موقف من طلق واكتشف أنه علي غير حقيقة كيف يفعل؟ قلت المدون
-يصحح القاضي الخطأ بالتفريق حالا ثم ترد الي الأصل بعد عدة 3 حيضات او 3 أشهر قمرية
-أو تمتنع من الأثنين حتي تضع حملها ثم تُخيَّر لمن ترجع بعقد جديد ومهرٍ جديد..
-والا اعتدت منه ثم في آخر العدة تخير بين الزوج الأول-كصاحب حق- وبين أن يُفرق بينهما وتقام الشهادة علي كل الحدث وتحدث اجراءات زواج جديد لأي من تختار حتي تكون البداية نقية لواحد فقط
= وجوب انصياع الناس جميعا لدين الله في أصغر التكاليف وأعظمها ومنها شرعة الطلاق المنزلة في سورة الطلاق5هـ
= وكيف يتعامل المسلمون ويفرقون بين تقاسم جزئيات شرعة الطلاق في السورتين البقرة2هـ والطلاق5هـ
1. باتباع قواعد الطلاق بينهما في ضوء المنسوخ من جزئيات التشريعين فسورة الطلاق5هـ لاحقة في نزولها علي سورة البقرة5هـ يعني سورة الطلاق ناسخة لجل أحكام الطلاق الموجودة بسورة البقرة2هـ
فتشريع سورة البقرة2هـ تم نسخ قاعدته المؤسسة سابقا علي ترتيب أحداثه بقاعدة كلية هي:
التلفظ بالطلاق ثم عدة الإستبراء ثم التسريح
وتبديلها بقاعدة كليةهي:
تبدأ بعدة الإحصاء ثم الإمساك أو الطلاق ثم التفريق ثم الإشهاد
= وتصرف الناس إزاء نظرة السلف والخلف لمسائل الطلاق خاصة التي تجدرت أوتادها في قلوب السالفين وورَّثُوها لخلفهم من المسلمين
التصرف بإختصارهو الإنصياع لله ورسوله وسيبقي من يدافع عن الباطل بحجة أفقه وأعلم فالله هو من يجب له النصرة ورسوله شاء من شاء وأبي من أبي وهذا العلم بسطه الله لكل عباده لكنه سبحانه هو من يهدي من عباده من يشاء للفهم ولا جغرافيا لمن يكون الهدي؟ { ولكن الله يهدي من يشاء }
...........................
= وهنا تظهر قضية هي: لمن تجب التبعية والإنصياع هل لله ورسوله في هيئة النصوص المنزلة قرانا وسنة صحيحة أم تصدير ما يقال عن فهم السلف للدين الحنيف؟؟ وقد علمنا من حادثة سليمان وداود عليهما وعلي نبينا الصلاة والسلام أن الله الواحد هو الذي يمتن علي بعض عباده بفهم ما يشاء من المسائل ويمنع من يشاء من ذلك ثم لدينا نور وبرهان ساطع منزَّل في كتاب الله من ذلك قوله تعالي: قال تعالي { وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ{قلت المدون هذا دليل عام} لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاستبقوا الخيرات==
{قلت ومن الخيرات اتباع منهجه جَلَّ وعلا في سورة الطلاق خاصة بعد ثبوت نسخ جُلِ أحكام طلاق سورة البقرة}
{قلت ومن الخيرات اتباع منهجه جل وعلا في سورة الطلاق خاصة بعد ثبوت نسخ جُلِّ أحكام طلاق سورة البقرة}
== إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48) وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49)/سورة المائدة}
*************
وما هي مساند الإعاقة لدينا في تفعيل مآخذهم لفهمهم للآيات والسنة الأصح في حدود الكم الوافر من الأدلة –المتبعثرة في صدور الفقهاء بحكم انعدام وجود فهارس للمصادر المتعين فيها جزئيات الشريعة الغراء لموادها الفقهية لديهم
-قلت المدون إن هدي الله هو الهدي وما من تكليف في شرع الله الا وله عند الله حجة وبرهان ولا تبتأس بمن يسارع في الإعراض والبعد عن الحق المبين فكل أحكام الحق مفصلة بدرجة تكليف الله لعبادة{قال تعالي لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها/سورة الطلاق}
-والله تعالي الذي لم يكلف نفسا بقدرٍ فوق قدرتها-لن يسائلها إلا علي قدرتها في كل مناحي قدرتها الفعلية
*وقد يعتبر بعض من يشك .. أن هذه دعوة للإعراض عن بعض الاحاديث حاشا لله وحاشا لرسوله بل هي دعوة للإلتزام بنصوص القران والسنة[ الأصح] لأن القران قد حفظه الله بعهد لا يمكن أن يدرج في متنه حرف زيادة ولا يمكن أن ينقص من متنه نقطة في حرف في كل المصحف واستقر عهد الله علي هذا الشأن ولو اجتمعت أمم الضلال لتغيره أو تحريفه فلن يمكنهم ذلك ومثل ذلك السنة الأصح
لكن بدت مسائل الادراج او التحريف او التدليس او التصحيف او قلة الحفظ او اضطراب الضبط او الاتقان او كل علل المتون في محفوظات السنة المطهرة الدخيلة عليها متناسبة في القدر والكم مع قدر وكم تجاوزات الحفاظ في حفظهم وتفاوت ما بينهم في درجات العدالة والتوثيق والحفظ والأمانة والضبط في النقل والرواية بينهم ولا مناص من مواجهة هذا الواقع المؤلم
لكن حل هذا لا يمكن أن يكون بتجنيب السنة والإعراض عنها فهي: أي السنة الصحيحة { جزء أصيل من الشريعة المنزل من عند الله لا يمكن الاعراض عن بعضه او كله الا ما عرفنا انه ضعيف او موضوع او مدرج او مدلَس او مضطرب او محرف او مروي بالاجمال او الايجاز او المعني او التصور والفهم دون اللفظ او الاختصار او الاضطراب او معارضة الثقة لمن هو اوثق منه او الشذوذ او النكارة وكل ذلك حذَّر منه النبي صلي الله عليه وسلم في قول مختصر قائلا {نضَّرَ الله عبدًا سَمِع مقالتي فوعاها، فبَلَّغها مَن لَم يَسْمعها، فرُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فِقْه لا فِقْهَ له، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ المؤمن: إخلاص العمَل لله، والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة؛ فإنَّ دعوتهم تكون من ورائهم} } والفرق بين النص القراني والحديثي في وسيلة النقل هو أن القران نُقل الينا عن طريق جبريل الملك أما نص الحديث النبوي فهو حق لا مراء فيه لكن ناقليه عن النبي صلي الله عليه وسلم بشر يجري عليهم ما يجري علي الناس من حفظ واتقان او خلط ونسيان لذلك حذر النبي صلي الله عليه وسلم من نقل الحديث إلا كما سمعه السامع لا يزيد عليه ولا ينقص منه
وقد جلبت بيانا وافيا من مقالة بموقع
الالوكة هذا نصها والحدبث بنصه هو حديث "نضر الله امرأ" رواية ودراية :
قال
تعالي ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا
تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102.
فهذا
تخريج مُوَسَّع لحديث متواتر وهو: نضَّرَ الله عبدًا سَمِع مقالتي...الحديث وقد رواه جَمْعٌ من أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -
عنه، منهم:
-1 عبدالله
بن مسعود./ 2- أنس بن مالك. 3- زيد بن ثابت./ 4- عبدالله بن عمر./ 5- جبير بن مطعم./ 6- النعمان بن بشير./ 7- معاذ بن جبل./ 8- أبو قرصافة (جندرة بن خيشنة الليثي)./
9- جابر بن عبدالله. 10- عمير بن قتادة الليثي./ 11- سعد بن أبي وقاص./ 12- أبو هريرة./ 13-
أبو الدرداء./ 14- أم المؤمنين عائشة.15- زيد بن خالد الْجُهَني./ 16- أبو سعيد الخدري./ 17- ربيعة بن عثمان./
18-
شيبة
بن عثمان./ 19- بشير بن سعد والد النعمان./ 20- عبدالله بن عباس.
فذاك
عشرون صحابيًّا يَرْوون هذا الحديث وله ألفاظ عِدَّة، منها:
< نضَّرَ
الله عبدًا سَمِع مقالتي فوعاها، فبَلَّغها مَن لَم يَسْمعها، فرُبَّ حامل فِقْه
إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فِقْه لا فِقْهَ له، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ
المؤمن: إخلاص العمَل لله، والنصيحة لولاة الأمر، ولزوم الجماعة؛ فإنَّ دعوتهم
تكون من ورائهم
...........................
ومنها: نضَّرَ الله وجْهَ امرئ سَمِع مقالتي
فحمَلها، فرُبَّ حامل فِقْه غير فقيه، ورُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه،
ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله - تعالى - ومُناصحة وُلاة
الأمر، ولزوم جماعة المسلمين
ومنها:
((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فوَعَاها وحَفِظها وبَلَّغها، فرُبَّ حامل فِقْه
إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاصُ العمل لله، ومناصحة
أئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ الدَّعْوة تُحيط من ورائهم .
ومنها:
((نضَّر الله عبدًا سَمِع مقالتي، فحَفِظها ووعَاها وأدَّاها، فرُبَّ حامل فِقْه
غير فقيه، ورُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ
مسلم: إخلاصُ العمل لله، والنصيحة للمسلمين، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط من
ورائهم
وهذا
الحديث قد صحَّ من رواية ابن مسعود، رواها سماك بن حرْب عن عبدالرحمن بن عبدالله
عن أبيه به؛ أخرجَها أحمد (4157)، والترمذي (2657)، وابن ماجه (232)، وابن أبي حاتم (1/ 1/9)، وأبو يعلى (5126، 5296)، وابن حِبَّان (69)، والبيهقي في "المعرفة" (1/ 3)، والرامَهُرْمُزي في "المحدث الفاصل" (6، 7)، والخليلي في "الإرشاد" (2/ 699)، وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم" (1/ 40)،
والخطيب في "الموضح" (2/ 294) من رواية سماك وعبدالرحمن بن عابس، كلاهما
عن عبدالرحمن بن عبدالله عن أبيه، وإسناده حَسَنٌ.
وصحَّ
من حديث زيد بن ثابت، رواها أحمد في الْمُسند والزهد، وابن ماجه، والدارمي، وابن
أبي عاصم في السُّنة والزهد، وابن حِبَّان والطبراني، وابن عبدالبر من رواية
شُعْبة عن عمر بن سليمان عن عبدالرحمن بن أَبَان بن عثمان عن أبيه، به. قلتُ:
إسناده صحيح.
وصحَّ
عن غيرهما،وسيأتي تخريجه قريبًا مُفَصَّلاً بعد ذِكْر فوائد الحديث، وهو خبرٌ مُتواتر؛
كما في "الأزهار المتناثرة"؛ للسيوطي، و"نظم المتناثر"؛
للكتاني.
وللحديث
ألفاظ مُتقاربة لذات المدلول والمعنى:
الأول:
حديث ابن مسعود حسن صحيح:
له
طريقان عنه:
الأول
عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود عن أبيه، يرويها عنه اثنان: سماك بن حرْب،
وعبدالملك بن عمير، وكلاهما ثِقة عن ثِقة.
وأمَّا
الرواة عن سماك، فهم: شُعْبة، وحَمَّاد بن سَلَمة، وإسرائيل، وعلي بن صالح،
وكلُّهم ثِقَات.
وأمَّا
الرواة عن عبدالملك، فهم: السُّفيانان، وهُرَيْم بن سفيان، وجعفر بن زياد، وكلُّهم
ثِقَات. وما دونهم ثِقَات مشاهير.
الثاني:
حسن غريب:
فهو
من رواية عبدالله بن محمد بن سالِم الْمَفْلُوج القزاز، ثنا عُبَيدة بن الأسود عن
القاسم بن الوليد عن الحارث العُكْلِي (ابن يزيد) عن إبراهيم النخعي عن الأسود عن
ابن مسعود.
أخرجه
أبو يعلى، والطبراني في "الأوسط"، وإسناده حسن،
وله طريقٌ ثالث ذَكَره صاحب "تاريخ أصبهان" (1/ 229)، حدَّثنا
عبدالله بن محمد، ثنا عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا عُبيدالله بن معاذ، ثنا
أبي عن محمد بن طلحة عن زُبَيْد عن مُرَّة عن عبدالله بن مسعود، قال: خَطَب رسول
الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في هذا المسجد مسجد الْخَيْف، فقال: ((نضَّر الله
امْرأً سَمِع مقالتي هذه، فحَفِظها حتى يبلغ غيره، فرُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو
أفقه منه، ورُبَّ حامل فِقْه غير فقيه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ امرئ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة
الأمر، ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تُحيط من ورائهم)). والحديث: أخرجَه أحمد (1/
436، رقم 4157)، والترمذي (5/ 34، رقم 2657)، وقال: حَسَن
صحيح، وابن حِبَّان (1/ 268، رقم 66)، والبيهقي في "شُعب الإيمان" (2/ 274، رقم 1738)،
وأخرجَه أيضًا البزَّار (5/ 382، رقم 2014)، والشاشي (1/
314، رقم 275)، وابن عَدِي (6/ 462، ترجمة 1942 مهران بن أبي عمر الرازي .
الثاني:
حديث أنس بن مالك:
أخرجَه
ابن عساكر (27/ 60)، وأخرجَه أحمد
(3/ 225، رقم 13374)، وابن ماجه (1/ 86، رقم 236)، الضياء (6/ 307، رقم 2329)،
والبيهقي في "الشُّعَب " (7514)، وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم وفضله" (1/ 42)،
وأخرجه بنحوه ابن عبدالبر (1/ 42)، وأخرجه بنحوه
الطبراني في "الأوسط" (9440)، وابن عَدِي في "الكامل" (4/ 1584)، إذًا فقد رواه عن أنس خمسة، هم: محمد بن عَجْلان، رواه ابن عمرو
في جُزئه (136)، قال: حدَّثنا محمد بن مسلم بن وَارَة، ثني محمد بن موسى بن
أَعْيَن، ثنا أبي عن خالد بن أبي يزيد عن عبدالوهاب بن بُخْت عن محمد بن عجلان عن
أَنَس قلتُ: هذا إسناد صحيح، رجاله ثِقَات محمد بن موسى بن أَعْيَن صَدُوق، وأبوه
ثِقَة، وخالد بن أبي يزيد ثقة، "وقَع وهْمٌ للعباد في خالد بن أبي يزيد؛ إذ
قال ابن بديل: لَم أقفْ على ترجمته، فليتنبَّه، إنما هو ابن أبي يزيد".
ورواه
أيضًا عُقبة بن وسَّاج عن أنس، رواه أبو نُعيم في مسند أبي حنيفة، وابن عبدالبر في
جامعه، والضياء في "المختارة"، وأبو عمرو
الأصبهاني في "جزئه" من طريق عبدالجبار بن عاصم النسائي، ثني هانئ بن
عبدالرحمن بن أبي عَبْلة عن إبراهيم بن أبي عَبْلة، ثنا عقبة، به، رجاله ثِقَات
عدا هانئ؛ فقد وثَّقه ابن حِبَّان، وقال: يغرب، فهو صالِح في الشواهد.
ورواه
عبدالرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن أنس، رواه الطبراني في "الأوسط"،
والأطرابلسي في جزئه، وتَمام في فوائده من حديث عطَّاف بن خالد، ومحمد بن شُعيب بن
شابور، عنه.
قلتُ:
إسناده ضعيف؛ لضَعف عبدالرحمن بن زيد بن أسلم.
ورواه
عبدالوهاب بن بُخْت عن أنس، رواه أحمد، وابن ماجه، وابن عبدالبر، وأبو بكر
الزُّهْري، وابن فاخر الأصبهاني، من حديث مُعَان بن رفاعة، ثني ابن بُخْت عن أنس،
قلتُ: مُعَان ليِّنُ الحديث، يُخالف، وقد خُولِفَ كما سَبَق.
ورواه
من طريق ابن سيرين عن أنس أبو نُعيم في مسند أبي حنيفة، وإسناده واهٍ؛ فيه بَشير
بن زاذان، قال ابن مَعين: ليس بشيءٍ.
والخلاصة: الحديث صحيح عن أنس من طريق خالد بن
أبي يزيد عن عبدالوهاب بن بُخْت عن محمد بن عَجْلان عن أنس، وقال الألباني: صحيح
لغيره.
الثالث:
حديث زيد بن ثابت:
رواه
الإمام أحمد في مُسنده (21590)، هو في "الزهد" للمصنِّف ص33، وأخرجه تامًّا ومُقطعًا ابن أبي عاصم في "السُّنة" (94)، وفي
"الزهد" (163)، وابن حِبَّان (67)، والخطيب في
"الفقيه والمتفقه" (2/ 71)، وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم وفضْله" (1/ 39) من طريق يحيى بن سعيد، بهذا
الإسناد.
*وأخرجَه
تامًّا ومقطعًا الدارمي (229)، وأبو داود (3660)، وابن ماجه
(4105)، والترمذي (2656)، والطحاوي في "شرْح مُشكل الآثار"
(1600)، وابن حِبَّان (68)، والطبراني في
"الكبير" (4890) و(4891)،
والرامَهُرْمُزي في "المحدث الفاصل" (3) و(4)، والبيهقي في "الشُّعَب" (1736)، والخطيب في
"شرف أصحاب الحديث" (24)، وابن عبدالبر (1/ 38 - 39) من طُرق عن شُعبة،
به.
وأخرجَه
البيهقي (1737)، من طريق جَهْضَم بن عبدالله اليمامي، عن عمر بن سليمان، به،
وأخرجَه ابن ماجه (230)، والطبراني في "الكبير" (4924) من طريق ليث بن أبي سُلَيْم، عن يحيى بن
عَبَّاد، عن أبيه، والطبراني في "الكبير" (4925) من طريق ليْث، عن محمد بن وهب، عن
أبيه، والطبراني في "الأوسط" (7267) من طريق إبراهيم بن أبي عَبْلة،
وابن عبدالبر (1/ 39) من طريق ليْث، كلاهما عن محمد بن عَجْلان، عن أبيه، ثلاثتُهم
عن زيد بن ثابت، وليْث سيِّئ الْحِفظ.
وله
شاهدٌ دون قصة الصلاة الوسْطى من حديث ابن عباس عند الرامَهُرْمُزي (9)، والطبراني
(11690)، وإسناده ضعيف، واقتصرَ الطبراني على القطعة الثالثة.
ويشهد
للقطعة الأولى والثانية حديثُ أنسٍ برقْم (13350).
وللقطعة
الثالثة حديث أنسٍ عند الترمذي (2465)، وإسناده ضعيف.
قوله: "وهي الظهر"، قال السندي:
مُقْتضى الأحاديث أنَّها العصر، وعليه الجُمْهور.. من طريق: شُعبة، حَّدثنا عمر بن سليمان، من ولد
عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - عن عبدالرحمن بن أَبَان بن عثمان، عن أبيه، أنَّ زيدَ
بن ثابت، خرَج من عند مروان نحوًا من نصف النهار؛ الحديث.
قلتُ:
وهذا إسناد صحيح؛ عمر بن سليمان ثقة؛ وثَّقه يَحيى وأبو حاتم، وعبدالرحمن بن
أَبَان وثَّقه النسائي وابن حِبَّان، وهو ثقة.
الحديث
الرابع: حديث ابن عمر:
رواه
الطبراني في "مسند الشاميين" (508)، والبغدادي في "تاريخ
بغداد" (10/ 330) من طريق سُوَيْد بن سعيد، ثنا الوليد بن محمد الموقري، ثنا ثور بن
يزيد عن نافع عن ابن عمر، به.
قلتُ:
إسناده واهٍ عِلَّته الوليد بن محمد أجْمعوا على تَرْكه، وقد ذَكَر الدارقطني في
"العِلَل" أنَّ صوابَه عن أبي نوفل عن نافع عن ابن عمر، رواه عنه الحسن
بن أبي جعفر، (قلتُ: ضَعَّفوه)، وقد رَوى عن
سعيد بن عبدالعزيز عن نافع، به، رواه عنه عمر بن سعيد التنوخي، (قلتُ: ساقطُ الحديث، لا يُحْتَجُّ به)،
فثَبَت أنَّه عن ابن عمر ضعيف.
وذَكَره
الخليلي في كتابه "الإرشاد" (2/ 479) ترجمة أبي علي النيسابوري، قال: أبو علي الحسين بن علي بن يزيد
النيسابوري الحافظ الكبير، إمام في وقتْه مُتَّفق عليه، تلمَذَ عليه الْحُفَّاظ،
وارْتَحَل إلى العراقَيْن، والشام، ومصر، أدْرَك أبا خليفة، وابن قُتيبة
العسقلاني، وأبا عبدالرحمن النسائي، وأقرانَهم، كَتب عن قريب من ألْفي شيخ،
ولُقِّب في صباه بالحافظ، وتوفِّي سنة تسعٍ وأربعين وثلاثمائة، سمعتُ الحاكم يقول:
لستُ أقول تعصُّبًا؛ لأنه أستاذي، ولكنِّي لَم أرَ مثلَه قطُّ، وقال ابن المقرئ
الأصبهاني: أدعو له في أدبار الصلوات؛ لأني كنتُ أتبعه في شيوخ الشام ومصر؛ حتى
حصلتُ على ما أرويه.
سمعتُ
مَن يحكي عنه، قال: دخلتُ الكوفة، فدققتُ على ابن عُقْدة بابَه، فقال: مَن؟ فقلتُ:
أبو علي النيسابوري الحافظ، فلمَّا دخلتُ عليه ذاكَرَني، وقال: أنت الحافظ؟ قلتُ:
نعم، قال: لعلَّك تَحفظ ثيابَك، فلمَّا رجعتُ من الشام، لقيتُه فذاكَرَني، ثم قال:
أنت والله اليوم أبو علي الحافظ، قد غلبْتَني، سمعتُ الحاكم يقول: سمعتُ أبا علي
الحافظ يقول: أخطأ أبو بكر بن أبي داود السجستاني على المنذر بن الوليد الجارودي
في روايته عنه عن أبيه عن الحسن بن أبي جعفر الجفري، عن أيوب عن نافع عن ابن عمر
عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نضَّر الله امرأً))، وليس هذا من حديث أيوب، إنَّما هو عن أبي نوفل
عن نافع، والعجب أنَّه يتبعه بإسناده على أبي نوفل عن نافع؛ ا.هـ.
الحديث
الخامس: حديث جُبير بن مطعم:
رواه
الإمام أحمد، وأخرجَه ابن ماجه مُختصرًا (231)، وابن أبي حاتم
في "الْجَرْح والتعديل" (2/ 10 - 11)، وابن حِبَّان في "المجروحين" (1/ 4 - 5)، والحكم (1/ 87) من طريق يَعْلى بن عُبيد الطَّنَافِسي،
بهذا الإسناد.
وأخرجَه
مُطوَّلاً ومُختصرًا الدارمي (1/ 74 - 75)، وابن ماجه
(231)، والطحاوي في "شرْح مشكل الآثار" (1601)، وابن أبي حاتم في "الجرْح
والتعديل" (2/ 10)، والطبراني في "الكبير" (1541)، والحاكم (1/ 87)،
والقُضَاعي في "مُسند الشهاب" (1421)، والخطيب في "شرف أصحاب
الحديث" (25)، وابن عبدالبر في "جامع بيان العلم" ص47 من طُرق عن ابن إسحاق، به.
وأخرجَه
مُطوَّلاً ومُختصرًا كذلك ابنُ ماجه (231) و(3056)، والفاكهي في "أخبار مكة" (2604)، والطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (1602)، والطبراني في "الكبير" (1542) من طريق ابن نُمَيْر،
وأبو يوسف في "الخراج" (9 - 10)، كلاهما عن ابن إسحاق، عن عبدالسلام بن أبي
الجنوب، عن الزُّهْري، به.
وهو
الأشْبه فيما ذَكَر الدارقطني في "العِلل" (4/ ورقة 104)، قلتُ: وعبدالسلام متروك الحديث.
وأخرجَه
ابن عبدالبر في "جامع بيان العلم" ص48 من طريق القُدامي، عن مالك بن أنس، عن الزهْري، به.
وقال:
القُدامي ضعيف، وله عن مالك أشياء انفرَدَ بها لَم يُتَابع عليها.
ومدار
الحديث على:
1- رواية
الزهْري رواها عنه اثنان: عبدالسلام بن أبي الجنوب وهو مَتروك، ورواه صالح بن
كَيْسَان عنه أخرجَه الحاكم في "مُستدركه"، حدَّثنا أبو محمد عبدالله بن إسحاق بن إبراهيم العدل
ببغداد، ثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم القاضي، وحدَّثنا أبو الحسن أحمد بن محمد
العنبري من أصْل كتابه، وسأله عنه أبو علي الحافظ، ثنا عثمان بن سعيد الدارمي،
قالا: ثنا نُعَيْم بن حَمَّاد، ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كَيْسان عن الزهْري
عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه جُبير، به، ورواه الطبراني (1544)، حدَّثنا
يَحيى بن عثمان بن صالح، ثنا نُعيم بن حَمَّاد، ثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن
كَيْسان عن الزهْري عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه، به.
قلتُ:
إسناده حَسَن، والحديث صحيح لغيره عنه.
2- عمرو
بن أبي عمرو عن أبي الحويرث عبدالرحمن، رواه عنه اثنان: ابن إسحاق، وإسماعيل بن
جعفر، روى الأولى الطبراني (1534)، حدَّثنا محمد بن عبدالله الْحَضْرَمي، ثنا
عُقبة بن مُكْرَم، ثنا يونس بن بُكير، ثنا محمد بن إسحاق عن عمرو بن أبي عمرو عن
محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه، ورواه الحاكم من طريق الإمام أحمد (1/ 118)،
حدَّثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي عن ابن إسحاق، حدَّثني عمرو بن أبي عمرو
مَوْلَى المطَّلِب عن عبدالرحمن بن الحويرث عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه،
ورواه البزَّار في "مسنده"، وأخبرَنا محمد
بن منصور الطوسي، قال: أخبرَنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن
إسحاق، وحدَّثني عمرو بن أبي عمرو عن أبي الحويرث عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن
أبيه.
ورواه
الدارمي في سُننه (227)، أخبرنا سليمان بن داود الزَّهْراني، أنا إسماعيل هو ابن
جعفر، ثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبدالرحمن بن الحويرث عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن
أبيه، به، ورواها النسائي (227)، أخبرَنا سليمان بن داود الزَّهْراني، أنا إسماعيل
هو ابن جعفر، ثنا عمرو بن أبي عمرو عن عبدالرحمن بن الحويرث عن محمد بن جُبير بن
مُطعم عن أبيه، به.
وللزُّهْرى
مُتابعات أخرى، رواها ابن فاخر (395) (57)، حدَّثنا أحمد
بن زيد بن هارون القزاز بمكة، قال: حدَّثنا إبراهيم بن المنذر، قال: حدَّثني ابن
وهب، قال: حدَّثني يزيد بن عِيَاض عن ابن شهاب عن محمد بن جُبير بن مُطعم عن أبيه.
ورواها
ابنُ حيَّان في "طبقات المحدِّثين" (624)، حدَّثني ابن الجارود، قال: ثنا أحمد
بن مهدي، قال: ثنا أبو يَعْلى محمد بن الصَّلْت، قال: ثنا عيسى بن يونس عن سُفيان
بن عُيينة عن ابن سعد عن الزُّهْري، عن محمد بن جُبير بن مُطعم، عن أبيه، والحديث
بهذه الطُّرق ثابتٌ صحيحٌ عن ابن جُبير.
دراسة
المتابعات عن الزهْري:
أولاً:
صالِح بن كَيْسان ثِقَة:
وقد
تكلَّم الحافظ ابن حجر على هذا الطريق - في موافقة الخبر الخبرَ - ما مُحصله أنَّ
فيه مخالفة لرواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن ابن إسحاق عن عبدالسلام بن
أبي الجنوب عن الزُّهْري، ورجَّحها؛ لقوَّة معرفة يعقوب بحديث أبيه.
قلتُ:
على هذا الكلام مآخذُ؛ إذ يُمكن القول بأنه لا مُخالفة، فقد يكون للشيخ راوِيان
للحديث، ولا سيَّما وقد صرَّح ابن حَمَّاد بالسماع منه.
الثاني:
أنَّ ابن عَدِي قد تتبَّع شذوذَ نُعيم، ثم قال بعدها: وعامَّة أحاديثه مستقيمة،
ولَم يذكرْ له مُخالفة عن إبراهيم بن سعد.
الثالث:
قد توبِع صالِح بن كَيْسان من طريق زياد بن سعد التالي.
ثانيًا:
ابن سعد - وهو زياد - ثِقة من رجال البخاري، والإسناد إليه صحيحٌ.
رواه
ابن حيَّان في "طبقات المحدِّثين" (624)، قال حدَّثنا
ابن الجارود، قال: ثنا أحمد بن مهدي قال: ثنا أبو يَعْلى محمد بن الصَّلْت، قال: ثنا
عيسى بن يونس عن سُفيان به.
ابن
الجارود: هو أحمد بن علي بن الجارود، قال أبو الشيخ (502): أبو جعفر أحمد بن علي
بن الجارود من كِبار مشايخنا ممن صَنَّفَ الْمُسند والشيوخ، وعَنَى به من
الْحُفَّاظ، ومن أهْل المعرفة وممن عَنَى بالحديث.
أحمد
بن مهدي: هو ابن رُسْتم، وثَّقه أبو نُعيم، وابن أبي حاتم وغيرُهما، وقال أبو
الشيخ: أبو جعفر أحمد بن مهدي بن رُسْتم توفِّي سنة اثنتين وسبعين ومائتين، لعَشر
مَضَيْنَ من شهر رمضان، وكان ذا مالٍ كثيرٍ، فخَرَج فأنفقَه كلَّه، ذَكَر ثلاثمائة
ألف أو نحوه، وكان مُتقنًا ثَبْتًا، حكى الجارودي الحافظ، قال: ما رأيتُ أثْبتَ من
أحمد بن مهدي، وقال محمد بن يحيى بن مَنْدَه: لَم يُحَدِّث مُذْ أربعين سنة ببلدنا
أوثقُ من أحمد بن مهدي.
أبو
يَعْلى محمد بن الصَّلْت: وثَّقه أبو زُرعة وأبو حاتم، ورَوى له البخاري في الصحيح.
عيسى
بن يونس: هو ابنٌ لأبي إسرائيل، مُجمَع على ثِقته.
ثالثًا:
يزيد بن عِيَاض وهو كذَّاب.
أمَّا
حديث عمرو بن أبي عمرو، فهو ثقة عن أبي الحويرث عبدالرحمن بن معاوية صَدُوق،
وثَّقه ابن مَعِين، ورَوى عنه شُعبة والثوري، وقوَّاه أحمد؛ فالحديث عنه حَسَنٌ.
والحديث
بجملته صحيحٌ عن جُبير بن مُطعم.
الحديث
السادس: حديث النعمان بن بشير:
رواه
الحاكم في "مُستدركه" (297): سمعتُ أبا العباس محمد بن يعقوب غير مرَّة،
يقول: حدَّثنا إبراهيم بن بكر المروزي ببيت المقدس، حدَّثنا عبدالله بن بكر
السَّهْمي، حدَّثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن سماك بن حرْب، عن النعمان بن بَشير، به.
ورواه
الرامَهُرْمُزي في "المحدث الفاصل".
8- حدَّثنا
موسى بن زكريا، ثنا شيبان بن فروخ، ثنا أبو أُمَيَّة بن يَعْلى، ثنا عيسى بن أبي
عيسى الْخَيَّاط، عن الشَّعْبي، قال: خطبَنا النعمانُ بن بَشير، به.
وأبو
عمرو الأصبهاني في "جزئه" (43): حدَّثنا محمد بن مسلم بن وَارَة،
حدَّثني محمد بن يزيد بن سِنَان، حدَّثنا محمد بن عبدالله عن عطاء بن عَجْلان
الحنفي عن نُعيم بن أبي هند عن الشَّعْبي، قال: سمعتُ النعمان بن بَشير يقول،
فذَكَره.
وابن
حكيم الْمَدِيني في "جزئه" (37): حدَّثنا محمد بن مسلم بن وَارَة، حدَّثني محمد بن يزيد بن سِنَان،
حدَّثنا محمد بن عبدالله عن عطاء بن عَجْلان الحنفي عن نُعيم بن أبي هند عن
الشَّعْبي، قال: سمعتُ النعمان بن بَشير يقول على منبر الكوفة، فذَكَره.
قلتُ:
أمَّا أسانيد الحديث من طريق الشَّعْبي عن النعمان بن بَشير، فهي واهية؛ ففي
الطريق الأول عند الرامَهُرْمُزي عيسى بن أبي عيسى الخيَّاط، أجمعوا على تَرْكه.
أبو
أُمَيَّة بن يَعْلى: هو إسماعيل بن يَعْلى، ضَعيف، ضعَّفه أبو حاتم، وابن مَعِين،
والدارقطني وغيرُهم، موسى بن زكريا التُّسْتَري مَتروك.
وفي
الطريق الثاني والثالث عطاء بن عَجْلان، أجمعوا على تَرْكه.
أمَّا
أفضلُ أسانيده، فهو إسناد الحاكم رِجاله ثِقات مُتَّصِل، لولا جهالةُ حال إبراهيم
بن بكر المروزى؛ فقد ترجَمه الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق"، وذَكَر روايته
عن جَمْع من الثِّقات، ولكنه ما رَوى عنه سوى أبي العباس الأصم الحافظ، وأبو حامد
الحسنوي النيسابوري، وقد صحَّح الحاكم الحديثَ، ووافَقَه الذهبي، وهو صحيح
لِغَيْره.
وذَكَر
الخطيب البغدادي (2/ 66): حدَّثنا الحسن بن علي الجوهري قراءةً عن محمد بن العباس، قال:
حدَّثنا محمد بن القاسم الكوكبي، أنبأَنا إبراهيم بن عبدالله بن الْجُنيد، قال:
قلتُ ليحيى بن مَعِين: "محمد بن كثير كوفي؟ قال: ما كان به بأْسٌ، قَدِم فنزَل، ثم عند نَهْر كرخايا، قلتُ: إنه رَوى
أحاديثَ مُنكرات؟ قال: ما هي؟ قلتُ عن إسماعيل بن أبي خالد مَقالتي فبَلغها".
وبهذا
الإسناد مرفوعًا: ((اقرأ القرآنَ ما نَهاك، فإذا لَم يَنهْك، فلستَ تقرؤه))، فقال:
مَن رَوى هذا عنه؟ فقلتُ: رجلٌ من أصحابنا، فقال عيسى: هذا سَمِعه من السِّنْدي بن
شَاهَك، وإنْ كان الشيخ رَوى هذا، فهو كذَّاب، وإلاَّ فإني قد رأيتُ حديثَ الشيخ
مستقيمًا.
ومحمد
بن كثير: قال أبو داود عن الإمام أحمد، خرقْنا حديثَه، وقال البخاري: كوفي مُنكر
الحديث، وقال الدُّوري عن ابن مَعِين: شيعي ولَم يكنْ به بأْسٌ، وقال ابن الْمَدِيني: كتبنا عنه عجائبَ،
وخَططتُ على حديثه، وقال ابن عَدِي: الضَّعف على حديثه بَيِّنٌ، وقال أبو داود عن
أحمد أيضًا: يُحَدِّث عن أبيه أحاديثَ كلَّها مقلوبة.
الحديث
السابع: حديث معاذ بن جبل:
رواه
الطبراني في "الكبير، والأوسط" (6781، 7953، 16581)، ورواه بن عساكر (42/ 103)، وأبو نُعيم في
"الحلية" (9/ 308)، والقُضَاعي في
"مسند الشهاب" (1422) كلُّهم من طريق عمرو بن واقد، ثنا يونس بن
مَيْسرة بن حَلْبَس عن أبي إدريس عن معاذ، به.
قلتُ:
عمرو بن واقد أجمعوا على تَرْكه.
الحديث
الثامن: حديث أبي قرصافة:
رواه
الطبراني في "الصغير" (300)،
و"الأوسط" (3072): حدَّثنا بِشْر بن موسى الغَزِّي بغزة، حدَّثنا أيوب
بن علي بن الهيثم، حدَّثنا زياد بن سَيَّار، عن عَزَّة بنت عِيَاض، عن جَدِّها أبي
قِرْصَافة: جنْدَرَة بن خَيْشَنَة الليثِي - رضي الله عنه - قال: فذَكَره.
ورواه
ابن عساكر في "مُعْجمه" من طريق الطبراني (250): أخبرنا جعفر بن عبدالواحد بن محمد بن محمود
بن أحمد بن محمود بن عبدالله بن إبراهيم، أبو الفضل الثقفي الأصبهاني في كتابه
إلينا من أصبهان، أبنا أبو بكر محمد بن عبدالله بن إبراهيم بن ريذة الأصبهاني،
أبنا أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، قال: ثنا بِشْر بن موسى
الغَزِّي بغزة، ثنا زياد بن سَيَّار عن عزَّة بنت عِيَاض عن جَدِّها أبي قِرْصَافة
جنْدَرَة بن خَيْشَنَة، به، ورواه ابن الحطاب في مشيخته (1): أخبرنا أبو الحسن
محمد بن الحسين بن السري النيسابوري بمصر، أخبرنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري،
حدَّثنا بِشْر بن موسى بن بِشْر الغَزِّي، حدَّثنا أيوب بن علي بن هَيْصَم
الكناني، حدَّثنا زياد بن سَيَّار، أخبرتني عزَّة بنت عِيَاض بن أبي قِرْصَافة عن
جَدِّها أبي قِرْصَافة.
ورواه
النِّعَالي في "جزئه" (23): حدثنا أبو عمرو عثمان بن عمر بن خفيف
الدَّرَّاج، ثنا أبو العباس الفضل بن المهاجر بن جعْشُم ببيت المقدس، ثنا محمد بن
هارون بن حسَّان المصري، ثنا أيوب بن علي، قال: سمعتُ زياد بن سَيَّار يُحَدِّث عن أبي قِرْصَافة مثلَه.
ورواه
البغدادي في "المتفق والمفترق" (284): أخبرنا محمد بن عبدالله بن شهريار
الأصبهاني، أخبرنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، حدَّثنا بِشْر بن موسى
الغَزِّي، حدَّثنا أيوب بن علي بن هَيْصَم، حدَّثنا زياد بن سليمان عن عزَّة بنت
عِيَاض عن جَدِّها أبي قِرْصَافة جنْدَرَة بن خَيْشَنَة الليثي - رضي الله عنه -
قال: قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: ((نضَّر الله سامِعَ مقالتي فوَعَاها
فحَفِظها، فرُبَّ حامل عِلْم إلى مَن هو أعلم منه، ثلاثة لا يغلُّ عليهنَّ القلبُ:
إخلاص العمل لله، ومناصحة الولاة، ولزوم الجماعة))، قال سليمان: لا يُرْوَى عن أبي
قِرْصَافة إلا بهذا الإسناد.
ورجال
إسناده:
أولاً: بشر بن موسى الغَزِّي ثِقة نَبيل،
وأيوب بن علي بن الْهَيْصَم، قال أبو حاتم: شيخٌ؛ فهو حَسَن الحديث عنده وزياد بن
سَيَّار قال ابن حبَّان: أحاديثه مستقيمة إذا رَوى عنه ثِقة، وهو مَوْلَى أبي جنْدَرَة،
وعزَّة بنت عِيَاض بن أبي جنْدَرَة: مَجهولة لَم يَرْوِ عنها إلاَّ زياد بن
سَيَّار، والحديث حَسَنٌ لغيره.
الحديث
التاسع: حديث جابر بن عبدالله:
رواه
الطبراني في "الأوسط" (5292): حدَّثنا محمد بن موسى البربري، قال:
حدَّثنا عبدالرحمن بن صالح الأزدي، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج
عن أبي الزبير عن جابر، به.
ورواه
عبدالكريم الأصبهاني في "أخبار أصبهان" (1856): حدَّثنا أبو إسحاق بن
حمزة، والقاضي محمد بن أحمد، قالا: ثنا محمد بن عُبيدة بن يزيد "أبو عبدالله"، ثنا سليمان بن
عمرو بن خالد، ثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر،
مثله، ورواه أبو نُعيم في تاريخ أصبهان، حدَّثنا أبو إسحاق بن حمزة، والقاضي محمد
بن أحمد، قالا: ثنا محمد بن عُبيدة بن يزيد "أبو عبدالله"، ثنا سليمان
بن عمرو بن خالد، ثنا يحيى بن سعيد الأموي عن ابن جريج عن أبي الزبير عن جابر، قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - وهو بالْخَيْف من مِنًى يقول: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي، فوعَاها
حتى يُبلغها مَن لَم يَسمعْها، فرُبَّ حامل فِقْه...))؛ الحديث، (1/ 306).
قلتُ:
إسناده حَسَنٌ؛ لوجود سليمان بن خالد، قال عنه ابن حبَّان: أحاديثه مستقيمة،
وذَكَر ابن أبي حاتم، وقال عن أبيه: كتبت عنه؟ قال: نعم.
الحديث
العاشر: حديث عُمير بن قتادة الليثي:
رواه
الطبراني في "الأوسط" (7004): حدَّثنا محمد بن نصر القطان الهمداني، ثنا
هشام بن عمَّار، ثنا شهاب بن خِرَاش عن العوَّام بن حَوْشَب عن مجاهد عن عُبيد بن
عُمير عن أبيه، به، وقال: لا يُروى هذا الحديث عن عُمير بن قتادة الليثي إلاَّ
بهذا الإسناد، وتفرَّد به هشام بن عمَّار.
ورواه
في "الكبير" بنفس الإسناد برقْم (13576).
قلتُ:
إسناده حَسَنٌ رجِاله ثِقات.
محمد
بن نصر القطَّان، قال الخطيب: هو عندهم صَدُوق، وقال الذهبي: صَدُوق رحال، هشام بن
عمار: صدوق، شهاب والعوام ثِقتان، عُبيد بن عمير بن قتادة بن سعد: مُجْمع على ثِقته، وأبوه صحابي.
الحديث
الحادي عشر: حديث سعد بن أبي وقاص:
رواه
الطبراني في "الأوسط" (7020): حدَّثنا محمد بن حَمَّاد الجوزجاني، ثنا
سعيد بن عبدالله "أبو صالح الهمداني"، ثنا أبو معاذ
النحوي، ثنا حاتم بن إسماعيل عن بُكَيْر بن مِسْمَار: لا أعلمه إلاَّ عن عامر بن
سعد عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نضَّر الله عبدًا
سَمِع مقالتي فوَعَاها، فرُبَّ حامل فِقْه وهو غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن
هو أفقه منه...))، لا يُرْوَى هذا الحديث عن سعد إلاَّ بهذا الإسناد، تفرَّد به
أبو معاذ النحْوي.
قلتُ:
إسناده ضعيف؛ لجهالة محمد بن حَمَّاد الْجَوْزَجَانِي، وأبو معاذ النحْوي اسمُه
الفضل بن خالد، مَجهول لَم يوثِّقه إلاَّ ابن حِبَّان.
ورواه
ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (20/ 283): قرأتُ على أبي القاسم زاهر بن طاهر عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو
عبدالله الحافظ، ثنا أبو سعيد بن أبي حامد إملاءً في منزلنا، وهو عبدالرحمن بن
أحمد بن حمدويه المؤذِّن، ثنا أحمد بن زيد بن هارون القزاز بمكة سنة ثلاثمائة، ثنا
إبراهيم بن الْمُنذر الْحِزَامي، ثنا إبراهيم بن مهاجر بن مِسْمار عن عامر بن سعد
بن أبي وقَّاص عن أبيه، قال: وقَفَ عمر بن الخطاب بالجابية، فقال: رَحِم الله
عبدًا سَمِع مقالتي فوَعَاها، أما إني رأيتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم
- وقَف في ناسٍ كقيامي فيكم، ثم قال: ((احفظوني في أصحابي، ثم الذين يلونهم، يقولها ثلاثًا، ثم يَكْثُر
الهرجُ والكَذبُ، ويَشْهد الرجل ولا يُسْتَشهد، يَحلف الرجل ولا يُسْتَحلف، فمَن
أراد بحبوحة الجنة، فعليه بالجماعة؛ فإنَّ الشيطان مع الفذِّ وهو من الاثنين أبعد،
لا يَخْلونَّ رجلٌ بامرأة فإنَّ ثالثهما الشيطان، ومَن سَرَّتْه حسنة وساءَتْه
سيِّئة، فهو مؤمن))، وإسناده ضعيف؛ إبراهيم بن مهاجر بن مِسْمار ضعيف.
الحديث
الثاني عشر: حديث أبي هريرة:
رواه
الخطيب البغدادي (4/ 337)، أخبرنا ابن الْجُنَيد، أخبرنا أبو العباس أحمد بن
عجلويه بن عبدالله الكَرجي قراءةً عليه، حدَّثنا عبدالرحمن بن أبي حاتم، أخبرنا
أبي، حدَّثنا يَحيى بن الْمُغيرة، حدَّثنا الْحَكم بن بَشير عن عمرو بن قَيْسٍ
الْمُلائِي عن زُبَيْد عمَّن ذَكَره عن أبي هريرة أنَّ النبي - صلَّى الله عليه
وسلَّم - قال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فحَفِظها، حتى يُبلغها عنِّي،
فرُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فِقْه وهو غير فقيه)).
قلتُ:
إسناده مُنقطِع، رجاله ثِقات.
الحديث
الثالث عشر: حديث أبي الدرداء:
رواه
الدارمي.
230 - أخبرنا
يحيى بن موسى، ثنا عمرو بن محمد القرشي، أنا إسرائيل عن عبدالرحمن بن زُبَيْد
اليامِي عن أبي العجلان عن أبي الدرداء، قال: خطبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم - فقال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع منَّا حديثًا، فبلَّغه كما سَمِعه،
فرُبَّ مُبَلغ أوْعَى من سامع، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ امرئ مسلم: إخلاص العمل
لله، والنصيحة لكلِّ مسلم، ولزوم جماعة المسلمين؛ فإنَّ دعاءَهم مُحيطٌ من ورائهم))؛
ا .هـ.
قلتُ: إسناده ضعيف؛ عِلَّته عبدالرحمن بن
زُبَيْد اليامِي مَجهول لَم يوثِّقه إلاَّ ابن حِبَّان، "قال العبَّاد: مُنْكر الحديث، قاله البخاري، وهو
وهْمٌ؛ إنما قاله في يَحيى الراوي عنه".
أبو
العجلان وثَّقه العجلي، وابن حِبَّان، وقال الحافظ: مَقبول.
عمرو
بن محمد العَنْقَزِي القرشي ثِقة مَشهور، "قال العبَّاد: لا أعرفه".
الحديث
الرابع عشر: حديث أم المؤمنين عائشة:
رواه
الخطيب البغدادي في "المتفق والمفترق" (758)، أخبرني الحسن
بن الحسين بن العباس النِّعَالي، قال: ذَكَر أبو سعيد أحمد بن محمد بن رُمَيْح
النَّسَوِي أنَّ صالح بن محمد بن رُمَيْح الترمذي حدَّثَهم، قال: حدَّثنا سعدان... حدَّثنا فِهْر بن
بِشْر، حدَّثنا جعفر بن بُرْقَان عن صالح بن مِسْمَار عن هشام بن عُروة عن أبيه عن
عائشة - رضي الله عنها - عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال:
((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي هذه فحَفِظها، ثُمَّ وعَاها فبلَّغها عنِّي)).
قلتُ:
إسناده ضعيف جدًّا، وهذه أحوال رجاله:
النِّعَالي: هو الحسن بن الحسين بن العباس
النِّعَالي الكوفي، قال أبو حاتم: لَم يكنْ بالصَّدوق عندهم، ووهَّاه ابن حِبَّان
وابن عَدِي.
صالح
بن رُمَيْح الترمذي: قال الدارقطني: لا شيء.
صالح
بن مِسْمَار البصري: انفرَد بالحديث عن هشام، وأحاديثُ البصريين عنه فيها كلامٌ،
فيُخْشَى أن يكونَ هذا منها.
سَعْدَان:
لا يُعْرَف.
فِهْر
بن بِشْر وصوابُه ابن بَشير؛ كما ترجَمه ابن حِبَّان في الثِّقات، ما وثَّقه إلاَّ
ابن حِبَّان، وظنِّي أنه عَرفه.
الحديث
الخامس عشر: حديث زيد بن خالد:
رواه
ابن عساكر (1/ 21 - 22)، كتَبَ إليّ أبو طالب عبدالقادر بن محمد بن يوسف، وأخبرنا
أبو بكر محمد بن بَرَكة الصلحي عنه أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن حَسْنُون
النَّرْسِي، أنا أبو حاتم محمد بن عبدالواحد بن محمد بن يحيى الْخُزاعي، أنا أبو
علي أحمد بن علي بن محمد بن عبدالرحيم الحافظ، نا أبو عمرو سعيد بن محمد بن نصر،
نا أحمد بن عمير أبو الحسن، نا موسى بن عامر، نا عِرَاك بن خالد، نا إبراهيم بن
أبي عَبْلة عن ابن حجاج (1) عن أبيه عن زيد بن خالد الْجُهَني، قال: قال رسول الله
- صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله امرأً سَمِع منَّا حديثًا، فوعَاها ثم بلَّغها مَن هو
أوْعى منه))، (2523).
قلتُ:
في نُسخة: ابن عَجْلان بدلاً من ابن حجاج، وهو الصواب، والله - تعالى - أعلم.
الإسناد:
إسناده ضعيف؛ سعيد بن محمد بن نصر القطَّان ليس بذاك، قاله صالح بن أحمد.
الحديث
السادس عشر: حديث أبي سعيد الخدرى:
رواه
الطبراني في "مسند الشاميين" (1302): حدَّثنا أحمد بن مَطِير الرَّمْلي، ثنا محمد بن أبي السري العسقلاني
ح، وحدَّثنا محمد بن عُبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني، ويحيى بن عبدالباقي
المصيصي، قالا: ثنا أبو عمير النحاس ح، وحدَّثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا محمد بن
سماعة الرملي، قالا: قالوا: ثنا ضَمْرَة بن ربيعة عن ابن شَوْذَب عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي
نضرة عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نضَّر
الله عبدًا سَمِع مقالتي، فوَعَاها وبلَّغَها غيرَه، فرُبَّ حامل فقْهٍ غير فقيه،
ورُبَّ حامل فقهٍ إلى مَن هو أفقه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ المؤمنُ: إخلاص العمل لله، ومناصحة المسلمين،
ولزوم جماعتهم؛ فإنَّ دعوتهم تأتي من ورائهم))، وقال: ((يدُ الله على الجماعة،
فمَن شذَّ عن يد الله، لن يضرَّ الله شذوذُه)).
ورواه
أبو عمرو الْمَدِيني: حدثنا أبو عبدالله محمد بن مسلم بن وَارَة، حدَّثني الحسن بن
واقع، حدَّثنا ضَمْرَة عن ابن شَوْذَب عن سعيد بن أبي عروبة عن أبي نَضْرة عن أبي
سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خطبَنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بِمنًى، فقال:
((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فوَعَاها، فرُبَّ حامل فقْهٍ غير فقيه، ورُبَّ
حامل فقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: النصيحة لله -
عزَّ وجلَّ - ولرسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكتابه، ولولاة الأمر، ولزوم
جماعتهم؛ فإنَّ يدَ الله - تعالى - على الجماعة))؛ أخرجَه في جُزْئه الذي جَمَع
فيه أحاديثَ من حَجَّة الوداع.
ورواه
الرامَهُرْمُزي، حدَّثنا محمد بن عبدالله الْحَضْرَمي، ثنا إسحاق بن إبراهيم
البغوي، ثنا داود بن عبدالحميد، ثنا عمرو بن قَيْس عن عطيَّة عن أبي سعيد، قال:
خطَبَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((نضَّر الله عبدًا سَمِع منَّا حديثًا، فبلَّغه كما سَمِعه))؛
أخرجَه في كتابه "المحَدِّث الفاصل".
ورواه
أبو نُعيم في "الْحِلْيَة" (حِلْيَة الأولياء، 5/ 105): حدَّثنا أحمد بن
إسحاق، قال: ثنا أحمد بن عمرو البزَّار، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم البغدادي، قال: ثنا داود بن عبدالحميد، قال:
ثنا عمرو بن قيس عن عطيَّة عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه
وسلَّم -: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي، فوَعَاها فبلَّغَها كما سَمِعها))؛
الحديث غريب، وحديثُ عمرو تفرَّد به إسحاق عن داود، ورواه في "طبقات
المحدِّثين" أبو الشيخ (1058): حدَّثني عامر، قال: ثنا إبراهيم بن فهد، قال: ثنا سعيد بن سَلامٍ،
قال:
ثنا
عمر بن محمد بن يزيد بن أسْلَم، عن عطاء بن يَسَار، عن أبي سعيد، قال: قال رسول
الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فوعَاها ،
فرُبَّ حامل فقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه)).
قلتُ:
سندُه عند الطبراني حَسَنٌ صحيح.
الحديث
السابع عشر: حديث ربيعة بن عثمان:
رواه
أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (2442): حدَّثناه علي ومحمد، قالا: ثنا أبو عمرو، ثنا ابن وَارَة، ثنا يحيى
بن صالح الوُحَاظِي، ثنا أبو حمزة الخرساني، عن عثمان بن حكيم، عن ربيعة بن عثمان،
قال:
صلَّى
بنا رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مسجد الْخَيْف من مِنًى، فحَمِد الله
وأثْنَى عليه، وقال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع مقالتي فوَعَاها، فبلَّغها مَن لَم
يسمعْها، فرُبَّ حامل فقْهٍ إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقْهٍ غير فقيه،
ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، والنصيحة للأئمة، ولُزوم
جماعتهم)).
ورواه
ابن مَنْدَه من طريق ابن وَارَة به، ومن طريق سَعدان بن يحيى عن ثابت أبي حمزة عن
نجبة عن ربيعة به، ورواه من طريق عمرو بن عبدالغفَّار عن أبي حمزة عن نجبة عن
ربيعة بن عثمان بن ربيعة عن أبيه عن جَدِّه.
قلتُ:
إسناده عند أبي نُعيم وعند ابن مَنْده إسنادٌ حَسَنٌ صحيح.
الحديث
الثامن عشر: حديث شيبة بن عثمان:
رواه
الطبراني في "الكبير" (7044): حدثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدَّثني
أحمد بن محمد بن أيوب صاحب المغازي، حدَّثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن ثابت
الثُّمَالي، عن مُحَيِّصَة، عن شيبة بن عثمان مُختصرًا.
ورواه
البغوي في "معجم الصحابة" (642): حدَّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، نا أحمد بن أيوب، نا أبو بكر بن
عيَّاش، عن ثابت بن الحجاج، عن نجبة، عن شيبة بن عثمان مثل الطبراني.
ورواه
بذات الإسناد أبو عمرو بن حكيم برقْم (12): حدَّثنا عبدالله بن أحمد بن حنبل، حدَّثنا أحمد: هو ابن محمد بن أيوب،
حدثنا أبو بكر بن عياش عن ثابت الثمالي عن بَجية عن شيبة بن عثمان التيمي مثل أبي
نعيم.
قلت:
نجبة بن أبي عمار الخزاعي ما روى عنه إلا أبو حمزة الثمالي، وأبو حمزة ضعيف.
وقال
الحافظ في بيان المشتبه: بجية عن شيبة الحجبي، وعنها ثابت الثمالي، قلتُ: حديثُها في معجم الطبراني، وضبطها ابن
مَنْده في "تاريخ النساء"، وما أثبتناه قاله المزي، وابن ماكولا.
وعمومًا
مدار الإسناد عن أبي حمزة الثمالي، وهو ثابت بن أبي صفيَّة ضعيف جدًّا.
الحديث
التاسع عشر: حديث بشير بن ثعلبة أبي النعمان بن بشير:
قال
أبو عمرو المديني الأصبهاني - رحمه الله -:
حدثنا
أبو الحسن أخي، حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، حدَّثنا محمد بن كثير عن إسماعيل
بن أبي خالد عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال:
((رَحِم الله عبداً سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فَقيه، ورُبَّ
حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل
لله، ومناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين))؛ أخرجَه في جُزئه الذي جَمع
فيه أحاديثَ من حَجة الوداع.
ورواه
الطبراني في الكبير (1224): حدَّثنا عبدالرحمن بن الحسن الضراب الأصبهاني، ثنا
عبدالله بن أيوب المخرمي، ثنا محمد بن كثير الكوفي، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن
الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي
فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث
لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم
جماعة المسلمين)).
ورواه
عبدالكريم في "أخبار أصبهان" (1640): حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيدالله بن حامد، ثنا حبشون بن موسى بن
أيوب أبو نصر الخلاَّل ببغداد، ثنا عبدالله بن أيوب، ثنا محمد بن كثير، ثنا
إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، عن أبيه
قال: سمعتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي
فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثة
لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، ومناصحة أُولِي الأمر، ولزوم جماعة
المسلمين)).
ورواه
ابن حكيم المديني (29): حدَّثنا أبو الحسن أخي، حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي،
حدَّثنا محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد عن النعمان بن بشير عن أبيه عن النبي
- صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها،
فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ
عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعات
المسلمين)).
وابن
عَدِي في "الكامل" (7/ 243 - 244): حدَّثنا محمد بن أحمد بن أبي مقاتل، ثنا عبدالله بن أيوب المخرمي،
ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه
عن النبي
- صلَّى
الله عليه وسلَّم - قال: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل
فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ
مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعة المسلمين)).
قال
الشيخ: وهذا يرويه محمد بن كثير عن إسماعيل بن أبي خالد، فهو غريب من وجهين: أحدهما
من حديث ابن أبي خالد، والثاني حيث قال عن النعمان بن بشير عن أبيه.
وذَكَره
ابن حِبَّان في "المجروحين" في ترجمة محمد بن كثير، حيث قال: محمد بن كثير
القرشي من أهل الكوفة، كُنيته أبو إسحاق القصاب، يروي عن عمرو بن قيس وإسماعيل بن
أبي خالد، وليث بن أبي سليم وهشام بن عروة، روى عنه قتيبة بن سعد وأهل العراق،
وكان ممن ينفرد عن الثِّقات بالأشياء المقلوبات التي إذا سَمِعها من الحديث
صناعته، علمَ أنَّها معمولة أو مقلوبة، لا يُحتج به بحال، وهو الذي روى عن إسماعيل
بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وآله وسلم -: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي، فوَعاها وأدَّاها، فرُبَّ
حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه)).
أخبرناه
ابن زهير، قال: حدَّثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، قال: حدَّثنا محمد بن كثير، قال:
حدثنا إسماعيل بن أبي خالد.
ورواه
أبو نُعيم في "أخبار أصبهان" (1/ 336): حدَّثنا أبو بكر محمد بن عبيدالله بن حامد، ثنا حبشون بن موسى بن
أيوب أبو نصر الخلاَّل ببغداد، ثنا عبدالله بن أيوب، ثنا محمد بن كثير، ثنا
إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة عن أبيه، قال:
سَمِعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي
فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاثة
لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، ومُناصحة أُولِي الأمر، ولزوم جماعة
المسلمين)).
ورواه
ابن عساكر في "التاريخ" (10/ 283): أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم قراءةً، أنبأنا أبو الحسين محمد بن
عبدالرحمن بن أبي نصر، أخبرنا أبو سليمان محمد بن عبدالله بن أحمد بن ربيعة بن
سليمان بن خالد بن عبدالرحمن بن زبر، حدَّثنا أبو الحارث أحمد بن سعيد بن محمد،
ومحمد بن جعفر السامري، قالا: حدَّثنا عبدالله بن محمد بن أيوب المحرمي، حدَّثنا
محمد بن كثير، حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي عن النعمان بن بشير عن
أبيه، قال: قال النبي - صلى الله عليهم وسلم -: ((رَحِم الله عبدًا سَمِع مقالتي
فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فِقْه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث
لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله - عزَّ وجلَّ - ومُناصحة وُلاة
الأمر، ولزوم جماعة المسلمين))، (2556).
ورواه
البغوي في "معجم الصحابة" (144): حدَّثنا القاسم بن زكريا، وأحمد بن العباس بن مجاهد المقرئ، قالا: نا
عبدالله بن أيوب المخرمي، نا محمد بن كثير، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن
النعمان بن بشير، عن أبيه قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((رَحِم
الله عبدًا سَمِع مقالتي فحَفِظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى
مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص العمل لله، ومُناصحة
وُلاة المسلمين، والنُّصْح لجماعة المسلمين)).
ورواه
أبو نُعيم في "معرفة الصحابة" (1115): حدَّثنا محمد بن إبراهيم بن عاصم، ثنا عبدالله
بن الحسين بن معبد، ح، وحدَّثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبدالله بن محمد
القاضي، قالا: ثنا عبدالله بن أيوب المخرمي، ثنا محمد بن كثير، ثنا إسماعيل بن أبي
خالد، عن الشعبي، عن النعمان بن بشير، عن أبيه، قال: قال رسول الله - صلَّى الله
عليه وسلَّم -: ((رَحِم الله عبدًا سمع مقالتي فحفظها، فرُبَّ حامل فقه غير فقيه،
ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مؤمن: إخلاص
العمل لله، ومُناصحة وُلاة المسلمين، ولزوم جماعتهم)).
قلتُ:
مدار الحديث على محمد بن كثير الكوفي، قد أجمعوا على ضَعفه، وأنكر ابن مَعِين هذا
الحديث بالذات، على الرغم من أنَّ ابنَ مَعِين كان حَسَنَ الرأْي فيه.
كما
في الحديث عن تخريج طُرق الخبر عن النعمان بن بشير، فقد كذَّب ابن مَعِين الحديثَ،
وأنكره بشدَّة.
الحديث
العشرون: حديث ابن عباس:
أخرجه
الرامَهُرْمُزي في "المحدث الفاصل" (7): حدَّثنا موسى بن زكريا، ثنا شباب، ثنا
عبدالمجيد أبو خداش، ثنا منصور بن وردان، ثنا أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جُبير،
عن ابن عباس، قال: خطبَنا رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مسجد الخيف،
فحَمِد الله، وأثْنى عليه بما هو أهْله، ثم قال: ((نضَّر الله امرأً سمع مقالتي، فوعاها، ثم بلغها مَن لَم يسمعْها،
فرُبَّ حامل فقه غير فقيه، ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه منه، ثلاث لا يغلُّ
عليهنَّ قلبُ مسلم: إخلاص العمل لله، والنصيحة لأئمة المسلمين، والدعوة لأئمتهم،
فإن الدعوة تحيط من ورائهم، مَن تكن الدنيا نيَّته وأكبر هَمِّه، جعلَ الله فقْرَه
بين عينيه، وفرَّق عليه شَمْلَه، ولَم يأْته من الدنيا إلاَّ ما كتبَ له، ومَن تكن
الآخرة نيَّته وأكبر هَمِّه، جعَل الله غِنَاه بين عينيه، ولَم يفرِّقْ عليه
شَمْلَه، وتأتيه الدنيا وهي راغمة)).
وأخرجه
الذهبي في "تذكرة الحفاظ" (3/ 969): أخبرنا بلال المغيثي ومحمد بن عبدالرحيم، قالا: أنا عبدالوهاب بن
رواح "ح"، وأنا سنقر الحلبي، ومحمد بن
محمد الفارسي قالا: أنا علي بن محمود، قال: أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو عبدالله
الثقفي، أنا أبو عبدالرحمن السلمي إملاء سنة عشر وأربعمائة، ثنا أحمد بن محمد بن
رميح، نا عمر بن سعيد بن حاتم، نا إسماعيل بن مخلد، نا عبيد بن يعيش، حدَّثني
منصور بن وردان عن أبي حمزة الثمالي عن عِكْرمة عن ابن عباس قال: خطبَنا رسول الله
- صلى الله عليه وآله وسلم - في مسجد الخيف، فقال: ((نضَّر الله امرأً سَمِع منَّا
حديثًا))، وذكَر الحديث.
قلتُ:
مدار الحديث على أبي حمزة الثمالي وهو ضعيف.
وقد
ذكرتْ رواية الحديث عن عمر بن الخطاب في حديث سعد، والحديث أخرجَه الحاكم في
مُستدركه.
وختامًا
فوائد من الحديث:
أولاً:
ذِكْر فضل طلب الحديث وأدائه:
قال
أبو سليمان الخطابي: "قوله: نضَّر الله امرأً معناه: الدعاء له بالنضارة، وهي
النعمة والبهجة، ويُقال: نضرَه الله بالتخفيف والتثقيل، وأجودهما التخفيف، وقيل:
ليس هذا من حسن الوجْه، إنما معناه: حُسن الجاه والقَدْر في الْخَلق".
قلت:
بل هو للمعنيين معًا - إن شاء الله تعالى.
قال
عبدالمحسن العباد في شرْح أبي داود: "فهذا الحديث المتواتِر مشتمل على دعاء
من النبيِّ - عليه الصلاة السلام - لِمَن اشتغل بسُنته - عليه الصلاة والسلام -
وبلَّغها وعَمِل بها - أنْ يجعلَه ذا نضرة وبهجة؛ حيث يكون وجْهه مُشْرقًا مُضيئًا
في الدنيا والآخرة، فتكون عليه البهجة في الدنيا، ويكون ذا نضرة وبهجة في الآخرة،
وقد جاء في القرآن الكريم: ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ ﴾ [القيامة: 22 - 23].
فالأُولَى
بالضاد أُخت الصاد، وهي من النضرة التي معناها الإضاءةُ والإشراق، والثانية بالظاء
أُخت الطاء من النظر بالعين، وهي الرؤية، وهي من أدلة أهل السُّنة والجماعة على
إثبات رؤية الله في الدار الآخرة، والدعاء المذكور في الحديث سببُه أنَّ هذا المرء
يقوم بهذه المهمة العظيمة، فيتلقَّى حديثَ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -
ويحفظه ويُبلِّغه إلى غيره؛ لأنه إذا حَفِظه وبلَّغه إلى غيره، قد يستنبط غيرُه
منه ما يَخفى على ذلك الذي تحمَّل؛ ولهذا قال: ((ورُبَّ حامل فقه إلى مَن هو أفقه
منه))؛ لأنه بذلك حَفِظ السُّنن، ومكَّن غيرَه من استنباط أحكامها".
ثانيًا:
لزوم الاحتجاج للسنة:
ذلك
أن النبيَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: ((رُبَّ مبلِّغٍ أوْعَى من سامع))، وهذا يَعني تلقِّي حديثه بالفَهم
والاستنباط، وهما أداة الاحتجاج.
ثالثًا:
ليس من شرط الراوي أن يكون فقيهًا، ولا أن يكونَ عاملاً بما روى:
إذ
إن الرواية أداء، وشرْط العمل ليس داخلاً فيها، وإنْ كان مُطْلق العمل داخلاً في
العدالة، وإنما الأداء يتطلَّب الضبط والْحِفظ؛ قال المناوي في "فيض القدير" (6/ 284):
"ورُبَّ حامل فقه ليس بفقيه، بيَّن به أنَّ راوي الحديث ليس الفقه من شرْطه،
إنَّما شرْطُه الْحِفظ، أمَّا الفَهم والتدبُّر فعلى الفقيه، وهذا أقوى دليل على
ردِّ قَبول مَن اشترط لقَبول الرواية كون الراوي فقيهًا عالِمًا.
رابعًا:
ليس كلُّ مُحَدِّث فقيهًا، ولا كلُّ فقيه مُحَدِّثًا؛ كما في زيادة: ((ورُبَّ حامل
فقه وليس بفقيه)).
خامسًا:
وجوب الأداء عن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - حيث قال: ((فوَعاها ثم
أدَّاها)).
سادسًا: فضل أصحاب رسول الله - صلى الله عليه
وآله وسلم - إذ إنهم هم الذين سَمِعوا، وهم الذين وعوا، وهم الذين أدوا، فدلَّ على
فضْلهم في الأداء والوعي والعدالة، فهم الذين سَمِعوا وأدوا إلى الأمة، وما جَحدوا
شيئًا مما سمعوا، وما زادوا وما نقَصوا.
سابعًا:
التفتيش في الرواية؛ إذ يُطْلَب في الراوي السماع حين التحمُّل، والوعي عند الأداء.
ثامنًا: أساس كلِّ خيرٍ حسنُ الاستماع؛ قال - تعالى -: ﴿ وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ
فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ
مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنفال: 23].
تاسعًا:
جواز جرْح وتعديل الرُّواة؛ حفاظًا لِجَناب الشريعة.
وفى
الخاتمة فيه الفضْل العميم والشرف العظيم لأصحاب الحديث؛ قال صاحب "تحفة
الأحوذي" (7/ 346 - 347): "والمعنى خَصَّه الله بالبهجة والسرور لِما
رُزِق بعِلْمه ومعرفته من القَدْر والمنزلة بين الناس في الدنيا، ونِعَمه في
الآخرة؛ حتى يُرَى عليه رونقُ الرخاء والنعمة، ثم قيل: إنه إخبارٌ؛ يَعني: جعلَه ذا نضرة، وقيل: دعاء له بالنضرة:
وهي البَهجة والبَهاء في الوجْه من أثَر النعمة".
والحمد
لله أولاً وآخرًا، وظاهرًا وباطنًا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق