هذه أسئلة لم يجد العلماء لها تفسيراً قاطعاً، لأن كلاً في فلك يسبحون.
====
تاريخ الفلك/كواكب فيما وراء الشمس
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
كواكب فيما وراء الشمس »
كوكب الزهرة بين الشمس والأرض! رسالة من وراء الشمس!!
تنبيه: قد تكون بعض المعلومات الواردة في هذه الصفحة قديمة، حيث أن هذا الكتاب كتب في عام 2004، وعلم الفلك علمٌ سريع التغير والتطور
رسم تخيلي لكوكبين خارج المجموعة الشمسية يتصادمان.
ما
زال العلماء يفتشون في متاهة الفضاء المترامي عن شموسٍ أخرى غير شمسنا،
مما يوحي بالتساؤل، هل هناك حياة ذكية تشاركنا هذا الكون؟ وهل توجد أراضين
غير أرضنا تصلح للسُّكنى وبها ماء؟ وهل توجد منظومة شمسية تشبه منظومتنا؟
هذه الأسئلة والتساؤلات نتناولها في هذا المقال.
فحالياً... يُقدِّر
العلماء من خلال معطيات التلسكوبات العملاقة الأرضية وأجهزة الاستشعار عن
بعد الفضائية، أن هناك نظماً شمسية تماثل منظومتنا الشمسية وكواكب تشبه
أرضنا. وهناك كواكب تولد وكواكب تموت، لهذا يتوقع العلماء أن هذا العقد
والعقد القادم سيشهدان عصر الكواكب والنجوم فيما وراء منظومتنا الشمسية.
فالفلك حالياً يشهد مولد علم المشاهدة الحديث، ومن خلاله سيتمكن علماء
الفلك المعاصرين من التعرف على منظومات كوكبية خارج الشمس (Extrasolar
planetary) بالفضاء، مما سيغيّر مفاهيمنا المتداولة عن الفلك، ويقلِّص من
نظرياته بعد سيول معطيات تلسكوب هبل وغيره من الأجهزة الفضائية المتطورة عن
الكواكب والنجوم والمجرات.
طرق تعقب الكواكب وراء الشمسية
ففي أبريل
الماضي، أعلن علماء فلك اكتشاف ثلاثة كواكب جديدة خارج مجموعتنا الشمسية
تقع على مسافة أبعد من الكواكب التي اكتشفت من قبل، في محاولة مضنية
للتفتيش عن كواكب في حجم الأرض بعوالم أخرى بعيدة عن منظومتنا الشمسية،
مستخدمين شتى الحيل للتعرف على هذه الكواكب البعيدة. والاكتشاف الجديد جاء
برصد كواكب حول نجم على بعد 17 ألف سنة ضوئية، حيث تحتل منطقة مزدحمة في
وسط مجرتنا درب التبانة. بينما الكواكب التي سبق رصدها لا تبعد أكثر من 5
آلاف سنة ضوئية، وأبعد هذه الكواكب التي اكتشفت مؤخراً تعادل كتلته كتلة
كوكب المشتري مرة ونصف، وتشبهه في أنهما من الكواكب الغازية، ويدور في
محيطه حول شمسه أسرع من دوران أرضنا حول الشمس ثلاث مرات. وكان هذا
الاكتشاف بحيلة ضوئية يُطلَق عليها "العدسية الدقيقة للجاذبية"
(Gravitational microlensing)، وهي تقنية يستعملها حالياً صائدو الكواكب
والتي من خلالها أصبحوا شغوفين بالتعرف على الكواكب ذات الكتل الصغيرة فيما
وراء المنظومة الشمسية. فلقد وجد علماء الفلك أن ثمة ارتباطاً بين جاذبية
الكوكب المكتشف حديثاً ونجمه المضيف، حيث يعملان معاً كالعدسة التي تركز
الضوء الوافد من نجوم أبعد عنها بحوالي 24 ألف سنة ضوئية، ممَّا يُحدِثُ
تأثيراً توقعه آينشتاين. فالصورة الناتجة والمتوقعة للنجم البعيد تصبح أكثر
سطوعاً، ممَّا يجعل راصديها يتعرَّفون على الكوكب، بينما التلسكوبات
التقليدية لا تراه. وهذه الصور العدسية يعتبرها صائدو الكواكب من علماء
الفلك بصمة عدسية لنجم حوله كوكب دري، وهذه التقنية الجديدة أصبحت مقياساً
مفضلاً لدى علماء الفلك، فمن خلالها أمكن التعرف علي أجسامٍ نائية جداً
وصغيرة في حجم جرم كالأرض، مما جعل حوالي 120 عالَماً من عوالم ما وراء
الشمس تكتشف لنا. ومعظمها لكواكب غازية عملاقة تفوق في حجمها وكتلتها كوكب
المشتري داخل منظومتنا الشمسية. وهذه الخاصية العدسية التحايلية تظلُّ لعدة
أيام أو أسابيع، لأن النجم المرصود يتحرك نسبياً مع أرضنا، ولهذا أمكن رصد
1,000 نجمٍ خلال العقد الماضي من خلال هذه التقنية. حيث شوهدت كواكب جديدة
لمدة ساعات خلال المشاهدة المتوالية التي قد تستغرق مدة أسبوع. وهذه
الفرصة لا تُتَاح إلا مرة واحدة، لهذا يَجمَع العلماء معلوماتهم بسرعة.
اكتشاف الكواكب بطريقة العبور، عندما تمرُّ أمام نجومها فينخفض ضوء هذه.
ويتوقع
الباحثون في الفضاء فيما وراء الشمس خلال السنوات القادمة رصد كواكب أخرى
هناك، باستخدام جيل جديد من التلسكوبات الفضائية لرصدها مباشرة بدلاً من
التعرف عليها بطرق غير مباشرة. وهذه الطرق قد مكنت العلماء من التعرف على
كواكب بعيدة جداً عن شموسها (نجومها)، أشبه ببعد كوكب نبتون بالنسبة
لشمسنا. وكان العلماء يتبعون من قبل أول تقنية ناجحة لاصطياد الكواكب
وملاحظتها حول النجوم البعيدة، وهي طريقة دوبلر التي يطلق عليها "طريقة
التمايل أو التذبذب" (wobble method)، وتتم من خلال ملاحظة التمايل البسيط
للنجم عندما يتهادى في محيطه بسبب قوة جذب كوكب يدور حوله. لكن هذه الطريقة
تستخدم في رصد النجوم القريبة نسبياً، والتي تبعد عنا حوالي 160 سنة
ضوئية. ومن خلالها اكتشفت منذ عدة سنوات الكواكب القريبة من نجومها فقط،
ولم يتمكن العلماء من خلالها من التعرف على الكواكب البعيدة في أي منظومة
نجمية قريبة.
والطريقة الثانية التي اكتشفت حديثاً تتم من خلال التعرف
على ظل الكوكب عندما يمر أمام نجمه المضيف، ويطلق على هذه الطريقة "الطريقة
العبورية" (Transit method)، وهذه الطريقة تنطبق على نسبة قليلة من
الكواكب التي تكون مداراتها قريبة من نجومها البعيدة. وحاليا ًيستخدم
العلماء طريقة العدسية الدقيقة للجاذبية والطريقة العبورية معاً للحصول على
صور الكواكب البعيدة، وكلاهما يعملان بكفاءةٍ عندما تصوب التلسكوبات إلى
مركز مجرة التبانة حيث تحتشد النجوم بكثرة. وهذا التكامل بين الطريقتين
سيجعل العلماء يطورون مهامَّهم لإرسال قواعد فضائية لاصطياد الكواكب
البعيدة وتصويرها والتعرف علي أشكالها وحجومها، ولكن لأن هذه الكواكب بعيدة
جداً فلن يتمكن العلماء من اكتشاف كوكب من بينها يماثل كوكب الأرض.
حياة محتملة
وضمن
هذه الاكتشافات المذهلة تمكَّن العلماء من اكتشاف النجم جيمنورم 37 (37
Geminorum) الغربي في مجموعة التوأمين النجمية على بعد 56,3 سنة ضوئية، وهو
نجم أصفر برتقالي يشبه شمسنا، ويعتبر العلماء هذا النجم مؤهلاً لوجود
كواكب مصاحبة له يمكن سكناها. وهذا الاكتشاف جعلهم يضعون قائمة يصنّفون
فيهاالنجوم المكتشفة التي تصاحبها كواكب تحمل الأكسجين والماء السائل،
والتي أطلق عليها النظم النجمية الصالحة للسكنى (Habitable Stellar
Systems)، وقد استبعدوا في دراساتهم الشموس البعيدة نسبياً، ومن بينها نجوم
صغيرة جداً أو معمِّرة جداً وتدور بسرعة، وهي نجوم متغيرة في سطوعها لدرجة
تحدث فوضى مناخية في عالمها القريب منها. وهذا التوجُّه الفلكي جعل
العلماء يفتّشون عن نجوم تشبه جيمنوم 37 لها خاصية نظامنا الشمسي الذي فيه
كواكب قابلة للسكنى. وقد تم العثور على أكثر من 600 كوكب خارج مجموعتنا
الشمسية ضمن مجرتنا، ويتوقَّع العلماء بلايين من الكواكب تصلح لنمو حياة
فوقها أسوةً بالأرض، تدور حول 2,350 من النجوم التي تبعد عنا بحدود مائة
سنة ضوئية. وهذه التوقُّعات جعلت علماء ناسا يستعدون لإرسال نلسكوب فضائي
عام 2013 أطلقوا غليه الباحث عن الكواكب الأرضية "Terrestrial Planet
Finder" (TPF), مستخدماً الضوء المرئي للبحث عن كواكب صالحة للسكنى، وسوف
يصور الكواكب التي تدور حول النجوم المجاورة لنا وسيعطينا معلومات عن
أجوائها عن طريق التحليل الطيفي للعناصر بها, كالماء والأكسجين والكربون
والميثان. ولو كان العلماء محظوظين، فقد يشاهدون آثار حياة أو خضرة فوق هذه
الكواكب. وسيستمر عمله من سنة 2012 إلى 2015، وسيتبع هذا الباحث الفضائي
إرسال 6 تلسكوبات أوربية فضائية ضمن مشروع داروين (ملاحظة: كان قد تم
اقتراح مشروع "الباحث عن الكواكب الأرضية" عدة مرات على يد وكالة ناسا، إلا
أنَّه ألغي آخر الأمر عام 2011، ولن يتم إرساله أبداً).
خريطة تبيّن مهمة إحدى مركبات البحث عن الكواكب وراء الشمسية، حيث تظهر المنطقة التي على المركبة البحث فيها ضمن مربَّع أخضر صغير.
والنجم
المرشح والمختار لدراسة الحياة المعقدة حوله لا بُدَّ أن يكون لونه ساطعاً
ولامعاً ويكون في منتصف عمره النجمي كشمسنا، ويحترق بانصهار عناصر خفيفة
لينتج عناصر ثقيلة كالحديد. ويجب أن لا يكون نجماً عجوزاً قد تقلَّص، أو
صغيراً لا يعرف مدى حياته على مدى مستقبله البعيد. فدراسة النجم جيمينورم
37 المرئي والقابع في الجزء الشمالي الغربي في السماء بمجموعة التوأمين سوف
تتيح للعلماء التعرف على النجوم المناسبة للبحث فيها، ولا سيما وأن عمره
تقريبا يناهز 5,5 بليون سنة بينما عمر شمسنا 4,5 بليون سنة، وكلاهما
يعتبران فلكياً في منتصف العمر ولا سيما وأنهما غنيان بالحديد والكالسيوم
والصوديوم والماغنيسيوم والتيتانيوم. وهذا ما أظهره التحليل الطيفي لضوئهما
الأصفر البرتقالي. لكن سطح الشمس أكثر سخونة من جيمينورم 37، وتساوي كتلة
هذا النجم 1,1 من كتلة شمسنا بينما قطره أكبر بـ1,03 مرة من قطر شمسنا
وسطوعه أشد بـ1.25 مرة من سطوع الشمس. ومن خلال شدة الضوء يمكن تحديد
مستقبل عمر النجم الافتراضي ورؤية النجوم المجاورة والتنبؤ بالفترة التي
سيكون خلالها النجم مستقراً على الحالة التي عليها حالياً، وهذه الخاصية
لقرب النجم جمينورم منا جعلت الباحث الفضائي (TPF) قادراً على تسجيل
معلوماتٍ كثيرة عنه, وعن الكواكب في مجموعته والنفايات الغبارية القرصية
التي تتشكل منها الكواكب والمذنبات، ولا سيما وأن مجموعتنا الشمسية بها
كمية غبار بين كواكبها، لأن كوكب المشتري يقلبها بالفضاء باستمرار، وهي
[[:w:حزام الكويكبات|حزالأجسام الصخرية وتولّد غباراً في المنظومة الشمسية،
وهذا الغبار الكوني قد لا يعوقنا عن رؤية الكواكب النجمية، لهذا نجد أن
المهام الرئيسية للباحث الفضائي TPF والتلسكوبات الفضائية بمشروع داروين
الأوربي هي إمداد علماء الأحياء والكيمياء الفضائية بمعلومات طيفية حول هذه
الكواكب، لأن المهمة الأساسية لها اكتشاف كواكب قريبة صالحة للسكنى
والحياة، أو هل كان بها نوع ما من الحياة أو ما زال هناك؟
وعلى صعيد آخر
هناك استعدادٌ لمهمة كبلر التي ستنفذ ابتداءً من أكتوبر عام 2006 داخل
محيط الشمس، لتحديد الترددات بالكواكب الداخلية بمنطقة كبلر (Kepler zone)
التي تضم آلاف النجوم، من بينها 100 ألف نجم تم رصدها داخل مجرتنا بحثاً عن
كوكب قي فلك نجم بعيد، بماثل كوكب الأرض من حيث الحرارة والبرودة والماء
السائل. ومن المخواكب العابرة خلال أربع سنوات بواسطة تلسكوب فضائي متقدم،
وفي محاولة لفحص 100 نظام كوكبي حول النجوم البعيدة، من بينها كواكب عملاقة
تشبه المشتري، إلا أنها بعيدة لا يمكن فحصها بدقة، وكواكب صخرية صغيرة
تشبه الأرض تصعب رؤيتها. لكن ليس معروفاً ماهي الكواكب المؤهلة للعيش
والسكنى بها من بينها. وقد استطاع العلماء دراسة تسعة من هذه النظم
المعروفة (تضك نصف الكواكب تقريباً)، بها أراضين تشبه أرضنا تدور في
أفلاكها حول نجومها منذ بليون سنة، وهذه حقبة كافية لظهور حياة واستقرارها
فوق هذه الكواكب السيارة. كما أن الأقمار التي في حجم الأرض وتدور قي فلك
كوكب عملاق، يمكن أن تظهر فوقها حياة. وكما نعرف عادة، لا تظهر الحياة فوق
كواكب. لكن الكوكب الشهير Hd, الذي يطلق عليه أوزوريس، قد أذهل الفلكيين
عندما وجدوا أن جوَّه يحتوي على الأكسجين والكربون في غلافه البيضاوي
الممتد, والذي يتبخَّر إلى غاز. ويعتبر نجم النسر الواقع خامس أكثر النجوم
سطوعاً بالسماء, ومن أكثر النجوم وضوحاً في سماء نصف الكرة الأرضية
الشمالي، وهو يقع على بعد 25 سنة ضوئية من شمسنا، وقطره أكبر منها بثلاث
مرات، وسطوعه أكثر من سطوعها بـ58 مرة، وكان أول نجم قد صور في منتصف يناير
عام 1850 بمرصد هارفارد. ملف:Jpgرسم تخيلي لكوكب شبيه بالأرض.
وكان
الفلكيون الكنديون قد استطاعوا التعرف على شواهد وجود حقل مغناطيسي فوق
كوكب عملاق خارج المجموعة الشمسية، ممَّا أعطى معلومات حول الكوكب العملاق،
ويسخن هذا الكوكب المكتشف نجمه الذي يتبعه من خلال التفاعلات المغناطيسية
الداخلية (magnetic interactions) بينه وبين نجمه. وكتلة هذا الكوكب تعادل
270 ضعف كتلة الأرض، ومداره قريبٌ جداً من نجمه، ويدور حوله بسرعة فائقة،
لدرجة أن سنته تعادل ثلاثة أيام أرضية. وتلعب الحقول المغناطيسية دوراً
رئيسياً في الجو المحيط والحياة، فنجد أن كوكب المريخ قد فقد حقل
مغناطيسيته عبر تاريخ وجود، ممَّا غير من فصوله السنوية ومداره المائل
وأفقده بيئته وماءه السائل.
ماضي الكون
لكن هذه المعطيات الحديثة
تعتبر نسبياً صوراً قديمة موغلة في الماضي، حيث أن ضوء النجوم البعيدة يصل
إلينا بعد مئات أو حتى آلاف السنين من انبعاثه منها، ممَّا يجعل العلماء
يرون هذه الأجرام في الماضي ولا يعرفون ما هي عليه في الحاضر. فمن هذا
المفهوم المؤكد نجد أنه من غير المعروف لنا ما آلت إليه هذه الأجرام
حالياً، لكن الصور الفضائية للعوالم الأخرى تعكس ما كانت عليه المجموعة
الشمسية في مطلع وجودها منذ ملايين السنين، فما نراه اليوم في الفضاء
البعيد هو الرجوع للماضي, أشبه بإرجاع صور شريط الفيديو للوراء. فكلُّما
توغلنا في أعماق الكون كلما رجعنا بآلة الزمن للوراء، والعلماء يرون ماضي
الكون، ورؤية الأجرام القريبة هو رؤية صور أحدث. لهذا العلماء يطالعون كتاب
ماضي الكون وليس حاضره، لأنهم يرون صوراً قطعت ملايين السنين وبلاين
الأميال, لتصل لأعين تلسكوباتنا وأجهزتنا التحسسية والبصرية. فما يقال بعلم
الفلك الحديث هو تفسير للفلك القديم ولا يعبّر عن الكون في هيئته
المعاصرة، وحاضر الكون سنراه بعد ملايين السنين كماضي مستقبلي حيث تموت
أجرام وتتشكل مجرات وتولد نجوم جديدة للحفاظ على عدد سكان الفضاء. والصور
القريبة بالفضاء نفسر الصور البعيدة، فعندما يقال "اكتشاف كواكب جديدة تشبه
الأرض والبحث عن حياة فوقها"، هذا التوجه العلمي لا يمكن من خلاله الوصول
إلي الواقع السائد حالياً هناك، لأن رؤيتنا لهذه الكواكب تماثل رؤيتنا
لأرضنا في طفولتها حيث لم تكن توجد حياة، وسيظل التفتيش عن أحياء هناك
ضرباً من المستحيلات، إلا لو رأيناها عن كثب من فوق كوكب خارجي بعيد. لهذا
لن نعثر على أحياء شركاء لنا في هذه المتاهة الفضائية، فنحن نفتش في ماضي
الكون من منظور علمي حديث، والتلسكوبات - حتى أعيننا - تعتبر آلة الزمن
الكوني. لأننا عندما نرى القمر نراه في صورة أحدث زمناً من صورة الشمس,
وصورة الشمس تعتبر أحدث من صور النجوم.. وهذه الرؤى الزمنية تتحكم فيها
سرعة الضوء والمسافة التي يقطعها. فنحن نرى الماضي بالسماء ونعيش الحاضر
تحت أقدامنا، ونحن في حاضرنا فوق الأرض مستقبل ما سيراه الغير من الفضاء
فيما وراءنا. فنحن نعيش الثلاثة أزمان في وقت واحد.
وهذه تعتبر نظرية
يمكن أن نطلق عليها نظرية "التزامن الموحد للزمن" (The Unified
synchronzing of time). لأن الزمن نسبي في الكون من حيث المكان وبعده،
والثابت فيه سرعة الضوء، لهذا يعتبر الزمن خطياً يبدأ بالماضي وبعده الحاضر
وبعده المستقبل. فخط الزمن يضم هذه الأزمان الثلاثة، ويتحكم في رؤيتنا
لأعمار الكون والفضاء. وهو خط حتمي، ولا ينتهي إلا بنهاية الكون، ولا يتغير
طوله إلا بتغير سرعة الضوء. لكن اتجاه الزمن نسبي يعتمد على موقعنا في
الكون، ويمكن أن نطلق عليه "Radial time"، وطوله نسبي، يعتمد على بعدك من
الآخر. وهذا المفهوم هو الحقيقة المؤكدة، ويعتبر أحد الحقائق الفلكية
الثابتة. والاتجاهات الأصلية الأربعة نسبية لكل كوكب، فلكل من هذه الكواكب
المكتشفة حديثاً جهاتها الأصلية الأربعة, وهي اتجاهات لا تنطبق على جهات
الأرض من حيث الاتجاه، لأن اتجاهاتها - شمال وجنوب - تنطبق مع حقل
مغناطيسياتها، فلا اتجاه القطبين الشمالي والجنوبي فوق أرضنا ينطبق مع
اتجاه قطبي كوكب حول نجم آخر.. لهذا حقل مغناطيسية كل كوكب ليس متوازبا مع
حقل مغناطيسية الأرض. ولكل كوكب قطباه المغناطيسيَّان الشمالي والجنوبي،
وشرقه وغربه نسبيَّان حسب اتجاه نجمه التابع له عندما يشرق عليه أو يغرب
عنه. فالاتجاهات الأصلية لكل كوكب - بما فيها كواكبنا التسعة - متغيرة في
المكان ومتغيرة ليلها ونهارها حسب حجم وسرعة الكوكب في فلكه وزمن إطلالة
نجمه فوقه. كما أن سنته متغيرة حسب سرعة دورانه حول نجمه الأم وبعده عنه،
فسنين الكواكب متغيرة الأزمان والفصول. وأخيراً.. العلماء ينبشون قبور ماضي
الكون ولا يرون حاضره المغيب عن تلسكوباتهم، لكنهم يعيدون كتابة وصياغة
تاريخ ماضي الكون من خلال تطور وتعاظم رؤيتهم له. والله اعلي واعلم
======
تاريخ الفلك/كوكب الزهرة بين الشمس والأرض!
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
كوكب الزهرة بين الشمس والأرض! »
مريخ كواكب فيما وراء الشمس
صورة لمراحل عبور الزهرة الأولى عام 2012، ملتقطة من مدينة عمَّان عاصمة الأردن، من قبل الجمعية الفلكية الأردنية.
حدث
غير مسبوق منذ 122 عاما شد انتباه علماء الفلك في كل العالم، وهو مرور
كوكب الزهرة في مداره بين الشمس والأرض، وتمكَّن الكثيرون في معظم أنحاء
العالم من مشاهدته - ماعدا سكان غرب الولايات المتحدة - وهو يبدو يتهادى
كبقعةٍ سوداء فوق وجه الشمس من اليسار لليمين. وعبور كوكب الزهرة في هذا
المجال يتم مرتين كل قرن تقريباً، بينهما 8 سنوات عندما تصبح الشمس والزهرة
والأرض على خط واحد. وآخر مرتين (حتى وقتٍ حديث) كانتا عام 1874 و1882،
وهذا الاقتران ساعد وقتها علماء الفلك في حساب المسافة بين الأرض والشمس،
وحدث ذلك مجدداً في عامي 2004 و2012، لكنه لن يتكرَّر حتى قرنٍ ونصف من
الآن. وتعتبر حادثة العام الماضي ثامن عبورٍ للزهرة في العصر التلسكوبي،
حيث تمكن العلماء من رؤيته في أعوام 1631 و1639 و1761 و1769 و1874 و1882
و2004 و2012.
وفي مدينة نيويورك قام متحف التاريخ الطبيعي الأمريكي بوضع
تلسكوبات عديدة في الحديقة المركزية، مكنت آلاف المواطنين من رؤية هذا
الحدث التاريخي، حيث تقع الشمس بعد طلوعها على شاشة بيضاء فيمكن للمئات
رؤية الزهرة وهو يمر كبقعة سوداء، كما وُزِّعت على البعض نظارات شمسية ترشح
ضوء الشمس المتوهج حتى لا تضرَّ العين وتحجب رؤية الزهرة. وكان علماء
الفلك قد أصدروا تحذيراتٍ بعدم التطلع لوجه الشمس مباشرة بالعين المجردة أو
التلسكوبات العادية لرؤية هذه الظاهرة مباشرة، لأن الشمس بها أشعة تضرُّ
بشبكية العين كالأشعة دون الحمراء التي تحرق الشبكية الرقيقة عندما تقع
عليها، ولا نحس بألم، ويمكن أن نصاب بالعمى. والأشعة فوق البنفسجية التي
تصيب العين تسبب الكالراكت (عتمة العين). لهذا لا يجب النظر إلى الشمس
مباشرة بالنظارات أو التلسكوبات أو كاميرات التصوير التي تجمع أشعة كثيرة
أو بالعين المجردة، ولكن من خلال تلسكوبات خاصة بها مرشحات لضوء الشمس. وقد
شوهد هذا الحدث التاريخي من أفريقيا وأوروبا والعالم العربي، حيث استغرق
العبور بالكامل مدة 6 ساعات و12 دقيقة، بينما كان الجزء الشمالي الشرقي من
الولايات المتحدة وكندا قد رأى نهاية الحدث. وفي الهند نصبت التلسكوبات
الخاصة في مدينة بتاني لرؤية هذه الظاهرة على أيدي المواطنين، وفي جزر
الكناري وُضِعَ تلسكوبان لقياس المسافة بين الشمس والأرض، لكن لم يتوقع
حدوث تغير ملحوظٍ في البيانات الحالية عن هذه المسافة، وفي كوبنهاغن
بالدنمارك أقيم 20 تلسكوباً لتسجيل هذا الحدث. في بريطانيا، اصطفَّت
الجماهير في طوابيرٍ منذ السادسة صباحاً بتوقيت جرينتش لمشاهدة الحدث من
خلال تلسكوبات المرصد الملكي بجنوب شرق لندن. وفي اليابان وتايلاند وهونج
كونج حالت الأمطار والغيوم دون رؤية هذه الظاهرة هناك، وكذلك في ماليزيا
وباكستان والهند وبعض بلدان العالم العربي. وفي الجزء الشرقي من الولايات
المتحدة الأمريكية وزعت النظارات الخاصة لمشاهدة اللحظات الأخيرة من هذه
الزيارة، ففي بوسطن اصطفَّ 500 شخص ليأخذوا دورهم في المشاهدة من خلال
تلسكوب فوق مركز الفيزياء الفلكية بهارفارد.
ويعتبر عبور الزهرة حدثاً
نادراً، لأنه لم يره من قبل أحد الأحياء حالياً حتى عبوري عامي 2004 و2012،
فآخر مرة عبر كوكب الزهرة كانت عام 1882. ومن أسباب ندرة هذا الحدث أن
الأرض والزهرة لا يقعان على مستوى واحد، ولكن حدوث عبور الزهرة يتطلب أن
تقع الشمس والزهرة والأرض جميعاً على خط واحد. والزهرة (venus) مكان غير
مستحب للحياة، به رياح شديدة ومرتفع الحرارة. وكوكب الزهرة في مثل حجم
الأرض تقريباً، لهذا يُطلَق عليه أخت الأرض، حيث أنهما متقاربان جداً
بوزنهما، فلو كان وزنك 70 كيلوجراماً على الأرض سيكون هناك 63 كيلوجراماً.
وتغطيه سحب كثيفة تخفي سطحه عن الرؤية، وتحتفظ بكميات هائلة من حرارة الشمس
داخله. ويعتبر كوكب الزهرة أسخن كواكب المجموعة الشمسية. وهذا الكوكب يشبه
الأرض في البراكين والزلازل البركانية النشطة والجبال والوديان، والاختلاف
الأساسي بينهما أن جوه حارٌّ جداً بحيث لا يسمح بوجود الحياة فوقه، كما
أنه لا يوجد له قمر تابع كما للأرض. متوسط حرارته: 449ْ مئوية. جوه به ثاني
أكسيد الكربون والنيتروجين.
=========
تاريخ الفلك/ المريخ
< تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
مريخ »
الكواكب التسعة كوكب الزهرة بين الشمس والأرض!
كوكب المريخ عبر مقراب هبل، عام 2001.
المريخ
هو الكوكب الرابع في النظام الشمسي، وسمّي بهذا الاسم تيمّناً بإله الحرب
الروماني. مساحته تقدّر بربع مساحة الأرض. له قمران، يسمّى الأول فوبوس
والثاني ديموس. ويمتاز كوكب المريخ بلونه الأحمر بسبب كثرة الحديد فيه.
يعتقد العلماء أن كوكب المريخ كان يحتوي على الماء قبل 4 مليارات سنة،
والذي يجعل فرضية وجود حياة عليه فرضية عاليةً.
محتويات 1 مميزات الكوكب
2 طبوغرافية المريخ
3 أقمار المريخ
4 سطح كوكب
مميزات الكوكب
لطالما
جذب كوكب المريخ الناس بلونه الأحمر وألهب الخيال بما يتحلَّى به هذا
الكوكب من غموض. مقارنة بكوكب الأرض، فللمريخ ربع مساحة سطح الأرض وبكتلة
تعادل عُشر كتلة الأرض. هواء المريخ لا يتمتع بنفس كثافة هواء الأرض، إذ
يبلغ الضغط الجوي على سطح المريخ 0.75% من معدّل الضغط الجوي على الأرض،
لذا، نرى أن المجسّات الآلية التي قامت وكالة الفضاء الأمريكية بإرسالها
لكوكب المريخ، تُغلّف بكُرةِ هوائية لامتصاص الصدمة عند الارتطام بسطح كوكب
المريخ، ولا يستعمل الباراشوت للتقليل من سرعة هبوط المجسّات لانعدام
الهواء. يتكون هواء المريخ بنسبة 95% من أوّل أكسيد الكربون، 3% من
النيتروجين، 1.6% من الأرجون، وجزء بسيط من الأكسجين والماء. في العام
2000، توصّل الباحثون لنتائج توحي بوجود حياة على كوكب المريخ بعد معاينة
قطع من الشهب المتساقطة على الأرض والتي أتت من كوكب المريخ، واستدلّ
الباحثون على هذه الحقيقة بوجود أحافير مجهرية في الشهب المتساقطة. تبقى
الفرضية آنفة الذكر مثاراً للجدل دون التوصل إلى نتيجة أكيدة بوجود حياة في
الماضي على كوكب المريخ.
طبوغرافية المريخ
قمة جبل أوليمبس على المريخ، أعلى قمة في النظام الشمسي بأكمله.
طبوغرافية
كوكب المريخ مذهلة، ففي حين يتكون الجزء الشمالي من الكوكب من سهول الحمم
البركانية، نجد أن الجزء الجنوبي من كوكب المريخ يتمتّع بمرتفعات شاهقة،
وتبدو على المرتفعات آثار النيازك والشّهب التي ارتطمت على تلك المرتفعات.
يغطي سهول كوكب المريخ الغبار والرمل الغني بأكسيد الحديد ذو اللون الأحمر،
وكان الناس على الأرض يعتقدون أن تلك السهول هي مناطق سكن أهل المريخ، كما
كان الاعتقاد السائد أن المناطق المظلمة على سطح الكوكب هي بحار محيطات.
تغطّي سفوح الجبال على الكوكب طبقة من الجليد، ويحتوي جليد سفوح الجبال على
الماء وغاز ثاني أكسيد الكربون المتجمّد. تجدر الإشارة إلى أن أعلى قمّة
جبلية في النظام الشمسي هي قمّة جبل "أوليمبوس" والتي يصل ارتفاعها إلى 27
كم. أمّا بالنسبة للأخاديد، فيمتاز الكوكب الأحمر بوجود أكبر أخدود في
النظام الشمسي، ويمتد الأخدود "جرح المريخ" إلى مسافة 4000 كم، وبعمق يصل
إلى 7 كم.
أقمار المريخ
يدور كل من القمر "فوبوس" والقمر "ديموس"
دورانهما حول الكوكب الأحمر، وخلال فترة الدوران، تقوم نفس الجهة من القمر
بمقابلة الكوكب الأحمر تماماً كدوران القمر لكوكب الأرض تعرّض نفس الجانب
للقمر من مقابلة كوكب الأرض. وبما أن القمر فوبوس يقوم بدورانه حول المريخ
أسرع من دوران المريخ حول نفسه، فنجد أن قطر دوران القمر فوبوس حول المريخ
يتناقص يوماً بعد يوم إلى أن نصل إلى النتيجة الحتمية والداعية بارتطام
القمر فوبوس بكوكب المريخ. أمّا بالنسبة للقمر ديموس، ولبعده عن الكوكب
الأحمر، فنجد أن قطر مدار الكوكب آخذ بالازدياد. تم اكتشاف أقمار المريخ في
العام 1877 على يد "آساف هول"، وتمّت تسميتهم بأسمائهم تيمّناً بأبناء
الإله اليوناني "آريس".
سطح كوكب
تمّ إرسال ما يقرب من 12 مركبة
فضائية للكوكب الأحمر من قِبل الولايات المتحدة والاتّحاد السوفييتي
وأوروبا و[[:w:اليابان|اليابان. رغم ذلك، فإنَّ قرابة ثلثي المركبات
الفضائية فشلت في مهمّتها، إما على الأرض أو خلال رحلتها أو خلال هبوطها
على سطح الكوكب الأحمر. من أنجح المحاولات لإرسال المركبات الفضائية إلى
كوكب المريخ تلك التي سمّيت بـ"مارينر"، و"برنامج الفايكنج"، و"سورفيور"،
و"باثفيندر"، و "أوديسي". قامت المركبة "سورفيور" بالتقاط صور لسطح الكوكب،
الأمر الذي أعطى العلماء تصوراً بوجود ماء، إمّا على السطح أو تحت سطح
الكوكب بقليل. وبالنسبة للمركبة "أوديسي"، فقد قامت بإرسال معلومات إلى
العلماء على الأرض والتي مكّنت العلماء من استنتاج وجود ماء متجمّد تحت سطح
الكوكب في المنطقة الواقعة عند 60 درجة شمال القطب الجنوبي للكوكب.
في
العام 2003، قامت وكالة الفضاء الأوروبية بإرسال مركبة مدارية وسيارة تعمل
عن طريق التحكم عن بعد، وقامت الأولى بتأكيد المعلومة المتعلقة بوجود ماء
جليد وغاز ثاني أكسيد الكربون المتجمد في منطقة القطب الجنوبي لكوكب
المريخ. تجدر الإشارة إلى أن أول من توصَّل إلى تلك المعلومة هي وكالة
الفضاء الأمريكية، وأن المركبة الأوروبية قامت بتأكيد المعلومة لا غير.
باءت محاولات الوكالة الأوروبية (إيسا) بالفشل في محاولة الاتصال بالسيارة
المصاحبة للمركبة الفضائية، وأعلنت الوكالة رسمياً فقدانها للسيارة الآلية
في فبراير من نفس العام. لحقت وكالة الفضاء الأمريكية الرّكب بإرسالها
مركبتين فضائيَّتين، وكان فرق الوقت بين المركبة الأولى والثانية 3 أسابيع،
وتمكنت السيارات الآلية الأمريكية من إرسال صور مذهلة لسطح الكوكب، وقامت
السيارات بإرسال معلومات إلى العلماء على الأرض تفيد - بل تؤكّد - على وجود
الماء على سطح الكوكب الأحمر في يوم ما.
==========
ت اريخ الفلك/مقدمة تاريخية
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
مقدمة تاريخية »
التقويم
كتاب تاريخ الفلك
المؤلف دكتور أحمد محمد على عوف
معلومات الكتاب
الباب مقدمة تاريخية
معلومات الصفحة
هذه الصفحة مقدمة
المكتبة مكتبة العلوم الفيزيائية
تقييم كتب مختارة
دائرة البروج المصرية القديمة.
في
مصر القديمة وبلاد الرافدين كانت المعارف قد دونت للحاجة العملية لها.
فالرصد الفلكي أدى لظهور التقويم لتنظيم مواسم الزراعة والحصاد. وكانت
للحضارة الإغريقية سمة الفلسفة التأملية فيما وراء الطبيعة (الميتافزيقيا)،
والفليسوف الإغريقي طاليس (Thales)، وتبعوه وقالوا أن الأرض قرص يطفو فوق
الماء وتدور في دائرة ولا تدور حول الشمس ولكن تدور حول كرة نار مركزية، هي
مركز الكون. وقال بعده الفليسوف الإغريقي فيثاغورث (Pythagoras) أن الأرض
كروية. لكن في الإسكندرية، قام الفلكي المصري بطليموس بوضع خريطة للسماء
وضع عليها مواقع الكواكب والنجوم المعروفة وقتها، ووضع الأرض كمركز للكون.
وبصفة عامة لم تتقدم العلوم في الإمبراطورية الرومانية. وأفلت المدارس
الإغريقية وأغلقت عام 529م، بسبب إنتشار المسيحية التي فرضتها روما علي
معظم بلدان العالم القديم التابعة لها في مصر واليونان وآسيا الصغري والشام
وأجزاء من جنوب أوروبا. وظلت الأمور كذلك منذ عام 500م ولمدة تسعة قرون
حتى عام 1400م، ظهرت خلالها الحضارتان الإسلامية والصينية. وهاتان
الحضارتان كانتا حضارتين متفردتين ومنعزلتين عن الغرب. فالصينيون القدماء
برعوا في الفلك. فرصدوا مستعراً أعظم (انفجار نجم) بسديم السرطان سنة
1054م. وقد رسمت أقدم خريطة للنجوم في الصين عام 940م. وفي العالم الإسلامي
انتشرت الحضارة الإسلامية حتي بلغت إسبانيا بالعصور الوسطى. وفي الفلك نجد
العرب قد رصدوا النجوم الساطعة ووضعوها علي الخرائط الفلكية وأطلقوا عليها
الأسماء العربية التي ما زالت تستعمل حتي اليوم، كنجوم الدبران والطاسر
والذنب. وفي الكيمياء اخترعوا طرقاً لصنع الفلزات من المعادن واختبروا
جودتها ونقاوتها. وأطلقوا مصطلحات منها كلمة الكيمياء (alchemy) والقلوي
(alkali). وطوَّروا علم الفيزياء، ومن أشهر الفيزيائيين العرب ابن الهيثم
وهو مصري نشر كتاب المناظر في البصريات والعدسات والمرايا وغيرها من
الأجهزة التي تستخدم في البصريات. ورفض فكرة انبعاث الضوء من العين, لكنه
أقرَّ بأن العين تبصره عندما تقع أشعة الضوء من الوسط الخارجي عليها. وهذا
ما نعرفه حالياً. وبعدما ترجم التراث العربي لللغات الأوربية ولا سيما بعد
اختراع جوهانزبرج الطباعة، فطبعت النسخ من هذا التراث وشاعت العلوم العربية
وأمكن الحصول عليها هناك بسهولة ويسر. غاليليو غاليلي يعرض تلسكوبه على
الناس.
وبعد ظهور وباء الطاعون (الموت الأسود) سنة 1347م، تأخر التقدم
العلمي في أوروبا زهاء قرنين حتي سنة 1543م، عندما نشر كتاب له دلالة كبرى
في الفلك كان بعنوان "في دورات الكرات السماوية" (De Revolutionibus Orbium
Coelestium) للفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكس، حيث رفض فيه فكرة أن الأرض
مركز الكون كما وضعها بطليموس في القرن الأول ق.م في كتابه المجسطي، والذي
ترجمه العرب. كما بيَّن كوبرنيكس – أيضاً - أن الأرض والكواكب الأخرى تدور
حول الشمس. ومنعت الكنيسة الكاثوليكية كتابه من التداول لمدة قرنين بل
كفرته رغم صحة ما قاله. لكن في العقد الأول من القرن 17 ثبتت صحة كوبرنيكس،
ولا سيما بعد اختراع التلسكوب، حيث استخدمه جاليليو جاليلي ليكون أول شخص
يرى أقماراً تدور حول كوكب المشتري، ورأى وجه القمر ورسمه بالتفصيل. كما
رأى كوكب الزهرة يتضاءل وهو يدور حول الشمس. واتهم جاليليو وكوبرنيكس
اللذان صححا كثيراً من المفاهيم الفلكية بالهرطقة. وهذا ما جعل جاليليو
يتراجع عن أفكاره.
مسبار مارينر-2 الأمريكي، أحد مسابير الفضاء الرائدة في استكشاف الكواكب.
لكن
كان أعظم إنجازات العلم في القرن 17، عندما استطاع الفيزيائي والرياضي
الإنجليزي إسحاق نيوتن عام 1665م وضع نظريات عن طبيعة الضوء والجاذبية
الكونية التي اعتبر أنها تمتد في كل الكون، وأن كل الأشياء تنجذب لبعضها
بقوة معروفة، والقمر مشدود في مداره بسبب الجاذبية التي تؤثر علي حركة المد
والجزر بالمحيطات فوق الأرض. وفي عصر التنوير (The Age of Enlightenment)
كان نيوتن قد بين بالقرن 18 أن الطبيعة (الوجود) محكومة بقوانبن أساسية
تجعلنا ننهج المنهج العلمي، وهذا ما حرَّر علماء هذا القرن وجعلهم يقتربون
من الطبيعة، لأن الاكتشافات حررتهم من أسر السلطة الدينية وأفكار وحكمة
الكتابات القديمة والتي لم تخضع للتجارب. وهذا التوجه العقلاني والعلمي
أدخل العلم في عصر السببية (الأسباب) "Age of Reason" أو ما يسمى بعصر
التنوير "Age of Enlightenment" حيث طبَّق علماء القرن 18 بشدة الفكر
العقلي والملاحظة الواعية والتجارب لحل المسائل المختلفة. وفي علوم الأرض
نجد القرن 19 قد شهد تطوراً كبيراً، حيث قدر عمر الأرض بما بين 100,000 سنة
ومئات الملايين من السنين. وفي الفلك مع التطور الهائل في الأجهزة
البصرية، تحقَّقت اكتشافات هامة. ففي عام 1801 لوحظت المذنبات ومدار كوكب
أورانوس الشاذّ. فلقد توقع لفلكي الفرنسي جيان جوزيف ليفرييه (Jean Joseph
Leverrier) أن كوكبا مجاور لأورانوس يؤثر علي مداره، وفد استخدم الحسابات
الرياضية لمعرفة ذلك. وقد قام العالم الفلكي الألماني جوهام جال (Johann
Galle) في عام 1846 بمساعدة العالم ليفرييه باكتشاف كوكب نبتون. وكان
الفلكي الإيرلندي وليام بارسونز (William Parsons) أول من شاهد شكل المجرات
الحلزونية فيما وراء نظامنا الشمسي، عن طريق التلسكوب العاكس العملاق
(وقتها) عام 1840.
وفي سنة 1900 توصل الفيزيائي الألماني ماكس بلانك
(Max Planck) لنظرية الكم (quantum theory) التي بيَّنت كيف أن الجسيمات
دون الذرية تكون الذرات، وكيف أن الذرات تتفاعل معاً لتكوين المركبات
الكيميائية. وبعده جاء ألبرت آينشتين (Albert Einstein) وأعلن نظريتي
النسبية العامة والخاصة. وفي سنة 1934 توصل العالم الفيزيائي الإيطالي –
الأمريكي إنريكو فيرمي (Enrico Fermi) لكيفية ارتطام نيترون بذرات العناصر
بما فيها عنصر اليورانيوم، وبدون تدخل أي شحنات كهربائية. ففي هذه التجارب
اتَّحدت النيترونات مع أنوية اليورانيوم، ممَّا أحدث انشطاراً نووياً أسفر
عن تحرر طاقة نووية هائلة. والعلماء في الفيزياء عرفوا أن الذرات تتكون من
12 جسيم أساسي كالكواركات (quarks) واللبتونات (leptons). وهذه الجسيمات
الأساسية تتحد معاً بطرق مختلفة مكونة مختلف المواد المعروفة لنا. فالتطور
في فيزياء الجسيمات (particle physics) له صلة بالتقدم العلمي في علم
الكون. حيث بين عام 1920 عالم الفيزياء المريكي إدوين هبل (Edwin Hubble)
أن الكون يتمدد. وحالياً، يؤمن العلماء في نظرية الانفجار الكبير (Big Bang
Theory) حيث ولد الكون منذ 13 بليون سنة من انفجار كبير، ولا زالت نهاية
الكون مثار جدلٍ حتى الآن.
ومنذ سنة 1950 انهالت الاكتشافات والأحداث
الفضائية والأقمار الصناعية. وأرسلت روسيا سبوتنيك أول قمر صناعي عام 1957
للفضاء. وفي نفس العام كان يوري جاجارين الروسي أول من يدور به حول الأرض.
وفي سنة 1969 هبط أول إنسان أمريكي فوق القمر. وأرسلت أمريكا ما بين سنتي
1960 و1970 مسابر مارينر الفضائية لاستكشاف كواكب عطارد والزهرة والمريخ.
وقد نجحت هذه المسابر في التمهيد للوصول لبقية الكواكب بالمجموعة الشمسية.
واستخدمت أمريكا مكوكات الفضاء، واكتشفت التلسكوبات ولا سيما التلسكوبات
العملاقة فتوغل من خلالها لأعماق الكون. فرأى ما لم يره بشر من قبل من
مجرات عملاقة وبلايين النجوم. واستطاع من خلال تقنياته المتطورة إرسال
مركبات ومسابر فضائية جُهِّزت بأحدث ماتوصل إليه العلم الحديث. ووصل
الإنسان في النصف الثاني من القرن العشرين للقمر وتجاوز فيه إسار جوه
المحيط بالأرض، لينطلق في عصر الفضاء لأول مرة في تاريخ البشرية.
=============
تاريخ الفلك/المنظومة الشمسية
= تاريخ الفلك
« كتاب تاريخ الفلك
المنظومة الشمسية »
حجارة ستونهنج الكواكب التسعة
كواكب المجموعة الشمسية.
كان
يطلق الإغريق على الشمس "Helios"، والرومان كانوا يطلقون عليها "sol".
وكانت بداية تكوُّن المنظومة الشمسية منذ 4.6 بلايين سنة كسحابة غازية
دوارة، ومع الوقت بردت السحابة وتجمَّعت لتكون أجساماً كبيرة مكونة الكواكب
الأولية، وما تبقَّى من مواد كوَّنت المذنبات والأجسام الفضائية التي
تتجول في صمت بين أنحاء المجموعة الشمسية. وبالصدفة بعد 100 مليون سنة سخنت
كرة الغاز وسط السحابة بشدة وانفجرت انفجاراً نووياً شديداً، لتولد منها
الشمس كنجم أشبه بأي نجم له سيرة حياة نهايتها الموت. وتعتبر الشمس نجماً
من بلايين بلايين النجوم في الكون. وكل ما يحتويه جسمك من كيماويات ابتداءً
من الكالسيوم في عظامك حتى الزنك في شعرك قد تكونت في قلوب النجوم
المستعرة طوال 12 بليون سنة. والضوء يقطع بلايين السنين ليصلنا من النجوم
للأرض، وليعطينا مؤشّراً عن حجم النجم ووزنه ومكوناته الكيماوية وعمره من
خلال هذا الضوء النجمي الوافد.
والأقدمون لاحظوا حركات الكواكب التي
كانت تُرَى من فوق كوكب الأرض بالليل، وهذه الكواكب بخلاف الشمس وغيرها من
النجوم لا ينبعث منها الضوء مباشرةً لأنها تسطع، حيث تعكس كالمرايا ضوء
الشمس. وتعتبر الشمس نجماً في مركز المجموعة الشمسية، تدور حولها كل
الكواكب. وسطح هذه الكرة النارية المتوهجة علي الدوام درجة حرارتها 5,500
درجة مئوية، وقلبها يصل درجة حرارة 15,6 مليون درجة مئوية. والشمس حجمها
كبيرٌ أكبر من حجم الأرض لدرجة يمكنها أن تستوعب أكثر من مليون أرض
بداخلها، وهي تدور حول نفسها دوراناً مغزلياً حول محور مركزيّ كما يحدث في
الكواكب من حولها، لكن هذا الدوران ليس بالسهولة أو الانسيابية التي تدور
بها الأرض حول نفسها. وتقع أنشطة البقع الشمسية فوق الشمس عندما تتقاطع
غازاتها معاً أثناء دورانها معها، والشمس دورانُها ليس دوراناً انسيابياً
كدوران الأرض، لأن الشمس ليست كتلة صلبة، لهذا غازات القطبين الشمسيَّين
تدور بسرعات متفاوتةٍ بالنسبة للغازات حول خط الاستواء، ممَّا يجعل الحقول
المغناطيسية بهما تنحرف, وهذا يسبب انحرافات مغناطيسية تظهر كبقع شمسية
داكنة فوق سطح الشمس. وهذا التعقيد في الحقل المغناطيسي شديد بدرجة تجعله
ينكمش، ويجعل القطبين الشمالي والجنوبي يتبادلان مكانَيهما. وتتكرر هذه
العملية بصفة مستمرة، ويطلَق عليها دورة الشمس، والدورة الكاملة تستغرق 22
سنة. والسفر للشمس مستحيل مهما كانت شدة تحمل المركبات للحرارة العالية،
وعدم استطاعة الوصول إليها ليس بسبب شدة الحرارة فقط، ولكن بسبب الرياح
الشمسية حولها الشديدة جداً لدرجة تُغيَّر من مسار أي مركبة تقترب من الشمس
لشدة هذه الرياح. والشمس لشدة جاذبيتها جعلت الكواكب في مكانها تدور حول
مركز الشمس.
وتتكون المجموعة الشمسية من الشمس (النجم الوحيد في
مجموعتنا الشمسية)، وتدور حولها 9 كواكب، حيث يدور حولها أكثر من 100 قمر
وعددٌ لا حصر له من الأجسام الصغيرة كالكويكبات والمذنبات. وتوجد جميعها في
الوسط بين الكواكب، الذي نطلق عليه تجاوزاً الفضاء، مكونة المنظومة
الشمسية. والمجموعة الشمسية تنقسم لقسمين: قسم داخلي يحتوي الشمس وكواكب:
عطارد والزهرة والأرض وقمرها والمريخ.
قسم خارجي يحتوي الكواكب الخارجية: المشتري وزحل وأورانوس ونبتون.
مذنب هيل بوب، أحد أشهر المذنبات التي مرَّت بجانب الأرض في العقود الأخيرة.
وبصفة
عامة محيطات دوران هذه الكواكب حول الشمس بيضاوية تقريباً، ما عدا زحل
وبلوتو، فمحيطاهما تقريباً دائريَّان. لكن كل المحيطات التي تدور فيها
الكواكب حول الشمس كلها في مستوى واحد، ويُطلَق عليها مسار الشمس
(ecliptic)، ما عدا الكوكب القزم بلوتو فهو ينحرف قليلاً عن هذا المستوى،
وكل هذه الكواكب تدور في اتجاه واحد باتجاه عكس عقارب الساعة.
وهناك
الكويكبات (asteroids) وهي عبارة عن أجسام صخرية صغيرة داخل النظام الشمسي،
وتدور حول الشمس، ولا سيما بين كوكبي المريخ والمشتري، وفي أماكن أخرى
وحول الشمس ذاتها. وأما المذنبات فهي عبارة عن أجسام جليدية، تأتي من خارج
المجموعة الشمسية أو تخرج منها، ومداراتها طوبلة جداً ومنتشرة بطريقةٍ غير
منظَّمة ومبعثرة داخلها. وبعض المذنبات تنتهي بالفشل، بحيث لا يمكن تفرقتها
عن الكويكبات. وهناك الأقمار التابعة للكواكب التي تدور حول كوكبها الخاص
بها كما يفعل قمر الأرض، ومحيط دورانها في مستوى دوران الكواكب، وأحجامها
مختلفة. وهناك أقمار عديدة أكبر من كوكب بلوتو، وقمران أكبر من كوكب عطارد.
وهناك أقمار تصطدم بها الكويكبات التي تُحدِث بها فوهات وندوب وحفر.
نظرة عامة
كان
الفلكيون القدماء مشغولين بمحيط الفضاء منذ آلاف السنين، فلاحظوا نقاطاً
مضيئة تتجوَّل بين النجوم في السماء، فأطلقوا عليها الكواكب السيارة.
وأطلقوا عليها أسماءً رومانية هي: Mercury (عطارد): معناه بالرومانية رسول
الآلهة.
Venus (الزهرة): معناها بالرومانية إله الحب والجمال.
Mars (المريخ): معناه إله الحرب.
Jupiter (المشتري): معناه ملك الآلهة.
Saturn (زحل): معناه أبو جوبتر وإله الزراعة.
وقد لاحظ الفلكيون القدماء الكويكبات والشهب التي لها ذيل متوهّج وهي تتهاوى، وأطلق عليها العرب النجمة أم ذيل.
وكان
القدماء يعتقدون أن الأرض مركز الكون، وكل النجوم بما فيها الشمس تدور
حولها. لكن العالم كوبرنيق في القرن 16 أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن
الأرض والكواكب في مجموعتنا الشمسية تدور في محيطاتها حول الشمس، ولم
يصدّقه علماء الفلك حتى جاء نيوتن ووضع قوانين الحركة. وقد تبدو الأرض لنا
أنها مكان جميل وكبير، بينما الواقع أن كوكب المشتري أثقل منها بـ317 مرة
وكوكب زحل يكبرها وزناً 95 مرة. ورغم كبر هذه الكواكب نجد الشمس تضمُّ
وحدها 99,98% من كتلة المجموعة الشمسية لشدة جاذبيتها، والشمس تكبر الأرض
بحوالي 109 مرات في الحجم. بعد اختراع التلسكوب (المقراب) اكتشفت ثلاثة
كواكب في المجموعة الشمسية، هي كوكب أورانوس (عام 1781) وكوكب نبتون (عام
1864) وكوكب بلوتو (عام 1930، قبل إعادة تصنيفه ككوكب قزم). كما اكتشفت
آلاف الأجسام صغيرة الحجم كالمذنبات والكويكبات.
يطلق على الكواكب
الأربعة القريبة من الشمس (عطارد والزهرة والأرض والمريخ) اسم الكواكب
الأرضية، لأنَّ لها صخوراً علي سطحها، وهذه الكواكب الأربعة الصخرية التي
يطلق عليها الكواكب الأربعة الأرضية صغيرة نسبياً ومكونة من نفس المواد
الموجودة فوق الأرض. وأما الكواكب الأربعة فيما وراء مدار المريخ (وهي
المشتري وزحل وأورانوس ونبتون) فيطلق عليها الكواكب العملاقة الغازية،
لأنها كواكب غازية لا توجد فوقها أرض صلبة لنقف فوقها. وتصنف الكواكب أيضاً
حسب خواصها الطبيعية، فالكواكب الأربعة الأرضية - عطارد والزهرة والأرض
والمريخ - يطلق عليها الكواكب الكواكب الداخلية، لأن مداراتها تقع قريباً
من الأرض وضمن نطاق حزام الكويكبات حول الشمس، وهي ثقيلة وصغيرة الحجم
وصخرية القشرة وجامدة، وفي قلبها مصهورات معدنية (ما عدا عطارد، فجوه غازي
تتسرَّب منه العناصر الخفيفة لقلَّة قوة جاذبيته). وهذا هو عكس الكواكب
العملاقة الغازية التي تقع وراء حزام الكويكبات، والتي يطلق عليها الكواكب
المشترية (Jovian planets)، فكلُّها أحجامها وكتلها كبيرة جداً، لكن
كثافتها قليلة، ويعتبر المشتري أثقل الكواكب مجتمعة: فكتلته أثقل من الأرض
318 مرة وحجمه أكبر من حجمها 1,300 مرة، ممَّا جعل كثافته أقل وتعادل ربع
كثافة الأرض. وزحل كتلته تعادل 95 مرة وزن الأرض، وكثافته أقل من كثافة
الماء التي تعادل 1 جم/ سم3. فالكواكب المشترية الغازية العملاقة جوها كثيف
ويتكون من الهيدروجين ومركباته والهيليوم، وتتكون هذه الكواكب من غازاتٍ
وسوائل وليس فيها ماء، ولها حلقات حولها وأقمار عديدة، وهذه الحلقات مكونة
من غازات الهدروجين والهيليوم وجليد ماء والأمونيا والميثان وأول أكسيد
الكربون. ويقع الكوكب القزم بلوتو على حافة المنظومة الشمسية، وكان يعتبره
الكثيرون في الماضي مذنباً كبيراً لا كوكباً، لأن مكوناته أشبه بمكونات
المذنب الذي يتكون عادة من جليد وصخور، لكن مداره يختلف تماماً عن مدارات
المذنبات وبقية الكواكب. وقد كان بلوتو - قبل إعادة تصنيفه ككوكب قزم -
أبعد الكواكب التسعة وأصغرها، لكنه مغطى بالجليد الصلب بنسبة أكبر من
الكواكب الأرضية
الأربعة.
الكواكب الأرضية (الداخلية) الأربعة بنسب أحجامها الطبيعية لبعضها البعض، من اليمين إلى اليسار: المريخ، الأرض، الزهرة، عطارد.
كما
أن هذه الكواكب الأرضية يطلق عليها الكواكب السفلى أو الكواكب الداخلية،
لأن مداراتها تقع بين حزام الكويكبات والشمس، والكواكب العملاقة الغازية
يطلق عليها الكواكب العليا لأن مداراتها خلف حزام الكويكبات. والكواكب
الأرضبة الأربعة - عطارد والزهرة والأرض والمريخ - تشبه الأرض في أحجامها
ومكوناتها الكيماوية وكثافتها، لكن فترة دورانها حول نفسها متراوحة. فبينما
نجد المريخ والأرض يدوران حول نفسيهما دورة كاملة كل 24 ساعة، نجد الزهرة
يدور حول نفسه في 249 يوماً.
والكواكب العملاقة الغازية - كالمشتري وزحل
وأورانوس ونبتون - نجدها أكبر حجماً من الكواكب الأرضية، وغلافها الجوي
سميك وغازي، وكثافتها أقل، ومدة دورانها حول نفسها تتراوح ما بين 10 ساعات
للمشتري و15 ساعة لنبتون. وهذا الدوران السريع يتسبب في تفلطح القطبين
بنسبة 2% -10%، ممَّا يجعل الكوكب بيضاوياً أكثر منها كروياً.
قمر أوروبا التابع للمشتري، تغطّي سطحه قشرة جليدية تبلغ سماكتها كيلومترات عدة، ويعتقد أن ثمة محيطاتٍ دافئة تبع تحتها.
وتقريباً
كل كوكب - وبعض الأقمار - لها غلاف جوي محيط بها. فغلاف الأرض الجوي يتكون
أساساً من الأكسجين والنيتروجين وثاني أكسيد الكربون. وجو كوكب الزهرة به
نسبة عالية وكثيفة من غاز ثاني أكسيد الكربون، وآثار من الغاز السام ثاني
أكسيد الكبريت، ممَّا يصعب الحياة به. بينما جو كوكب المريخ به غاز ثاني
أكسيد الكربون بنسبة قليلة. لكن كواكب زحل وأورانس ونبتون بها نسبة عالية
من غازي الهيدروجين والهليوم. وعندما يقترب كوكب بلوتو القزم من الشمس
يترقرق جوه، وعندما يبتعد عنها في مداره يتجمد وينكمش ويسلك كالمذنب. ولو
زُرتَ كوكباً من الكواكب التسعة سيختلف عمرك ووزنك فوقه، لأن لكل كوكب
جاذبيته الخاصة وسنينه وأيامه التي تختلف مدتها من كوكب لآخر، كما أنه
يختلف في ضغطه الجوي وطول مداره حول الشمس وجاذبيته وحرارته ومكونات جوه
وكثافته.
ويوجد أكثر من 100 قمر يدور حول الكواكب
المختلفة في مجموعتنا الشمسية، وهي تتراوح في حجمها بين أجسام أكبر من
قمرنا إلى أجسام صغيرة. وكثير من هذه الأقمار قد اكتشفتها المركبات
الكوكبية الفضائية وصوَّرتها. وبعضها لها جو محيط كقمر تيتان حول زحل،
وأخرى جوها عبارة عن مجالات مغناطيسية كقمر جانيميد حول كوكب المشتري، الذي
يعتبر من أكثر الأقمار نشاطاً بركانياً في المجموعة الشمسية. وسطح القمر
أوروبا حول كوكب المشتري متجمد، بينما قمره غنيميد يشهد - كما يبدو في
الصور - حركة في الصفائح الجليدية بسطحه. وبعض الأقمار الكوكبية عبارة عن
مذنبات أسرتها جاذبية الكوكب نفسه، واعتبرت أقماراً تابعة لكواكبها، كقمري
فوبوس وديموس حول المريخ، وأقمار حول كوكب المشتري، وقمر فوب حول كوكب زحل،
وأقمار كوكب أورانوس الجديدة، وقمر كوكب نبتون نيريد.
فمنذ
عام 1610 وحتى عام 1977 كان يُظَنُّ أن كوكب زحل هو الكوكب الوحبد الذي له
حلقات حوله. لكن حالياً نعرف أن كواكب المشتري وأورانوس ونبتون كلها لها
نظام حلقي، رغم أن كوكب زحل أكبر هذه الكواكب الحلقية. ومكونات هذه الحلقات
تختلف، وتتفاوت أجسامها في الحجم من الغبار إلى الصخور والكتل الجليدية.
ومعظم الكواكب لها مجالات مغناطيسية تمتدُّ في الفضاء حول كل كوكب، وهذه
المجالات تدور مع دوران الكوكب نفسه، لتكنس معها الجسيمات المشحونة حوله.
والشمس لها أيضاً مجالها المغناطيسي حولها، والذي يجذب كل المجموعة الشمسية
بداخله.
============
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق